الوقت - نشرت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية مقالا بقلم زاكاري كيك نقلا عن الغرف الفكرية الامريكية تحت عنوان "الاستراتيجية الايرانية الكبرى لهزيمة امريكا في الحرب" جاء فيه انه رغم اعلان الرئيس الامريكي بأن كل الخيارات تبقى على الطاولة لمنع حصول ايران على السلاح النووي فإن ايران تستطيع جعل الجيش الامريكي يدفع ثمنا باهظا، وقد لخص مركز نشنال اينترست اسباب التفوق الايراني على امريكا في القضايا التالية:
يعتقد الامريكيون ان الطريق الوحيد لمنع ايران من حيازة السلاح النووي هو الهجوم عليها واحتلالها والإتيان بنظام موالي للامريكيين لكن المراقبون في امريكا لم يتطرقوا الى هذا الموضوع بشكل جدي نظرا للاستنزاف الامريكي الذي حصل في افغانستان والعراق فرغم ان مستوى الجيش الامريكي هو اعلى من مستوى الجيش الايراني لكن الامريكيين لن يستطيعوا هزيمة ايران بشكل سريع وبتكلفة اقل من حربي افغانستان والعراق.
ان قدرة ايران في الدفاع عن نفسها تبدأ من طبيعتها الجغرافية الصعبة حيث تقول شركة استراتفور الامنية الخاصة ان ايران تشبه قلعة محاطة من 3 جوانب بالجبال وفي الجانب الرابع هناك البحر وهناك ارض جرداء في وسط ايران ولذلك فإن هزيمة هذا البلد امر صعب جدا.
ويحبذ الامريكيون مهاجمة ايران اذا حصل عبر البر وعن طريق احدى دول الجوار كما حصل بالنسبة للعراق في عام 2003 ويبدو ان طريق افغانستان هو المفضل لدى الامريكيين لكن هذا الخيار هو بمثابة كابوس لأن دخول ايران عبر هذه المنطقة للوصول الى المدن الايرانية الكبرى يتطلب اجتياز صحراء لوت وصحراء كوير وهذه مناطق من الصعب اجتيازها بسبب الرمال المتحركة الموجودة فيها وهي من اصعب مناطق العالم للتحرك فيها، اما الحدود الغربية لايران فليست مناسبة ايضا للهجوم بسبب وجود سلسلة جبال زاغروس ومن جهة الشمال الغربي هناك تركيا التي لم تسمح للامريكيين بمهاجمة العراق عبر اراضيها.
ولايستطيع الامريكيون استخدام الاراضي العراقية لمهاجمة ايران ايضا بسبب العلاقات القوية التي اوجدتها ايران مع شيعة العراق فلذلك يصبح الامريكيون مجبرين على مهاجمة ايران عبر بحر عمان والخليج الفارسي وهنا نجد ان ايران تستعد لحدوث مثل هذا السيناريو وتكسب قدرات استراتيجية لمنع الامريكيين من استخدام البحر فإيران لديها عدد كبير من الصواريخ الموجهة والزوارق الحربية وطائرات من دون طيار والغواصات والالغام البحرية كما ان هناك جزراً ايرانية يمكن استخدامها كقاعدة انطلاق للزوارق السريعة الانتحارية وايضا قاعدة لاختباء الصواريخ.
ويقول مدير برنامج دراسات ايران في مركز سي ان أي "مايكل ناكل" ان الخليج الفارسي الذي يضيق مجال الملاحة فيه بشكل كبير في بعض المناطق لايناسب تحرك حاملات الطائرات الامريكية كما ان الحرس الثوري الايراني لديها الكثير من الزوارق السريعة لاستهداف السفن وحاملات الطائرات الامريكية.
ويجب الاشارة إلى ان المدن الايرانية الكبيرة تقع في شمالي ايران وان ايران دولة كبيرة تفوق مساحتها مساحة فرنسا والمانيا وهولندا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال مجتمعة وان برنامج ايران الدفاعي يسمح لها ان تستفيد من جيشها المنظم ووحداته المدرعة والقوات البرية بالاضافة الى قوات الحرس الثوري التي ستدعم الجيش والتي ستعمل ايضا على تشكيل خلايا مقاومة شعبية ولذلك يبدو من الصعب ان تختار امريكا خيار المواجهة مع ايران.
ويقول المحللان الامريكيان فلينت لورت وهيلاريمان لورت ان لايران مكانة بارزة في الشرق الاوسط وان امريكا تفقد دورها في هذه المنطقة وان افضل حل للامريكيين هو تحسين العلاقات مع ايران لأن المخططات العسكرية الامريكية فشلت في المنطقة وان مكانة امريكا الاستراتيجية في المنطقة تضررت بشكل كبير وان المهام التي توكل الى الجيش الامريكي يعجز عنها اقوى جيوش العالم كما ان الاقتصاد الامريكي عاجز عن تأمين الموارد الانسانية والمالية للحروب الامريكية في العالم.
ويقول المحللان الامريكيان ان تنفيذ هذه الاستراتيجية الامريكية الجديدة يتطلب ايجاد توازن للقوى في الشرق الاوسط وهذا الامر يحتاج إلى تعامل الامريكيين مع اللاعبين الكبار في الشرق الاوسط لأن ايران قوة لايمكن تجاهلها في الشرق الاوسط بسبب نفوذها النابع من استقلالها ونظامها الاسلامي المتماسك ومشاركة شعبها في الحكم كما ان على واشنطن ان تعلم بأن اداء كل من السعودية والكيان الاسرائيلي قد اضر بمكانة الامريكيين في المنطقة.