الوقت- دعا أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" دول منطقة الشرق الأوسط إلى الاشتراك في اتفاقية أمنية جامعة لكي تتمكن من إنهاء الاضطرابات، ووصف الحصار على بلاده بالفاشل.
وقال الأمير في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن مساء الجمعة: أدعو جميع الدول في الشرق الأوسط لقبول دعوة للاشتراك في اتفاقية أمنية جامعة كهذه. وأحث جميع الدول على الاستمرار في ممارسة ضغط دبلوماسي على منطقتنا من أجل تحقيق ذلك.
وتابع: يجب علينا البدء باتفاقية أمنية إقليمية كي يتمكن الشرق الأوسط من جعل الاضطرابات شيئا من الماضي.
وعقب كلمته، أكد الأمير في تغريدات على حسابه بموقع تويتر أن "إصلاح النظام العالمي بما يكفل حقوق الإنسان ويضمن حرياته لا يتحقق إلا من خلال رغبة دولية صادقة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع أن "هزيمة الإرهاب تتطلب أكثر من هزيمة تنظيماته.. نحتاج لاجتثاث الظلم والتهميش الذي ينتج التطرف واليأس ووقف الانتهاكات الحقوقية والسياسية التي تعانيها بعض شعوب المنطقة.
كما انتقد أمير قطر أمام المؤتمر الحصار القائم على بلاده منذ يونيو/حزيران الماضي، وقال: إن من يقوم بالحصار مغامرون قوضوا الأمن والأفق الاقتصادي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي.
وتابع قائلا: لقد أظهر هذا الحصار الفاشل كيف يمكن للدول الصغيرة أن تستخدم الدبلوماسية والتخطيط الاقتصادي الإستراتيجي لمواجهة عواصف العدوان من جيران كبار وطامعين.
ورأى أمير قطر أن السياسات المغامرة لهذه الأطراف أدت إلى تقويض الأمن الإقليمي والأفق الاقتصادي لمجلس التعاون الخليجي ككتلة إستراتيجية.
وأكد أنه لو كانت العلاقات الإقليمية تسترشد بمبادئ الحكم الرشيد وحكم القانون لما تعرضت دول ذات موارد محدودة لابتزاز يملي عليها مقايضة سياستها الخارجية مقابل المساعدة الخارجية، فيما رفضت ذلك دول أخرى وبقيت وفية لمبادئها.
وذكر أمير قطر في كلمته التي أعقبت كلمة الافتتاح التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش، أن قطر تغلبت على الحصار البري والبحري والجوي من خلال دبلوماسيتها، وعبر فتح طرق تجارة جديدة وتنويع اقتصادها، مؤكدا أن بلاده ظهرت أكثر قوة من الماضي.
وأضاف أنه حتى في ظل الاضطرابات الإقليمية تبقى قطر واحدة من أكثر دول العالم سلمية، وأنها عززت وحدتها عقب الحصار وحافظت على سيادتها.
ولفت الأمير في كلمته إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقدم مثالا للحل السلمي للخلافات، "حيث لم تُقطع علاقات دبلوماسية ولم تُرق دماء. وهذا درس لنا في المنطقة العربية".
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي يقدم إطارا للحوكمة الإقليمية والتحكيم السلمي للمنازعات، وهناك حاجة ماسة إلى هذا الإطار في منطقة الشرق الأوسط".