الوقت- في أجواء الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد القائد في المقاومة الاسلامية الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان)، والذي استشهد بعملية اغتيال في العاصمة السورية دمشق، ويتحفّظ حزب الله بحق الرد عليها حتى الساعة، كان لموقع الوقت الإخباري اتصال هاتفي مع العميد اللبناني المتقاعد أمين حطيط، للوقوف عند شخصية الشهيد القائد ومعرفة السرّ الذي كان خلف نجاحه في شتى الميادين.
الوقت: في أجواء الذكرى السنوية العاشرة لشهادة القائد الجهادي الحاج عماد مغنية، سيادة العميد كيف تصفون القائد الشهيد؟
العميد حطيط: "لقد كان الشهيد عماد مغنية قائدا مميزا في أكثر من اتجاه، كان مميّزا بذكائه وفطنته وإرادته بمواظبته وإبداعه الميداني، كان مميّزا في كل شيء، وخاصة أنه قد يكون مميّزا بأمر لم يسبقه إليه أحد، حيث أن 42 مخابرات دولية، هددته ولاحقته، أبرزها المخابرات الأمريكية التي اتّهمته بتفجير سفارتها في بيروت ومبنى المارينز، لكنه رغم التهديدات بقي مستمرّا في العمل والجهاد حتى النهاية، حوالي الثلاثين عاما، وهو تحت التهديد المباشر والمستمر، ورغم ذلك كان يعمل، يمكن القول أنه بحق وصدق الرجل الوحيد في العالم الذي بقي طيلة هذه المدة من هذا العدد من المخابرات الدولية. هو قائد مذهل في شتى المجالات، الأمنية والعسكرية والإستراتيجية، ولم يعرف التاريخ له مثيلا في الميادين العسكرية والأمنية، حيث حقق إنجازات أرعب بها أعداءه."
الوقت: رغم الملاحقة التي كان يتعرّض لها الحاج رضوان، إلا أنه أنجز المستحيل، برأيكم كيف استطاع العمل رغم التهديدات الأمنية؟
العميد حطيط: "القائد الشهيد آمن بربّه وذلك كان سرّ إبداعه، وكان يعرف أنه لن يكون عرضة للموت إن لم يحن أجله، فكان يعمل بذهنيّة أنتصر أو استشهد، فكرّمه الله بالأمرين معا، النصر والشهادة. ولم يشكّل التهديد له إلا مزيدا من العمل في مواجهة العدو."
الوقت: كيف تقيّمون سلوك القائد الشهيد وما الذي يميّزه عن غيره؟
العميد حطيط: "أهم ما يميّزه هو طول فترة جهاده، وإنتاجيّته فيها، فقد وصلت سنيّ جهاده الفعال والجديّ إلى حوالي الثلاثين عاما، وهو الوحيد الذي وصفه قائد المقاومة بقائد الإنتصارين. وأكد أن عماد مغنية ترك خلفه ألف عماد."
وختم العميد المتقاعد "مدرسة عماد مغنية مستمرّة رغم غيابه، فالشبح الذي أرعب الصهاينة وأمن 42 دولة لمدة ثلاثين عام تقريبا لا يزال حيا في قلوب المجاهدين، وقد كان بحق نموذجا للقائد الإسلامي الذي يصنع الإنتصارات."