الوقت- اختتمت القمة المنعقدة في العاصمة الأثيوبية "أديس بابا" أعمالها يوم أمس الاثنين "29/1/2018" وكان موضوع الدور الإماراتي التخريبي في القارة السمراء بارزا على هامش القمة، حيث هددت دول عدة برفع شكوى ضد أبوظبي بسبب تدخلها في شؤون الصومال وإريتريا.
وقامت هذه الدول باتهام الإمارات بتقويض الوضع في الصومال، ومساندة أقاليم بهدف التمرد على رئيس البلاد نتيجة مواقفه من الأزمة الخليجية، بحسب قناة "الجزيرة".
وعبّرت الدول الأفريقية في قمتها بأديس أبابا عن انزعاجها من النشاط الإماراتي المتنامي في الصومال والقواعد العسكرية في إريتريا، وقد شاركت ريما الهاشمي وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإماراتي ومسؤولة ملف أفريقيا في الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية ضمن الدول الـ 27 التي تحمل صفة عضو مراقب.
واختتم اليوم الأول من قمة الاتحاد الافريقي أمس بالاتفاق على عدة قضايا خلافية، أبرزها انتخاب "رئيس رواندا" رئيسا للدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي. كما اتفاق القادة على تسوية عدد من القضايا الخلافية بينها مشروع إصلاح الاتحاد وتمويله ذاتيا.
إلى ذلك شكلت مواضيع الإرهاب والتطرف والهجرة غير النظامية ومكافحة الفساد المستشري لدى حكومات الدول الأفريقية وإصلاح المنظمة أهم مواضيع قمة الاتحاد الثلاثين.
وفيما يلي ننقل لكم معلومات عن النشاط الامارتي في القارة السمراء، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية وقناة "الجزيرة" وتقارير أممية سرية أخرى:
أولاً: قدمت الامارات مساعدات عسكرية لإريتريا خلال العام الماضي، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، واعتبرت الوكالة أن ذلك "يشكل انتهاكا للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة عليها منذ 2009؛ بعد اتهامها بدعم حركة الشباب المجاهدين في الصومال".
ثانياً: في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهم تقرير سلمته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، الإمارات بخرق الحظر المفروض على تصدير الفحم، الذي يشكل المصدر الرئيسي لتمويل حركة الشباب، وهو ما يقوض جهود مكافحة الإرهاب.
ثالثاً: في يوليو/تموز الماضي، كشفت دورية "مغرب كونفيدنشيال" الاستخبارية الفرنسية، أن الإمارات مولت حملة "موسى بيهي عبدي"، الرئيس الجديد لما تسمى بـ"جمهورية أرض الصومال"، وتنتظر المكافأة على هذا التمويل بالبدء في إنشاء قاعدتها العسكرية بمدينة بربرة.
رابعاً: انتهكت الامارات العام الماضي قرار عقوبات كان قد فرضه مجلس الأمن على الصومال وإريتريا، والمتضمن فرض حظر تسليح على البلدين، وبحسب تقرير أممي سري، فقد عرض التقرير التحركات العسكرية الإماراتية في إريتريا، حيث كشفت الأقمار الصناعية أن الإمارات واصلت الإنشاءات الخاصة بقاعدتها في منطقة عصب الإريترية، وأن تجهيز منطقة الرسو في الميناء اكتمل تقريبا، بينما يتواصل تشييد مرافق على اليابسة، لاسيما في القاعدة الجوية.
وأكدت الصور استمرار تواجد الدبابات والمدفعية في المنطقة الواقعة بين المطار ومرافق الميناء، بما في ذلك الدبابات القتالية من نوع ليكليرك، إضافة إلى تواجد مروحيات وطائرات مقاتلة، لا سيما من طراز ميراج 2000.
وتضمن التقرير الاممي الذي نشره موقع الجزيرة نت فقرات كاملة عن الانتهاكات التي تمارسها الإمارات للقرارات الدولية، حيث خلصت اللجنة الدولية -في الشق المتعلق بإريتريا من تقريرها- إلى التأكيد أنه من دون تعديل الشروط الحالية لحظر الأسلحة المفروض على هذا البلد، فإن استمرار الأنشطة العسكرية التي تقوم بها الدول الأعضاء، والتي تنطوي على نقل العتاد والأفراد والتدريب؛ يشكل انتهاكا للقرارات الدولية.
خامساً: تتلقى حركة الشباب نحو 10 ملايين دولار سنويا من تجارة الفحم غير المشروعة، وما زالت مدينة دبي وجهة التصدير الرئيسية، وفي فقرة أخرى تتعلق بمدى الالتزام بالحظر المفروض على تصدير الفحم من الصومال، الذي اعتبره مجلس الأمن من أهم المصادر المالية لحركة الشباب المصنفة على اللائحة الدولية للمنظمات الإرهابية، قال الخبراء إنهم أحرزوا تقدما كبيرا في التحقيق حول المستندات المزورة الصادرة من جيبوتي، التي سهلت وصول شحنات من الفحم الصومالي إلى ميناء الحمرية الإماراتي.
وعقد الخبراء اجتماعات مع مسؤولين في حكومة جيبوتي لبحث القضية، تبين على إثرها أن كل الوثائق التي تم تقديمها في الميناء الإماراتي على أنها صادرة عن سلطات جيبوتي لتصدير الفحم إلى الإمارات كانت مزورة.
حملات دولية لمقاطعة الامارات
وكانت قد نظمت "الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات" السبت الماضي، وقفات احتجاجية رافضة لدور أبوظبي في رعاية العبودية والإتجار بالبشر، وذلك أمام سفارات الإمارات في كل من لندن وباريس وواشنطن.
من جانبه أفاد الناطق باسم الحملة "هنري غرين"، في بيان صحفي، إن "الوقفات تهدف لتسليط الضوء على العبودية الحديثة في دولة الإمارات حيث الإتجار بالبشر خاصة بالأفارقة الذين يؤتى بهم من ليبيا"، مشيرا إلى دور الإمارات في تمويل جماعات مسلحة تابعة لقوات الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" والمنخرطة بتجارة العبيد.