الوقت- يدأب الرئيس الامريكي دونالد ترامب وحلفائه الاسرائيليين على رسم الخطط والمكائد من اجل استهداف الجمهورية الاسلامية في ايران وهذه المرة عبر إجراء بعض التعديلات على معاهدة الاتفاق النووية خلال الأشهر المقبلة، الا ان هذه الخطط ستفشل وسوف تتسبب في تضرر وتلخبط المعادلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط كما وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها ليوم الاربعاء تقريرياً مفصلا جاء فيه أن المواجهة الأمريكية الإيرانية ستعمل على زعزعة استقرار أجزاء من منطقة الشرق الاوسط، التي بدأت تستقر بعد هزيمة تنظيم داعش في النصف الثاني من العام الماضي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير عراقي سابق، لم يكشف عن اسمه، قوله: إن "التهديدات الأمريكية المتصاعدة ضد إيران تعني أن الإيرانيين سيكونون أكثر نشاطاً في الحفاظ على موقفهم بالعراق وسوريا".
وكشف تقرير الصحيفة إلى ان ارتفاع حدة التوترات بين امريكا وإيران، بدأ نهار الجمعة في 12 يناير 2018 عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه وَقّع تنازلاً حول إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران للمرة الأخيرة، وإنه لن يفعل ذلك عندما تُناقَش القضية مرة أخرى بعد 120 يوماً، ما لم يتم تعديل الاتفاق النووي بشكل جيد، وهو أمر من غير المرجح حدوثه.
واضافت الصحيفة ان عدم اليقين بشأن العقوبات على ايران ادى إلى خفض الفوائد الاقتصادية الإيرانية الناجمة عن الاتفاق؛ لأن البنوك والشركات الأجنبية لا تريد إنفاق المال في ممارسة الأعمال التجارية في إيران لتجد في نهاية المطاف أنها توقفت بسبب العقوبات.
ومن ناحية اخرى، قالت الصحيفة انه حتى اليوم ليس معلوم الى اي حد ممكن ان تتحمل ايران خطابات دونالد ترامب العدائية تجاههها، مستدركة بالقول ان إيران سوف تتخذ حتماً تدابير وقائية للحيلولة دون أسوأ السيناريوهات لحماية نفسها، وعادة ما تفعل ذلك.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة له مع صحيفة الإندبندنت في بغداد في تشرين الاول / اكتوبر الماضي " أن الايرانيين يعرفون أن الآخرون يفكرون في الإطاحة بنظامهم ولهم الحق في التفكير بذلك، بل لهم الحق أن يقاتلوا خارج حدودهم للدفاع عن أنفسهم."
وتابع التقرير: " وعلى الرغم من أن العراق شهد عنفا أقل منذ غزو بريطانيا وامريكا عام 2003، إلا أن الامن لا يزال هشا، حيث أدى هجومان انتحاريّان الاسبوع الماضي إلى مقتل 38 شخصا وجرح آخرين في هجوم يعد الأسوأ منذ استعادة القوات العراقية للموصل من تنظيم داعش".
واضافت الصحيفة البريطانية: "ان إيران وامريكا يكنان العداء لبعضهما بشكل علني، وهذا العداء ظاهر في العراق بحيث ان كل من العبادي ونوري المالكي (رئيسي وزراء العراق) مدعومين من امريكا وإيران. والعراق اليوم يكافح من أجل تحقيق التوازن بين الطرفين، ولكن دون التبعيّة لاي منهما".
وكشفت الصحيفة ان امريكا تسعى منذ 2003 حتى اليوم الى السيطرة على الحكم في العراق، إلا أن ايران تعمل بشتى الطرق للوقوف في وجه حدوث ذلك، كما أن المسؤولين الامريكيين يقللون من شأن التحالف الشيعي، لانه في نهاية المطاف، سيقف شيعة العراق إلى جانب ايران".
واضافت الصحيفة انه في حال فرضت امريكا عقوبات اقتصادية شديدة على ايران، فان العراق سيصبح محور المعاملات المصرفية والتجارية الايرانية، وتستطيع امريكا أن تزيد التوترات في العراق لكنها لا تستطيع الحد من نفوذ إيران في هذا البلد.
وعن الموقف الأمريكي في سوريا قالت الصحيفة انه اصبح أكثر تعقيدا من السابق، لأن واشنطن تستخدم الأكراد السوريين كورقة ضغط، وعلى الرغم من أن امريكا لديها ألفي جندي في سوريا، وتعتمد بشكل كبير على الغارات الجوية، الا انها لا تستطيع من خلال هذه الاستراتيجية الحد من نفوذ إيران في سوريا. اضافة الى ان تعاون امريكا مع الأكراد السوريين سيؤدي إلى تعميق الخلاف بين واشنطن وأنقرة.
وقالت الصحيفة "ان امريكا لم تخطط لسياسات طويلة الأمد في سوريا، فواشنطن يمكنها أن تضعف الرئيس السوري بشار الأسد، الا ان هذا الامر سيؤدي إلى فوضى كبيرة في البلاد، وليس من الواضح من الذي سيستفيد من هذه الظروف".
وختمت الصحيفة التقرير بنقلٍ عن بعض المراقبين بأن الخطاب العدواني لترامب قد يؤخذ على محمل الجد في الشرق الأوسط، وأنه قد يحدث رد فعل معاكساً، وهذا ما حدث في عام 2003 عندما تحدث المحافظون الجدد في امريكا عند الاستيلاء على بغداد عن تغيير النظام في طهران ودمشق، لنرى بعد ذلك تعاون إيران وسوريا على عدم الوصول إلى حالة الاستقرار في ظل وجود أمريكا وبريطانيا في العراق.