الوقت - واصل الجيش السوري ملاحقته للعناصر الارهابية في مناطق واسعة على امتداد جغرافيا البلاد، حيث تمكن الجيش وبمساعدة من قوات الرديفة من احباط محاولة الجماعات الارهابية على مدينة حلب وجنوب البلاد مع تقدم مستمر على جبهة القلمون.
وفي التفاصيل والبداية في القلمون، استمرت عمليات الجيش السوري والمقاومة بالتقدم والسيطرة على عدد من التلال الجديدة في جرد الجراجير كتلة رأس الكوش وقرنة رأس الصعبة، بعد اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة التي باتت محصورة في مساحات ضيقة في عمق الجرو، حيث أكدت مصادر ميدانية مقتل أمير داعش في القلمون “أبو بلقيس البغدادي”، إثر قصف مدفعي نفذه الجيش السوري على مواقع التنظيم في وادي حميد شرق عرسال.
وسبق ذلك السيطرة على قرنة شميص الحصان وصدر العروس، الأمر الذي أدى إلى حشر مسلحي جبهة النصرة في جيوب ضيقة في جرود الجراجير، تحت السيطرة النارية للجيش السوري والمقاومة.
يذكر ان رئيس اركان الجيش السوري العماد علي أيوب قد قام أمس بجولة تفقدية لوحدات الجيش والمقاومة المرابطة في منطقة القلمون، واطلع العماد أيوب على من القادة الميدانيين في الجيش العربي السوري والمقاومة الوطنية اللبنانية على طبيعة الأعمال القتالية والنجاحات التي تحققت في ملاحقة التنظيمات الارهابية التكفيرية والقضاء عليها واحكام السيطرة على أهم المواقع والتلال في المنطقة، مثنياً على الشجاعة الفائقة والمهارة القتالية العالية التي اظهرها جنود الجيش العربي السوري ورجال المقاومة الوطنية اللبنانية.
لاتغير في خارطة السيطرة الميدانية على حلب
وفي شمال البلاد وتحديداً في حلب فشلت المجموعات المسلحة أمس في تحقيق أي إنجازٍ رغم تكثيف هجماتها على أكثر من جبهة في حلب شمالاً إلى القنيطرة والسويداء جنوباً مروراً بريف حماه. وتزامنت هجمات المسلحين مع موجة من الشائعات وتهويل حول «إنجاز» السيطرة على حيّ الراشدين في حلب.
وبحسب المعلومات الميدانية، فإنّ المسلحين بالغوا في الحديث عن سيطرتهم على حيّ الراشدين الواقع غربي حلب. فالحي هو بقبضة المسلحين بشكلٍ كامل، باستثناء أربعة أبنية سيطر عليها الجيش السوري قبل سنة تقريباً. والمباني الأربعة تعتبر خط التماس مع المسلحين، وقد تعرضت للعديد من الهجمات. ومع بداية الهجوم، تعرضت المباني لأكثر من 300 صاروخ، ما أدى إلى انهيار مبنيين استشهد فيهما عنصران من الجيش السوري، بينما تدمّر المبنيان الآخران بشكلٍ شبه كامل. وقضى قرار القيادة العسكرية بإخلاء النقاط في المباني الأربعة، والتثبيت في محيط مبنى البحوث العلمية، والعمل على قصف جبهة المسلحين ونقاطهم بقوّة نارية ضخمة. وأراد المسلحون الدخول إلى حلب عبر هذه الجبهة، لكن «لا تغيير حقيقياً على جبهة الراشدين».
الجيش السوري يواصل عملياته في الجنوب
و في درعا والقنيطرة، واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها ضد أوكار وتجمعات إرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت زعامته والمرتبطة بالكيان الاسرائيلي.
وذكر مصدر عسكري أن وحدة من الجيش نفذت عمليات دقيقة على بؤر تنظيم جبهة النصرة ومايسمى حركة المثنى الإسلامية المرتبطة بنظام آل سعود في مخيم النازحين بحي درعا البلد، وأكد المصدر أن العمليات “أصابت أهدافها المحددة بدقة وأسفرت عن وقوع قتلى ومصابين بين الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم” وذلك بعد يوم من قضاء وحدة من الجيش على العديد من الإرهابيين التكفيريين جنوب غرب مقبرة البحار وحي البجابجة وفي القسم الشمالي الشرقي لمخيم النازحين بدرعا البلد.
قذائف في العاصمة واشتباكات في مخيم اليرموك
الى ذلك عاد موسم قذائف الهاون ليطغى على المشهد الدمشقي، حيث لم تهدأ سماء العاصمة من دوي قذائف الهاون والقذائف الصاروخية حتى الساعات الأولى من فجر أمس. توزعت القذائف على معظم أحياء دمشق، حاصدةً أرواح 11 مدنياً معظمهم من النساء، وإصابة 25 آخرين، بينهم 8 أطفال، معظم الإصابات تركّزت في ساحة عرنوس، وسط دمشق. وقال مصدر في قيادة شرطة دمشق لـ«الأخبار» إنّ "العدد الإجمالي لقذائف الهاون بلغ نحو 34 قذيفة، توزعت على ساحة عرنوس والمزة 86 والمزرعة والمالكي والجسر الأبيض وضاحية الأسد والعدوي وشارع العابد وساحة المحافظة وساحة التحرير والعباسيين وحديقة الجاحظ وعش الورور، وجميعها مصدرها الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية."
وفي حي التضامن ومخيم الريموكاليرموك (جنوب) عادت الاشتباكات لتتصاعد من جديد ، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف المسلحين بينهم قادة.
المواجهات اندلعت بين مسلحي داعش والفصائل الفلسطينية في القسم الشرقي من مخيم اليرموك، لاسيما في محيط ساحة الريجة، ما أسفر عن مقتل خمسة من مسلحي التنظيم، في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين الدفاع الوطني والجماعات المسلحة في حي التضامن الملاصق، واسفرت الاشتباكا أسفرت عن مقتل “جاسم قرحباش”، قائد “لواء العز بن عبد السلام”، مع عدد من عناصره، فيما أسفر استهداف الجيش السوري لمواقع المسلحين في الحي عن مقتل مسؤول "جبهة أنصار الإسلام" في جنوب دمشق، "أبو رضى التركماني".
من جانبه استهدف سلاح الجو السوري قد قصف مناطق انطلاق تلك القذائف في الغوطة الشرقية، إلى جانب مواقع "فيلق الرحمن" في حي جوبر.
القوات الكردية تدحر تنظيم داعش في محيط تل أبيض في الرقة
وفي سياق متصل، واصلت وحدات حماية الشعب الكردي تقدمها في محيط منطقة تل أبيض على الحدود السورية التركية بعد أن حررت المدينة بالكامل من عناصر تنظيم داعش الارهابي قبل يومين وسيطرت،الخميس، على قرية "القنطري" جنوب شرق بلدة سلوك والواقعة على الطريق الدولي الحسكة - حلب بعد انسحاب عناصز داعش منها ولتصبح على مشارف مدينة الرقة معقل التنظيم الارهابي.