الوقت- القى السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي زعيم حرکة انصار الله في اليمن مساء يوم الثلاثاء خطابا سياسيا حيث شن هجوما شرسا على النظام السعودي متهما اياها بالعمل بإمرة أمريكا وبدعم إسرائيلي مؤكدا أنه ما كان “للعدوان السعودي على اليمن أن يتم لولا موافقة أميركا التي تدير هذا العدوان وإسرائيل تؤيد وتدعم”.
وفيما يلي نص الخطاب:
في البداية وجّه السيد الحوثي التهاني إلى الشعب اليمني العزيز والامة الاسلامية بشهر رمضان المبارك ثم قال السيد رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم الذي قال الله فيه [شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان]، والقرآن هو اهم وأقدس مصدر من خلاله نكسب البصيرة والتقييم الصحيح والرؤية الصحيحة لكل ما في الواقع من حولنا من احداث ومواقف وتصرفات وما ينبغي ان نكون عليه من موقع المسؤولية. هذا الشهر الكريم هو ايضا فرصة لمراجعة الحسابات وهذه من اهم المسائل التي تفتقر إليها الامة، مراجعة الحسابات، تقييم المواقف، ويحتاج إليها الانسان حتى على المستوى الفردي حتى لا ينزلق في متاهة او انحرافات خطرة تؤثر عليه في مستقبله عند الله سبحانه وتعالى.
هذا الشهر هو موسم عظيم للدعاء؛ الانسان فيه كلما زاد تقربا الى الله وعناية بصلاح نفسه وعمله والاستقامة في توجهاته هو يزداد قربا من الله سبحانه، وامتنا اليوم في كل ما عصفت بها من مشاكل واخطار وتحديات وما تواجهه من صعوبات هي بحاجة إلى الدعاء لله سبحانه وتعالى ان يعين وينصر ويفرج...الخ، كذلك على المستوى العملي لما فيه رضى الله من اعمال الخير والأعمال الصالحة هي فرصة ثمينة لان الاعمال تضاعف فيما يكتب عليها من اجر وما يحقق عليها من النتائج في الدنيا والاخرة، فهو موسم للمبرات والخيرات يفترض ان يزداد الانسان فيه اهتماما بالعمل الصالح.
الشعب اليمني الصامد يعتمد علي الله
ثم تطرق السيد الحوثي الى احداث اليمن قائلا ان شعبنا اليمني العظيم الذي صمد بالرغم من انه كان يعاني ولا يزال في الفترة الماضية وحاضرا بشكل كبير من ظروف اقتصادية عصيبة من معاناة كبيرة، من مشاكل كبيرة، كانت دول العدوان هي وراء تلك المشاكل عندما توجت لكل ما عملته لشعبنا طوال المراحل الماضية كل تلك الاعتداءات التي هي صنيعتها وتآمرها ومكرها، وكيدها واستهدافها الذي لم يكن قد توقف عندما توجت كل ذلك بالعدوان الكبير بعد ان فشلت وادركت ان شعبنا في طريقه إلى التغلب على ادواتها التي كانت من خلالها تمارس ما تمارسه بحق شعبنا اليمني العظيم من فساد ونهب ومن اخلال بالامن والاستقرار الى غير ذلك.
اكد القائد الحوثي: شعبنا اليمني العظيم صمد منذ بداية العدوان بالرغم من حجمه الكبير ومن ان دول العدوان استخدمت كل ما تقدر عليه من وسائل التدمير والقتل ومن وسائل الابادة واستهدفت كل شيء في هذا البلد، الانسان وكل مقدرات حياته. ولكن شعبنا اليمني بالرغم من كل ذلك صمد وثبت واستمر في صموده واهم عامل لهذا الصمود وهذا الثبات في مواجهة هذا الخطر الكبير وهذا العدوان الهائل بكل امكاناته الهائلة هو اعتماد هذا الشعب على الله سبحانه وتعالى.
دول العدوان هي تتكل على ما لديها من امكانيات ودعم ومساندة على المستوى الدولي اما شعبنا اليمني العظيم فان كل اعتماده هو على الله فقط وكل رهانه وآماله متوجهة إلى الله سبحانه وتعالى وهذا عامل مهم جدا وسيظل شعبنا اليمني هكذا مهما استمر العدوان سيستمر شعبنا في اعتماده على الله لانه يمن الايمان. وهل نتوقع من يمن الايمان او من الشعب اليمني المؤمن المسلم الا ان يكون دائم الاعتماد والتوكل على الله سبحانه ملتجأ إليه مستعينا به؟ (وكفى بالله وليا)، (وكفى بالله نصيرا)
وصف السيد عبدالملك الحوثي الشعب اليمني العظيم بالصمود والثبات موكدا أنهم شعب مؤمن وبالتالي هو شعب عزيز صامد شامخ ابي لا يقبل بالإذلال والهوان لا يركع إلا لله ولا يخضع الا لله ولا ينحني امام الصعوبات والأحداث مهما كانت لأنه تعوّد وتربى ايمانيا على ألا ينحني إلا لله ولا يخضع إلا له سبحانه وتعالى.
النظام السعودي بتوجيه امريكا و مباركة اسرائيل يعتدي علي البلد
تطرق السيد الحوثي الى العدوان السعودي علي اليمن و قال : يأتي النظام السعودي الجائر الظالم تحت توجيه امريكا ورايتها تحت مباركة اسرائيل وتشجيع اسرائيل ليعتدي على هذا البلد معلنا وصايته على هذا الشعب يريد ان يفرض ارادته وارادته ليس في الحقيقة له. نحن طالما قلنا ان النظام السعودي ليس لديه اجندة له تخصه من بيته. لا. هو دائما يتحرك بأجندة الاخرين ومن هم الاخرون؟ امريكا واسرائيل. انا اقطع يقينا ان هذا النظام لا يمتلك بالأساس اي اجندة له ويؤدي دورا مرسوما له في المنطقة ويبقيه خادم للآخرين واداة للاخرين يتحركون بها في المنطقة وضد شعوب المنطقة وفي مقدمتها شعبنا اليمني العزيز.
اكد السيد عبدالملك الحوثي: هذا النظام الجائر جاء ليعتدي على اليمنيين، كل مواطن حر أبي ممن لم تستميله الاغراءات ليبيع وطنه. كل الاوفياء والأحرار في هذا البلد يقولون ان ما يفعله العدوان هو ظلم وعدوان اجرامي لا شرعية له ولا مبرر له ابدا، ابدا. وامام الظلم هذا بوحشيته وإجرامه الكبير لا خيار امام شعبنا الا الصمود والثبات والاباء والعزة. الخضوع والاستسلام لقوى البغي والعدوان هذا غير وارد لدى شعبنا اليمني العزيز بحكم مبادئه وقيمه وأخلاقه وعزته وإبائه، فشعبنا اليمني العزيز يعي انه مظلوم معتدى عليه بغير حق ابدا، بغير شرعية ابدا عدوان متصلف أحمق جائر وبغي صريح وواضح لا غبار عليه واضح كل الوضوح، وشعبنا اليمني العزيز يعي المؤامرة عليه. ما الذي يريده أولئك منه؛ الامريكيون، الاسرائيليون، السعوديون؟ ثلاثي الشر والإجرام والخطر على مستوى العالم منشأ كل الشر في العالم هذا الثلاثي الاجرامي وذلك بما لديه من اموال. الامريكيون والاسرائيليون يستغلون ما لدى النظام السعودي من أموال ويسخرونها لنشر الشر في كل اقطار العالم وفي مقدمتها المنطقة العربية.
و قال السيد الحوثي متسائلا ما الذي يريده هذا الثلاثي الاجرامي منشأ المشاكل والمؤامرات في المنطقة منا كشعب يمني؟ ما الذي يعنيه من امرنا نحن كيمنيين كشعب يمني؟ هل هم المعنيون بأمرنا وتقرير مصيرنا؟ ما لأولئك من حق في ان يتدخلوا في شؤوننا ويفرضوا ارادتهم علينا؟ هل بدافع خير او بدافع مصلحة او بمشروعية او بحق يتدخلون في شؤوننا؟ لا. همّهم واضح ومؤامرتهم مكشوفة وواضحة، تدمير البلد وتركيع الشعب واخضاعه وقتله واهانته والحاق الاذى به وارتكاب الجرائم بحقه ومن ثم دفعه للاستسلام والهيمنة الكاملة عليه وعلى ارضه ومقدراته وموقعه الجغرافي واستغلاله حسب ما يشاؤون حتى لو استسلم وركع وخنع ولو كانت ادواتهم ودماهم هي التي تتحكم على هذا الشعب ورقاب هذا الشعب بامتهان وفقر وأذى دون ان ينعم باستقرار وامن ولا بأي شيء. وبالتالي وعي هذا الشعب لحقيقة المؤامرة عليه يوجب عليه ان يدرك قيمة صموده، هذا الصمود والثبات يحمي شعبنا وكرامته حتى لا يكون مهانا وخانعا، يحمي عزته حتى لا يكون مذلا، واستقلاله حتى لا يكون محتلا، ويحمي مستقبله لتنعم الاجيال القادمة بالعزة والرفاه والخير.
الشعب اليمني الواعي متضامن مع القضية الفلسطينية
أشار السيد الحوثي الي وعي الشعب اليمني موكدا أن الوعي بالمؤامرة الفظيعة والإجرامية والسيئة يدفع شعبنا للصمود ويعي قيمة هذا الصمود، وأنه خياره الحتمي والاستراتيجي والذي لا بديل عنه. البديل ما هو؟ البديل هو الهوان، البديل هو الضياع، الخزي، الامتهان، الغرق في وحل الشر والاشرار، والخضوع المطلق لهيمنتهم، وان يدوسوا هذا الشعب. هذه كلها منظومة او مجموعة من العوامل المهمة التي تعزز صمود هذا الشعب بدءا من ثقته بالله وإيمانه بالله وتوكله على الله وهذا مصدر القوة ان الله قادر على نصره و هو الذي وعد بنصر عباده المؤمنين.
لفت السيد الحوثي بوعي الشعب اليمني موكدا أن العدوان بحد ذاته وبكل ما رافقه وبكل ملابساته هو ما يزيد من وعي شعبنا، شعبنا اليمني يعرف من هي امريكا ويعرف حقيقة امريكا وأكثر من اي وقت مضى يعرف ان ما تحكيه امريكا عن الديمقراطية وحقوق الانسان وغير ذلك انها مجرد شعارات اما مضمونها وأساليبها خداع الشعوب المستضعفة، الشعب يعرف حقيقة الخطر الذي تمثله اسرائيل ليس فقط على فلسطين، فشعبنا اليمني كان وما يزال وسيظل متضامنا مع القضية الفلسطينية كقضية تعنيه لأنه شعب واع وينطلق في إطار مسؤولية اوسع يحمل هم أمته ككل، ولكن شعبنا اليوم يدرك ايضا ان اسرائيل تمثل خطرا في المنطقة بكلها لان دور اسرائيل في هذا العدوان هو واضح مؤكد وبارز ودور ملموس. اسرائيل شاركت فعليا في العدوان من خلال سلاح جوها من خلال خبرائها الذين يعملون مع النظام السعودي ومع الخبراء الامريكيين خبراء عسكريين اسرائيليين هذا بات واضحا ومؤكدا.
النظام السعودي أسوأ الجار الذي يعتدي على جيرانه
أشار السيد الحوثي الى حق الجار مشددا أن النظام السعودي الذي يمارس هذا الاجرام بحق شعبنا العزيز لم يرع حرمة للجوار فكان جار السوء الذي اعتدى على جيرانه وكان المعتدي بدون وجه حق على شعب مسلم من انبل واشرف الشعوب في العالم، الشعب اليمني يمن الايمان والقيم والحضارة. فالعدوان ووحشيته وإجرامه الكبير بحق هذا الشعب في ظل عدوانه هو يستهدف الاطفال ويقتل المئات من الاطفال والنساء ويستهدف الاحياء السكنية والقرى الريفية والطرقات والجسور والمطارات والموانئ والمستشفيات والمدارس وكل مقدرات الحياة ليهلكوا الحرث والنسل [والله لا يحب الفساد]، هذا افسادهم في الارض ان لم يكن الافساد في الارض هكذا فكيف يكون الافساد في الارض؟ وبالتالي هذه الجرائم البشعة لا تعبر عن قوة، ان يأتي هذا النظام ليرمي بالقنابل الامريكية والصواريخ الامريكية مستهدفا الاحياء السكنية فيقتل المئات من الاطفال ويجرح المئات من الاطفال، ويقتل المئات من النساء ويجرح الآلاف من النساء يستهدف العزل والآمنين في مساكنهم هذا لا يعبر ابدا بأي حال من الاحوال عن قوة، وإنما يعبر عن نزعة اجرامية وعن شر وعن فئة وعن جهة لا تمتلك اي رصيد من الانسانية والقيم والأخلاق ولا تمتلك أي قدر ولو بحد ضئيل من الاحساس بالمسؤولية، لا تعبر بأي حال من الاحوال عن قوة.
الشعب يتحرك للميدان لتصدي العدوان نتيجة لإجرام السعودي
قال السيد الحوثي أن هذا الاجرام والعدوان يزيد شعبنا اعتمادا على الله والتجاءً إلى الله وتوكلا على الله وهو يزيد شعبنا اندفاعا للعمل والتصدي للعدوان. وفعلا من النتائج المهمة لهذا العدوان والإجرام الوحشي هو الكثير من الحس بالمسؤولية داخل بلدنا. ان الاحرار والشرفاء عندما يشاهدون ما تعملونه بأبناء شعبهم، من يشاهد مشهدا واحدا من تلك الجرائم وفيه ضمير ولديه احساس بالمسؤولية بالتأكيد يتحرك للميدان للتصدي للعدوان. والآلاف انطلقوا نتيجة هذا الاجرام والوحشية والطغيان الذي ترتكبونه بحق الشعب انطلقوا بفعل ذلك نتيجة جرائمكم وأفعالكم الى ميادين القتال للتصدي للعدوان سواء في الجبهة الداخلية للتصدي للعملاء والخونة والمرتزقة الذين باعوا انفسهم ووطنهم وشعبهم نتيجة مالكم.
قيام القوي السياسية لتائيد العدوان خيانة
قال السيد الحوثي أن ما تقوم به البعض من القوى السياسية التي رأت ان تكون مؤيدة للعدوان لأنها كانت منذ البداية تتحرك وفق اجندة لصالح الخارج وإنما انكشفت الان هو عار وخيانة وطنية ولا مبرر له. من يراهن على تحقيق مكاسب سياسية مقابل الوقوف ضد الشعب هو يستفز الشعب وله تداعيات مستقبلة وهذه مسألة خطيرة جدا، لان الانسان الذي تستميله الاطماع والاهواء ضد شعبه وأمته هو خاسر في الدنيا والآخرة والله يقول في كتابه [ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معهم لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة] حتى لو اعطوك كل عائدات نفطهم المسألة انه لو حزت مافي الارض جميعا ومثله معه، ماذا سيقول لله تجاه الجرائم ضد النساء والاطفال كم يقتل من النساء والابرياء الذين ليس لهم أي دور في مشاكل داخلية، وبالتالي الرهان على العدوان من بعض القوى السياسية خاسر ورهان الخارج على من باعوا وطنهم وشعبهم وبلدهم وإنسانيتهم وشرفهم وعرضهم وأرضهم هو ايضا رهان خاسر..رهان الخاسرين على الخاسرين ولن يوصلهم الى نتيجة.
النظام السعودي هو الذي عطل تنفيذ مخرجات الحوار
تطرق السيد الحوثي الى الحوار مشيرا بات من الواضح على المستوى السياسي انه لا حل إلا بالحوار وهذه قضية بديهية وكان الحوار قائما والعدوان هو الذي اوقف الحوار بل بعد اكمال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من الذي عطل تنفيذ تلك المخرجات؟ واضح انهم المعتدون الذين يعتدون اليوم، وصولا إلى ما حصل من تداعيات لبقاء مخرجات الحوار حبيسة الأدراج وكان لتدهور الاوضاع مع انه كان الذي يسيطر على مقاليد الامور في البلد ويمسك بالدولة كان اولئك دمى بيد اولئك، ولكن حتى تلك الدمى لم يريدوا لها النجاح ولم يعينوها بما يخدم شعبها لأنهم لا يريدون ان يقدموا للشعب اليمني اي شيء نهائيا، حتى في ظل هيمنة وسيطرة دماهم على مقاليد الحكم ما الذي قدموه لهذا البلد؟ لا شيء. كان الوضع الاقتصادي متدهور، جرع بعد جرع، والوضع الامني يزداد سوء والتفكك لمؤسسات الدولة تزداد وتيرته، تداعيات نتج عنها ثورة شعبة تكللت باتفاق السلم والشركة باركته الامم المتحدة ومجلس التعاون ومجلس الوزراء السعودي، بعد ذلك انقلبوا على اتفاقية السلم والشراكة ومحاولة الالتفاف على ما جاء فيه من بنود، ليعود الحوار من جديد، بعد استقالة المستقيل هادي والحكومة المستقيلة ليبدأ حوار من جديد ثم يقوموا هم بشن عدوانهم يعطلوا الحوار من جديد ويتورطوا في العدوان البشع، معنى هذا انهم لا يريدون امنا واستقرارا للبلد ويريدوا ان يخضعوا البلد لهيمنتهم وفي ظل وضعية غير مستقرة وإنما تحت سيطرتهم وتحكمهم وفوضى تحت السيطرة.
اليوم بات جليا دورهم في الانقلاب على اتفاقية السلم والشراكة ومحاولتهم الالتفاف عليها، اليوم يحاولون بشكل واضح ان يلتفوا على اتفاق السلم والشراكة ان يزيحوه بعد ان اعترفوا به والاهم انه اتفاق وقعته كل القوى السياسية في البلد ومع ذلك رحبوا به وأطلقوا بيانات كانت مؤيدة لهذا الاتفاق واليوم يحاولون الالتفاف عليه.
اليوم يعود الحديث عن الحوار قبل هذا الموعد كان هناك موعد سابق في جنيف من الذي التف على مخرجات الحوار الاخيرة، معروف انه النظام السعودي ومعه الامريكيون والإسرائيليون سعوا هم لتأجيل الحوار في جنيف لارتكاب مزيد من الجرائم، لإثارة المزيد من الفوضى في نهاية المطاف وافقوا من جديد على الحوار ولكن بعد ماذا؟ بعد ان قللوا من مستواه وأهميته فحولوه الى اجتماع تشاوري وليس اجتماع لحوار جاد يوصل الى حل لان المطلوب بالنسبة لهم ليس الحل، فالحل متاح. ليس هناك ما يعيق الحل السياسي في البلد كانت القوى السياسية مشرفة على الوصول الى اتفاق ناجز وتام ولكنهم افشلوا كل شيء وشنوا عدوانهم وبالتالي عملوا اليوم ان يكون اجتماع جنيف مجرد اجتماع تشاوري وحاولوا ان يفرضوا عليه اجندتهم، حاولوا ان يتعاملوا مع مبعوث المم المتحدة كاداة في يدهم يشتغلوا بأسلوب الترغيب والترهيب لكي يعملوا له ما يشاؤون، كله سعي لتعطيل اي نتائج تفضي الى حل حقيقي للوضع السياسي في البلد، وبالتالي ماذا يريدون؟ يريدون فوضى في البلد، أن ينهار هذا البلد هذا كل الذي يريدونه ونحن نقول اتركوا للأمم المتحدة حياديتها واتركوا لها قدرا من الحياة لنجاح مهمتها، اتركوا سعيكم الدائم لتطويع مبعوثها الجديد تارة بالترغيب وتارة بالترهيب والحملات الاعلامية اتركوا له قدر من الحرية لكي يؤدي وظيفته بحيادية وبالتالي الحل السياسي هو سيفيد حتى في خروجكم من مأزقكم، اليوم اصبحتم تواصلون عدوانكم بدون افق وبدون نتيجة وبدون ثمرة.