الوقت - لقد شهدت الساحة اليمنية الكثير من التطورات الميدانية، خاصة بعد تلك الأحداث التي وقعت في العاصمة "صنعاء" عندما اعلن المخلوع "علي عبد الله صالح" فك تحالفه مع "أنصار الله" واستعداده للجلوس مع السعودية والتفاوض معها وفي النهاية أدى هذا الأمر إلى مقتله ونتيجة لهذه الحادثة تسارعت الأحداث الميدانية في الساحل الغربي لليمن وبدأت السعودية تحيك مؤامرة جديدة ضد الشعب اليمني تهدف إلى إغلاق المنفذ الوحيد في هذا البلد.
وفي هذا السياق قامت قوات التحالف بقيادة السعودية بشن العديد من الهجمات الجوية والأرضية بهدف السيطرة على مناطق من الساحل الغربي ولاسيما محافظة الحديدة التي تعد المنفذ الوحيد للشعب اليمني في الداخل للتواصل مع العالم الخارجي واستطاعت تلك القوات السيطرة على بعض الأماكن التي كانت تحت سيطرة "أنصار الله"، إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية استطاعوا أن يقوموا بالكثير من الهجمات وتكبيد التحالف الكثير من الخسائر المادية والعسكرية واستطاعوا استرجاع الكثير من تلك المناطق. وفي الوقت الذي زعمت فيه الكثير من وسائل الإعلام التابعة للفار "هادي"، والتي أفادت بأن قوات التحالف استطاعت أن تتوغل بشكل كبير في مناطق الساحل الغربي وبأنها تمكنت من السيطرة على مدينة "حيس" القريبة من مثلث "المخا – الخوخة"، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، بأن القوة الصاروخية والمدفعية التابعة للجيش واللجان الشعبية "أنصار الله"، قصفت مواقع للتحالف الذي تقوده السعودية، وأكدت أن العشرات من جنود التحالف لقوا مصرعهم خلال هذه العمليات العسكرية ولفتت إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية المتمثلة بـ" أنصار الله" استطاعت أن تطرد القوات الموالية للفار "هادي" وللإمارات من مدينة "حيس" وبأنها تمكنت من استعادة مدينة "حيس" التابعة لمحافظة الحديدة اليمنية وذلك بعد معارك شديدة، وقد أدى هذا الأمر إلى منع تقدم قوات التحالف الذي تقوده السعودية في الشريط الساحلي وحالت دون سقوط المزيد من المناطق في محافظة "الحديدة".
وحول هذا السياق أفادت مصادر محلية داخلية، بأنه في الوقت الحالي تجرى الكثير من الاشتباكات بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات التحالف من جهة أخرى في المناطق القريبة من الطريق الذي يربط مدينة "حيس" بمدينة "الخوخة" التابعتين لمحافظة الحديدة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن سقوط مدينة "حيس" في ايدي قوات التحالف سوف يكون له عواقب وخيمة على معنويات قوات الجيش واللجان الشعبية والتي من الممكن أن يكون لها أيضا آثار سلبية على جبهات القتال في محافظات "تعز" و"إب" و"الحديدة" و"صنعاء". وتقع مدينة "حيس" على الطريق الذي يربط محافظة "تعز" بمحافظة "الحديدة" وتبعد بمسافة تعادل 136 كم عن كلتا المحافظتين وتبعد أيضا مسافة تعادل 110 كم عن مدينة "إب".
وفي سياق متصل أعربت بعض المصادر المحلية، بانه خلال الليلة الماضية أيضا، قامت فرق من قوات "أنصار الله" بالتوجه من منطقة "الهاملي" إلى مثلث "المخاء- الخوخة"، واستطاعت أن تدمر سيارتين مدرعتين تابعتين لقوات التحالف وقامت تلك الفرق العسكرية أيضا بغلق الطريق الساحلي لفترة من الوقت. واعرب هذا المصدر، بأن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من قطع خطوط الإمداد التابعة لقوات الفار "هادي" والتي كانت تتمركز في مرتفعات "الهاملي" الجبلية، مما تسبب بمنع استمرار تقدم تلك القوات في محافظة "الحديدة". الجدير بالذكر هنا، أن قوات الجيش واللجان الشعبية استطاعت أن تحكم سيطرتها على مرتفعات "الهاملي" الجبلية بشكل كلي وهذا الأمر يعد ورقة ضغط قوية في ايدي "أنصار الله". وأكدت تلك المصادر، بأن قوات التحالف التي كانت متمركزة في المرتفعات الجبلية الواقعة في منطقة "الحاملي" (تقع شرق طريق "المخاء- الخوخة" وشمال معسكر خالد ابن الوليد)، قد تعرضت إلى أضرار كبيرة.
إن قوات الجيش واللجان الشعبية يدركون تماما أنهم إذا فقدوا السيطرة على الخط الساحلي ومحافظة "الحديدة"، فإن مصير "غزة" سينتظرهم، وذلك لأنها تعتبر منفذهم الوحيد للتواصل مع العالم الخارجي، ومن ناحية أخرى فهذه المعركة ستكون بمثابة تقييم لقدرة "أنصار الله" على إدارة الحرب بعد زوال "علي عبد الله صالح" من الواجهة المحلية والسياسية، خاصة وأن بعض قوات الحرس الجمهوري التي كانت متمركزة في محور "المخا" قد انضمت إلى قوات "عبد ربه منصور هادي". ولهذا فإنه من المتوقع أن ترسل جماعة "أنصار الله" الكثير من القوات والمعدات العسكرية إلى هذه المنطقة من أجل تعزيز خطوط دفاعها في الشريط الساحلي.
وفي سياق آخر أفادت بعض المصادر الإخبارية التابعة لبعض المواقع اليمنية، بأن طارق صالح (ابن شقيق صالح) هرب إلى مدينة مأرب شرق البلاد وأشارت تلك المصادر إلى أن قوات "أنصار الله" اتهمت قبيلة الشيخ الغادر احد مشائخ قبيلة "خولان"، بمساعدة "طارق صالح" على الفرار والتوجه إلى مدينة مأرب، فيما لم تصرح قوات التحالف بأي شي حول هذا الموضوع.