الوقت- يمضي ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان" في حفلة جنونه بحق لبنان، فبعد 3 اسابيع على تدخله السافر في الشان اللبناني باجباره رئيس حكومة لبنان"سعد الحريري" على الاستقالة وفرضه عليه الاقامة الجبرية ومنعه من العودة الى لبنان، صعد بن سلمان مجدد هجومه اليوم على لبنان، وهذه المرة مستهدفاً الجيش اللبناني الذي بنظره يشكل دعماً كبيراً لـ "حزب الله" مطالباً إدارة الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش اللبناني، وتوسيع العقوبات الأمريكية ضد "حزب الله"، كي تشمل أيضاً المؤسسات الحكومية اللبنانية، بما فيها الجيش والمصرف المركزي في لبنان.
التلاعب السعودي بورقة دعم الجيش اللبناني
وقبل مجيء بن سلمان الى ولاية العهد في السعودية، اعلنت ايران على لسان وزير الدفاع الايراني الاسبق احمد وحيدي في 29 تشرين الثاني / نوفمبر 2010 ان بلاده مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني والمقاومة وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في طهران.
ومن اجل منع ما اسمته السعودية توسع "التمدد الايراني" الى لبنان، اعلنت السعودية في 29 ديسمبر 2013 عن تقديم مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار أميركي للجيش اللبناني تحت عنوان محاربة الارهاب.
الا انه ومع وصول الملك سلمان الى الحكم في السعودية، رأى ان دعم الجيش اللبناني لن ياتي بفائدة للسعودية بل انه يعني دعم حزب الله بطريقة غير مباشرة، وفي اولى قراراته الملكية اعلن في 19 شباط 2016 وقف المساعدات المقررة لتسليح الجيش اللبناني وقدرها ثلاثة مليارات دولار، كما قررت إيقاف ما تبقى من مساعدة مقررة بمليار دولار لقوى الأمن الداخلي اللبناني (الشرطة)، ويعزى القرار إلى المواقف اللبنانية المناهضة للسعودية.
الخطة السعودية الاماراتية الصهيونية الجديدة بحق لبنان
اعلان الرياض بوقف تسليح الجيش يترافق اليوم مع عمل مكينة الاستخبارات السعودية الاماراتية الاسرائيلية على ضرب حزب الله عبر فرض عقوبات جديدة على البيئة اللبنانية والمؤسسات اللبنانية في محاولة منهم لضرب الاستقرار اللبناني واحداث فتنة داخلية بين اللبنانيين.
وفي هذا السياق كتب الكاتب الأميركي الإسرائيلي، آدم كريدو (يعمل ضمن الماكينة السعودية)، تقريراً مفصلاً نشر في موقع " واشنطن فري بايكون"، يستهدف فيه سياسة الرئيس الامريكي ترامب تجاه إيران وحزب الله. مندداً باستمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، على الرغم من استقالة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، التي أكدت سيطرة "حزب الله" على مفاصل الحكم في لبنان.
واشار الكاتب في تقريره الى انتقادات لاذعة وجهها مسؤولون سعوديون واماراتيون (لم يكشف عن اسمائهم) لإدارة ترامب، وذلك لاعتقادهم ان سياسة الرئيس الجديد لامريكا لا تزال تعتمد السياسات الأمريكية السابقة، معتبرين ان سياسة ترامب الجديدة لم تقوض "التمدد الإيراني" في الشرق الاوسط بل على العكس شجعهته وزادت من انتشاره خصوصاً في سوريا والعراق.
والى جانب الضغوط الخليجية على ترامب، كشف الكاتب ايضاً الى وجود ضغوط اسرائيلية على الرئيس الامريكي من اجل وقف المساعدات للجيش اللبناني معبرة عن قلقها بشأن الوضع في لبنان.
وعن التنسيق الخليجي الاسرائيلي حول حزب الله كشف الموقع الامريكي عن مسؤول امريكي رفيع في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن "وزارتي الخارجية والدفاع تتبنيان وجهة نظر خاطئة تعتبر أن حزب الله والدولة اللبنانية هما كيانان منفصلان، بينما تؤكد المعطيات والمعلومات المتوفرة لدى اصدقائنا في الخليج واسرائيل الذين هم اكثر دراية بدور حزب الله المفصلي في لبنان الى أن حزب الله يسيطر على مختلف مفاصل الدولة اللبنانية".
وفي سياق متصل، كشف مسؤول في مجلس الأمن القومي الاميركي، إنه "آن الأوان كي توقف الولايات المتحدة مساعدة الوهم المسمى لبنان، على اعتبار أنه دولة مستقلة وتنفيذاً لرغبة حلفائنا الخليجيين والاسرائيليين"، فيما قال مصدر رفيع المستوى في الكونغرس إن على إدارة ترامب القيام فوراً بفرض عقوبات على "حزب الله" ووقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني المتهم بتمرير الأسلحة الأميركية إلى الحزب. واعتبر المصدر أن على الولايات المتحدة مواجهة إحكام طهران السيطرة على لبنان من خلال "حزب الله"، وذلك بفرض عقوبات جديدة وتجفيف قدرة الحزب المالية على تمويل عمليات إرهابية.
في المحصلة، ان استمرار السعودية في المغامرات الحمقاء التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيؤدي الى خسارتها شيئاً فشيئاً دورها في لبنان. استهدافها هذه المرة الجيش اللبناني لن يفرق شمل اللبنانيين الذين قلما اجتمعوا على موقف مثل اجتماعهم على رفض إقصاء الحريري، فكيف اذا كان المستهدف هذه المرة الجيش اللبناني؟!