الوقت- جرت تطورات مفاجأة يوم أمس الأربعاء في جمهورية زيمبابوي الواقعة جنوب شرقي القارة الأفريقية، حيث استولى جنود في وقت سابق اليوم على مقر الإذاعة المملوكة للدولة، وسدوا الطرق المؤدية إلى المكاتب الحكومية، لكن الجيش ينفي مع ذلك استيلاءه على السلطة.
ووسط هذه التطورات ضجّت أنباء عن احتمال انتخاب سيدة زيمبابوي الأولى لتتسلم مكان زوجها، والتي سنتعرف عليها في هذا التقرير أكثر:
تتمتع غريس موغابي منذ زواجها من الرئيس روبرت موغابي عام 1996، بنفوذ قوي، وتطمح إلى خلافة زوجها في منصب الرئاسة، وهو ما يعارضه بشدة ضباط كبار في الجيش.
ولدت السيدة موغابي يوم 23 يوليو/تموز 1965 في بينوني بجنوب أفريقيا، تزوجت من موغابي عام 1996 بعد وفاة زوجته.
نالت في سبتمبر/أيلول 2014 درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة زيمبابوي بعد عامين فقط من تسجيلها في الجامعة، وتبين لاحقا أن أطروحتها ليست متاحة في أرشيف الجامعة، مما دفع أكاديميين إلى مطالبتها بإعادة الدكتوراه.
تتمتع غريس بنفوذ قوي لدى زوجها وداخل الحزب الحاكم (زابوـالجبهة الشعبية) حيث تتزعم جناح "جي 40" وتترأس منذ ديسمبر/كانون 2014 الرابطة النسائية التابعة للحزب الحاكم، ومن خلالها انضمت إلى عضوية المكتب السياسي.
واتهمت غريس بعض المسؤولين بالحزب الحاكم بالتآمر لانتزاع السلطة من زوجها أكبر الرؤساء سنا في العالم، وهي نفسها لم تخف هذه الرغبة، حيث أعلنت في تجمع شعبي بالعاصمة هراري يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أنها مستعدة للخلافة، ونقل عنها "أقول للسيد موغابي يمكنك أن تتركني آخذ مكانك.. لا تخف إذا أردت منحي منصبك.. امنحني إياه بكل حرية".
ولتحقيق طموحاتها في الخلافة، أزاحت من طريقها من يعتبر أخطر الخلفاء المحتملين وهو إمرسون منانغاغوا نائب الرئيس، بعد أن اتهمته بمحاولة زعزعة استقرار الدولة.
ويوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ورد اسم غريس بالأحداث التي شهدتها زيمبابوي والمتمثلة بإعلان الجيش استيلاءه على السلطة في هجوم يستهدف "مجرمين" محيطين بالرئيس، وألقى الجيش القبض على وزير المالية إغناشيوس تشومبو الذي يُعد عضوا بارزا بالجناح الذي تتزعمه غريس "جي 40".
كما أن هذه الأحداث جاءت في ظل ما يتردد من معارضة ضباط كبار بالجيش لطموح زوجة موغابي بأن تكون رئيسة، وقد انتقد قائد القوات المسلحة كونستانتينو تشيونغا الرئيس لإقالته نائبه منانغاغوا، مما جعل الحزب الحاكم يتهمه -أي قائد الجيش- بالخيانة.
ويتربع موغابي على رأس السلطة منذ عام 1980 بعد الاستقلال عن بريطانيا. ورغم ظروفه الصحية، يرفض التنحي عن الحكم. وأكد في يوليو/تموز 2017 أمام تجمع شعبي أنه بصحة جيدة ولا يحتضر، وأنه لا يوجد شخص في مكانته السياسية بإمكانه تولي الرئاسة.
ومن جهتها، دعت غريس في وقت سابق إلى التصويت لزوجها حتى لو وافته المنية، وقالت إن على مؤيدي الرئيس أن يضعوا اسمه في صناديق الاقتراع للتعبير عن حبهم له، مضيفة "إذا اختاره الله فإن علينا أن نقدمه كجثة".
غير أن هذه السيدة لا تحظى بشعبية لدى الشعب، ويصفها البعض بالأنانية والعنيفة، وقد اعتدت في أغسطس/آب 2017 على عارضة أزياء في العشرين من عمرها بأحد فنادق جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا.
وتعرف غريس بولعها بالتسوق وشراء السلع ذات العلامات التجارية المميزة، كما تعرف بتورطها في قضايا فساد. وتشير تقارير إلى أنها أشرفت خلال فترة توليها منصب السيدة الأولى على بناء قصرين. وحصلت على ممتلكات عقارية منها ممتلكات في هونغ كونغ وغيرها.
وقد شملت تلك المرأة بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عام 2002 على شخصيات مقربة من موغابي احتجاجا على تدهور أوضاع حقوق الإنسان وتأزم الأوضاع الاقتصادية.