الوقت- قال رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية حسن روحاني اليوم الاربعاء أن تواجد القوى الأجنبية في المنطقة يؤدي فقط الى التصعيد فيها من أجل فتح سوق لبيع الأسلحة.
وتطرق الرئيس روحاني في كلمته باجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء، الى الوضع الراهن في المنطقة الحساسة، مؤكدا ضرورة التحلي بالوعي والحكمة الكافية للتعامل مع هذه الظروف؛ وقال: اليوم وأكثر من أي وقت مضى تعيش المنطقة أوضاعا حساسة تحتّم علينا ان نكون على درجة عالية من الوعي.
الرئيس روحاني قال إن البعض يعتقد أن "تواجد القوى الكبرى في المنطقة يساعد على استقرارها"؛ مبينا ان البعض من هؤلاء يعتمد على بريطانيا في حين يعتمد قسم آخر على أمريكا وباقي القوى؛ مؤكدا ان بات في امكان الجميع ان يلاحظة وبشكل واضح أن تواجد القوى الأجنبية في المنطقة لم يعد باي مصلحة للمنطقة ولا استقرارها.
واستطرد الرئيس روحاني بالقول : تواجد القوى الأجنبية في المنطقة يؤدي فقط الى التصعيد فيها من أجل فتح سوق لبيع الأسلحة، وبالتالي يجدون الأرضية المناسبة من اجل التدخل في شؤون المنطقة واللعب بأسعار النفط في سياق مخططاتهم. لكن تواجدهم لم يعد على شعوب المنطقة أبدا بأيّة مصلحة سوى مزيد من المعضلات والمصائب.
وأشار رئيس الجمهورية الى أنّه لا يكاد أن يصل المسؤولون الأمريكيّون الى المنطقة حتى يتم إشعال نار الحرب والتوتر فيها، وقال: "لقد شُنت حروب كبيرة في العراق، وأفغانستان، وسوريا واليمن بسبب تدخّل القوى الأجنبية في شؤون المنطقة.
وتسائل رئيس الجمهورية بالقول : هل يوجد شخص يفكر بأوضاع الشعب اليمني ويؤدّي وظيفته الإنسانية هناك؟! الشعب اليمني البريء يتعرض لمشاكل بسبب الامراض، الفقر والقصف المستمر. بأي حق تقدم دولة مسلمة وتسمّي نفسها بخادمة الحرمين الشريفين أن تستمر هكذا بالضغط على الشعب اليمني وهي لا تظهر أي ندم او أسف لذلك بل تستمر في ارتكاب الجرائم.
وقال الرئيس روحاني: لقد اتخذت الأمم المتحدة جانب السكوت أمام هذه الجرائم ولم تقم بأي موقف حاسم وملزم من أجل وقف الجرائم، كما أن القوى الغربية وعلى ما يبدو فإنها تدعم هذه المجازر والجرائم المرتكبة في اليمن.
كما واعتبر رئيس الجمهورية أن التدخل في شؤون لبنان وإجبار شخص على تقديم استقالته واستبداله بآخر هو تدخل لا سابقة له في التاريخ؛ متوجها بالخطاب الى " هؤلاء" : الى أيّة قوّة تستندون في تدخّلكم هذا ولأي مدى تتخيلون أن باستطاعة المال مواصلة التأثير على أوضاع الدول؟!
ولفت روحاني أنه من المعيب والمخجل أن يترجّى بلد مسلم الكيان الصهيوني لكي يقوم بقصف الشعب اللبناني؛ مردفا بالقول : لم نعثر في التاريخ قصة مماثلة بان دولة إسلامية تقدم على هذه التصرفات، وهذا يدل على عدم نضوج الأشخاص الّذين يتولون الحكم في هذه الدولة.
وأكّد الرئيس الايراني : نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شئتم أم أبيتم، ندعم المظلومين وسوف نبقي ندعمهم، وسنكون خصما للظالم وعونا للمظلوم كما جاء في أحكام الإسلام، وتعاليم النبي الأكرم محمد ونهج أمير المؤمنين علي؛ سوف نسرع دائما لمساعدة المظلومين ولا نستطيع أن نرى الإرهابيّين وهم يدنسّون ويهاجمون العتبات المقدسة للمسلمين الأبرياء وأن نبقى صامتين إزاء ذلك.
روحاني أكّد في كلمته في جلسة للحكومة على ضرورة الاستمرار في تعزيز القدرات الوطنية الإيرانية وقال: جزء من القوة الوطنية يكمن في المجال العسكري، وآخر شعبي، وآخر سياسي وآخر اقتصادي؛ بما يستدعي تعزيز كل ما يؤدي الى دعم القوة الوطنية".
واعتبر رئيس الجمهورية أن قيام ايران بدورها في مجال الترانزيت داخل المنطقة يزيد من قدرتها السياسية وبالتالي يمكنها الدّفع عن حقوق شعبها بشكل أفضل وأن تحقق الازدهار الاقتصادي لها.
ودعا روحاني الى الحفاظ على الوحدة الوطنية الى جانب تعزيز القوة الوطنية؛ مصرحا : اليوم فإن نحتاج أكثر من أي وقت سابق للوحدة والتضامن، ويجب علينا ان نستفيد من الحوادث التي جرت كالزلزال الّذي ضرب كرمانشاه من اجل تعزيز الوحدة ونبذ الفرقة والخلاف.
روحاني اعتبر أن إيجاد الخلاف بين السّنة والشيعة ومختلف القوميات هي من مؤامرات الأعداء، وبشكل طبيعي يجب علينا في مواجهة هذا النوع من المؤامرات ان نعزز وحدتنا بين جميع القوميات والمذاهب.
واكد رئيس الجمهورية على ضرورة التفاؤل بالمستقبل؛ مشيرا إلى ان هذا التفاؤل كفيل بهزيمة كل المؤامرات المحاكة ضد إيران؛ وتابع قائلا : الإسلام هو دين الأمل ويعتبر اليأس من رحمة الله من المعاصي الكبيرة، لذا علينا أن نكون دائما متفائلين ومستمدين هذه الروحية من الاسلام.