الوقت- قال دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير إنه قد أعلن نهجاً جديداً ضد إيران حيث أعتبر إيران كسبب لجميع المشكلات في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، وقد ذهب الصدام به حتى إلى حد اتهام إيران بدعم طالبان والقاعدة، متناسياً أن كلاهما من أعداء إيران.
ووفقا لموقع تابناك، شككت شيرين هنتر، الأستاذة والباحثة في جامعة جورج تاون في تحليل جذور عداء الحكومة الأمريكية، في فرضية أن الحكومة الأمريكية كانت مستعدة لقبول إيران كحليف خلال فترة ما قبل الإسلام، والسبب للعداء المتزايد، هو توافق أمريكا مع إيران حيث إنه وبغض النظر عن نوع الحكومة الإيرانية، فإن أمريكا لا تريد أن تكون إيران في وضع قوة متوسطة عالمية.
ووفقا للسيدة هنتر، فإن الجزء الأكثر خطورة من تصريحات ترامب عن إيران هو تهديده الأجوف، والذي قد يجلب الجانبين إلى مواجهة عسكرية، سواء أكانت في شكل ضربة أمريكية مباشرة ضد إيران، أم في سياق مزاعم مكافحة الإرهاب.
ويرى أولئك الذين يركزون على التطورات الأخيرة في العلاقات الأمريكية - الإيرانية أن العملية العدائية للعلاقات الإيرانية - الأمريكية ترتبط بالمعتقدات السياسية والإيديولوجية الإيرانية بأن الولايات المتحدة لا تواجه مشكلة مع إيران قبل الثورة، وإذا كان النظام الإيراني الحالي سيتغير، فالولايات المتحدة لن يكون هناك لها أي مشكلة مع إيران.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا لم ترد الولايات المتحدة أبدا أن تكون إيران في حالة من الهدوء والجواب على هذا السؤال يعود إلى ديناميكيات النظام الدولي وموقف إيران من الولايات المتحدة.
ومنذ عام 2003، تحول النهج الأمريكي تجاه إيران إلى انهيار تدريجي من خلال فرض عقوبات صارمة. وقد تم الاتفاق على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية دون السماح لإيران بإعادة إعمار اقتصادها المتضرر ولا يزال هدف أمريكا هو إبقاء إيران في وضع شائك.
وخلاصة القول إن الولايات المتحدة قلقة من تحويل إيران إلى قوة متوسطة ذات مصداقية. القوى العظمى تكره القوى الوسطى. القوى الوسطى مستعدة للشراكة والتوحيد، لكنها لا تقبل أن تتبع قوة أكبر وتتجاهل وجهات نظرهم.
ويرجع النهج الأمريكي تجاه إيران إلى الفهم المتأصل لإيران، وينطبق الشيء نفسه على بريطانيا، وكان للسيد دينيس رايت، السفير البريطاني لدى إيران في الستينيات، أفضل تفسير وحاجج بأن المملكة المتحدة لم تكن أبدا قيمة بالنسبة لإيران لجعلها مستعمرة كاملة، لكن البريطانيين اعتبروا أن إيران في وضع جيد لتكون على طريق القوى المتنافسة مثل روسيا.
وينطبق الشيء نفسه على منافسي إيران والأعداء الإقليميين. إنهم يريدون أن تتم معاقبة إيران ومهاجمتها، ليس لأن إيران تشكل تهديدا حقيقيا لأمنهم، ولكن لأنهم لا يحبون إيران القوية حيث يصعب التعامل مع القوة الثقافية لإيران. فعندما فاز الممثل الإيراني شهاب حسيني بجائزة أفضل تصوير سينمائي في كان عام 2016، اعتقد المحللون السعوديون أنه كان أكثر خطورة من قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني.