الوقت- بعد زيارة اردوغان الاخيرة الى طهران ورفع التعاون الثنائي بين تركيا وايران الى مستويات غير مسبوقة، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أن العلاقات بين طهران وأنقرة لم تنقطع، وتجاوزت كل الخلافات السياسية في سوريا والعراق.
وتابع الخبير الايراني محمد صالح صديقان، يوم الأربعاء: إن الزيارة التي يقوم بها حاليا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، هي زيارة دورية يقوم بها الرئيس التركي لحضور اجتماعات المجلس الاستراتيجي المشكل بين البلدين، لكن هذه الزيارة اكتسبت زخماً هذه المرة نظراً للظروف غير الطبيعية التي تمر بها المنطقة، خصوصاً العراق في مرحلة ما بعد الاستفتاء.
وأضاف الخبير الايراني، أن تلك الزيارة وتزامنها مع الأوضاع الملتهبة في المنطقة، واستفتاء كردستان، هو ما جعل كل الأنظار تتجه نحو طهران لمعرفة ما سينتج من تصريحات حول الوضع في أربيل، وهذا الوضع غير الطبيعي والذي لن يكون تأثيره فقط على وضع الكرد في المنطقة ووحدة التراب العراقي، لكنه سيؤثرعلى دول الجوار ومنها تركيا وإيران.
وتابع صديقان: وفي اعتقادي أن الزيارة وإذا كانت ستناقش العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلا أنها ستتطرق إلى القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة، حيث أن الاستفتاء الكردي يهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق والجغرافيا السياسية في المنطقة.
وكشف صديقان، عن أن التعاون الأمني والتجاري والاقتصادي بين البلدين لم يتوقف بين البلدين خلال الـ15 سنة الماضية، واستطاع البلدان إدارة الخلافات السياسية بينهما وبشكل خاص الملف السوري، وهناك اقتراب كبير في وجهات النظر منذ انطلاق مباحثات أستانا قبل عامين.
ولفت الخبير الايراني الى تعاون الإيرانيين مع الأتراك في تثبيت مناطق خفض التوتر في سوريا، وأعتقد أن هذا التحدي الجديد الذي تمر به المنطقة، ربما يساهم بشكل كبير في زيادة التقارب بين البلدين لاستيعاب ما يمكن استيعابه من تداعيات فتنة الاستفتاء التي أقدم عليها إقليم كردستان العراق.