الوقت – تزامنا مع إشتداد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، دعا رئيس الولايات المتحدة مستشاريه الى الاستعداد للإنسحاب من الاتفاق التجاري مع كوريا الجنوبية حليفة واشنطن في المنطقة. ونقلاً عن صحيفة واشنطن بوست، قد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاريه ان يكونوا على استعداد للإنسحاب من الإتفاق التجاري مع كوريا الجنوبية والتي ستبدأ الاسبوع المقبل على الأكثر.
وقال ترامب للصحافيين في مدينة هيوستن، بولاية تكساس، رداً على سؤال حول ما إذا كان يعتزم القيام بشيء ما في الأسبوع الجاري حيال الاتفاقية التي وقعت منذ خمسة أعوام، “سأفعل. أضعها بالتأكيد في اعتباري”.
وأدلى ترامب بهذه التصريحات للصحفيين أثناء زيارته مدينة هيوستون التي اجتاحها إعصار بعد يوم واحد من تحدثه مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن وإبرام اتفاق يسمح لسيول بالحصول على صواريخ بعيدة المدى بالإضافة إلى احتمال بيع أسلحة لها.
ويأخذ هذا الموضوع أهمية اعلامية في الوقت الذي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية بالتنسيق بينهما للتعامل مع التهديدات المحتملة لكوريا الشمالية بعد اشتداد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وقد تؤدي الاجراءات الامريكية للانسحاب من المعاهدة، اذا ما تحققت، الى ظهور توترات بين هذا البلد وحليفتها الرئيسية، كوريا الجنوبية.
وصرّح متحدث باسم البيت الأبيض لصحيفة واشنطن بوست انه بالرغم من المناقشات الجارية حيال هذا الموضوع، لكن لا يوجد اعلان حكومي رسمي عن الموضوع في الوقت الحالي.
ويُتخذ قرار الإنسحاب من هذا الاتفاق في سياق نهج ترامب للنهوض بالإقتصاد، ومن المحتمل ان يؤدي إلى رد فعل متبادل من قبل سيول بفرض التعريفات الجمركية على الواردات من الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مُطّلع، أن ترامب لايزال بإمكانه البقاء في الاتفاق وإعادة التفاوض حول شروطه، كاشفاً في الوقت ذاته عن ممارسة ضغوط من قبل بعض مسئولي البيت الابيض مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الامن القومي ماكماستر وكذلك غاري كوهين مدير المجلس الاقتصادي الوطني لمنع هذا القرار.
ان الانسحاب من الاتفاقيات التجارية، الذي يزعم ترامب أنها "على حساب العمال الامريكيين وتضر بهم" كانت من وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية حيث نفذ بعضا منها حتى الان.
وفي أول إجراء مُتّخذ من قبل ترامب بهذا الشأن، أعلن عن إنسحاب أمريكا من الميثاق التجاري لدول المحيط الهادئ الذي عُقد بين 12 دولة مجاورة للمحيط الهادئ، باستثناء الصين.
كما اعرب مراراً عن انتقاده للاتفاقية التجارية والاستثمار عبر المحيط الهادئ (TTIP) واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية التي تُسمّى بإتفاقية "نافتا" ووعد بإنسحاب أمريكا من هذه الاتفاقيات. وسعى ترامب إلى تغيير اتفاقيات تجارية أمريكية، منوهاً إلى قدرته على التفاوض ل“صفقات” أفضل.
وقد إنسحب رئيس الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ايضا، حيث يعتقد انه سيقتل آلاف فرص العمل في الولايات المتحدة، إذ انتقده العديد من الشخصيات السياسية الامريكية والحكومات العالمية.
ذكر أن المحادثات بدأت أيضاً الشهر الماضي بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك حول التغييرات المقترحة على اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، بعد أن وصفها ترامب أكثر من مرة بأنها “أسوأ” اتفاقية تجارة أبرمت في تاريخ الولايات المتحدة.