الوقت - يستمر مسلسل الإقالات والإستقالات داخل حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبيت الأبيض والذي كان آخرها إقالة ترامب لكبير مستشاريه ومخططي الاستراتيجيات السياسية ستيف بانون.
وجاءت إقالة المحلل الاستراتيجي الأمريكي عقب مقابلة مع صحيفة "ذي أمريكان بروسبكت"، قلل فيها من أهمية التهديد الأمريكي العسكري لكوريا الشمالية، وقال في المقابلة: "لحد الآن لم يتمكن أحد من حل المعادلة.. ليس من المعقول أن تنهي حياة 10 ملايين شخص في أول نصف ساعة مستخدما أسلحة تقليدية.. أنا لا أعرف عن ماذا تتحدث.. ليس هناك خيار عسكري.. لقد تمكنوا منا".
كما أعرب أكثر من مرة عن سوء فهمه لزملائه داخل إدارة الرئيس ترامب، وتعهد بإقالة أحد الدبلوماسيين في الخارجية الأمريكية. كما سخر من مسؤولين وصفهم بأنهم "يتبولون على أنفسهم"، من عواقب السياسة التجارية المتغيرة جذريا.
إقالة ستيف بانون سبقها عدة إقالات كان أبرزها إقالة وزيرة العدل سارة بيتز في 30 يناير، حين رفضت الدفاع عن المرسوم المناهض للهجرة كما قال ترامب، و بموجب هذا القانون تمنع الحكومة الأمريكية سفر مواطني 7 دول الى الأراضي الأمريكية.
كما جاءت من بعدها إقالة المدير الجديد للإعلام في البيت الأبيض انطوني سكاراموتشي الذي عينه الرئيس دونالد ترامب قبل عشرة ايام فقط. سكاراموتشي أثار عاصفة الاسبوع الماضي، إثر مقابلة صحافية أهان فيها أمين عام البيت الأبيض راينس بريبوس الذي ترك عمله الاسبوع الماضي، وكبير الاستراتيجيين في البيت الابيض ستيف بانون.
كذلك أحدثت مؤخرا إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي أف بي آي " جيمس كومي" عاصفة من الإنتقادات والإعتراضات. كومي كان يقود تحقيقا في مزاعم التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي. وبرر ترامب قراره حينها بأن كومي غير قادر على الاستمرار في مهامه، وأكد أن مكتب التحقيقات بحاجة إلى قيادة جديدة لإعادة الثقة، وأشار إلى أن إنهاء عمل كومي تم بناء على "توصيات واضحة" من النائب العام جيف سيشنز ونائبه رود روزنشتاين.
مسلسل الإقالات المتكررة في البيت الأبيض تعكس حالة من عدم الإنسجام بين الرئيس ومعاونيه الذين لا يتقبلون سياسته و طريقة إدارته، و هو بدوره لايتقبل الإنتقادات أو حتى السماع الى الآراء المغايرة لوجهة نظره، و الملفت بأن ترامب أقدم على إقالة العديد من الرجال الذين دعموه في حملته الإنتخابية وكانوا من الأعضاء الرئيسيين في فريقه ككبير المستشارين "ستيف بانون". و في كل مرة يرفض ترامب الحديث عن فوضى في البيت الأبيض ويقلل من أهمية التغييرات والتعيينات، إلا أن الشارع الأمريكي بدأ بالإنقسام وربما يبدو أن معارضي ترامب باتجاه أخذ خطوات أكثر تصعيدية، إلى جانب التعليقات الساخرة التي غزت وسائل التواصل الإجتماعي والتي وصفت الرئيس بالأحمق الكبير الذي سيقود أمريكا الى الخراب.