الوقت - ماهذا السجال بشأن مشاركة الحشد الشعبي وعدم مشاركته, في معارك التحرير ضد الارهاب؟هل كان سجالا يوم احتل الارهاب ثلاث محافظات, واصبح على مقربة من بغداد, في ان يشارك الحشد الشعبي او لايشارك في القتال؟ ماذا لو لم يشارك الحشد الشعبي في صد الارهاب عن بغداد؟
بهذه الاسئلة, ندخل الى موضوعنا, الذي استطاع الاعلام المضاد ان يجعل منه, موضوعا سياسيا اكثر مما هو أمنيا!! فهذه الحشود التي انطلقت أفواجا للدفاع عن سيادة البلد, وعن الاعراض والارواح والاموال, لايمكن ان تكون موضوعا للجدل, وكما يقول الشاعر "اذا ما احتدّ في رجل جدال ..فمثلك لايصحّ به جدال" بل هي حقيقة فاعلة ومنظورة, تؤكدها سلسلة الانتصارات المتواصة, بدأ ت من جرف النصر الى ديالى فصلاح الدين, ثم الانبار فالموصل, حيث ازاح الحشد الشعبي عن ارض العراق اعقد عدو يكفي انه دفع في معركة الموصل لوحدها اكثر من الفي سيارة مفخخة واكثر من الف انتحاري, وزج بخمسة الاف من مقاتليه النخبة, ليخرج مهزوما مكسورا, فهل يجوز بعد ان نكون وثبنا على صدر عدونا وهزمناه, ان نتنكر لكل هذه الانجازات لنعود ونعتقد بان قواتنا الامنية, قادرة ان تخوض المعركة لوحدها, ومشاركة الحشد وعدمه واحد في المعادلة الامنية وهنا نقول :
1. ان رمزية وفاعلية الحشد الشعبي مقرونة بالانتصار وفي كل المعارك التي خضناها .
2. ان من يعتقد ان الحشد الشعبي خارج المعادلة الامنية فهو واهم .
3. ان الحشد الشعبي جزء من المنظومة الامنية, في رواتبه, ولباسه وتدريباته, وتعبئته, وتسليحه وهو ملك لكل العراقيين, وليس لفئة دون أخرى.
4. ان قرار حركة الحشد من موقع الى اخر ومشاركته في المعارك ضد الارهاب, تقتضيه حاجة المعركة وليس مزاج هذه الدولة أو تلك, ولا مزاج السياسيين ايضا .
5. الحشد باق, فقد نصرنا الله به, وهو يمثل معنى الوفاء للمرجعية وللارض والانسان .
6. لايصح الاعلان عن مشاركة هذه القطعة العسكرية, أو تلك فذلك يقع ضمن الاسرار العسكرية, ومفاجأة العدو, فمثلما لايصح ان نعلن مشاركة الشرطة الاتحادية او الجيش او مكافحة الارهاب كذلك لايجوز الاعلان عن مشاركة الحشد او عدمه.
7. من قال ان الحشد لم يشارك في معركة الموصل وهو الذي حررت قواته المناطق الغربية من المحافظة, وطوق تلعفر من اغلب جهاته, بعد ان حرر النواحي والقرى والمطار, وقطع العمق السوقي للارهابيين باتجاه سوريا؟
8. الحشد ارادة امة, وفتوى مرجعية, ولم يتشكل بأرادة حكومة أو دولة ولا حزب, انما هي نخوة الارض لابنائها, ونصر شاء الله ان يجعله على ايديهم.
في الختام نقول, ان اعداء العراق, يدركون مصادر قوة بلدنا, والتي احداها قواتنا الامنية بكل صنوفها وعناوينها, وهم يحاولون ان ينالوا من ارادة هذا الشعب, عبر مجموعة من التساؤلات والافتراءا ت, وان الرد الحاسم سيكون بالميدان حين تتقدم قواتنا الامنية صوب تلعفر وتحررها من دنس الارهاب, ثم بقية المناطق, وعلينا ان ندير ظهورنا الى اعداء الوطن, وما النصر لا من عند الله .
بقلم الكاتب والمحلل السياسي محمود الهاشمي