الوقت- لا تلبث مؤشرات التفاؤل تطغى على ملف العلاقات الروسية الأمريكية حتى يأتي ما يعكّر مياه هذه العلاقات الراكدة منذ عقود. اليوم وعلى خلفية أزمة الأملاك الدبلوماسية الروسية المحتجزة لدى واشنطن أكد الكرملين أنه يرفض أي شروط أمريكية في مقابل الإفراج عن هذه العقارات.
هذا وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد اتخذ قرارا بإخراج 35 دبلوماسي روسي أواخر عام 2016 على خلفية اتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية والضغط على الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو. إضافة إلى الحجز على عقارات تابعة للبعثة الدبلوماسية الروسية في الأمم المتحدة في نيويورك وفي واشنطن، وهي أملاك روسية تتمتع بسيادة الدولة الروسية في سابقة في تاريخ العلاقات بين الدولتين.
هذه الخطوة من قبل أوباما لم تقابل بردة فعل روسية مشابهة، بل اكتفى الروس في حينها بالقول أنهم ينوون الصبر حتى يبدأ العهد الأمريكي الجديد إفساحا في الفرصة من أجل الحل السلمي للأزمة دون توتير بالمقابل واتخاذ إجراءات مشابهة.
اليوم وبعد مضي أشهر على تسلم دونالد ترامب زمام الحكم في أمريكا لا تزال واشنطن تضغط من أجل تحقيق مكاسب لإعادة العقارات الدبلوماسية للطرف الروسي. إضافة إلى حديث عن نية أمريكية بإعادة الأملاك بعد التأكد من التزام روسيا في بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقر بين الطرفين على هامش قمة العشرين في هامبورغ الألمانية منذ أيام.
هذا الأمر رفضته موسكو بشدة حيث اعتبر المتحدث الصحفي باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" أن الأمر غير مقبول كليا.
وذكر بيسكوف خلال تصريحاته البارحة الاثنين، أن حوارا بهذا الصدد يجرى على مستوى وزارتي خارجية روسيا وأمريكا. مشددا على أن موسكو تعتبر وضع أي شرط لإعادة الأملاك الدبلوماسية أمر غير مقبول. مضيفا: "يتعين إرجاع هذه الممتلكات بدون أي شروط، ولا حوار في حال وجود شروط ". وأعلن "أن كل ما يحدث حاليا حول هذا الموضوع يخالف القوانين الدولية".
إذا هو خلاف وخرق للعهود والمواثيق الدولية من قبل أمريكا، يؤكد أن الأخيرة إنما تنظر للملفات من باب القوة والسطوة التي تمتلكها في العالم. وعلى الرغم من أن اللقاء الأول الذي جمع دونالد ترامب بالرئيس الروسي بوتين كان وديا جدا وتم خلاله اقرار اتفاق وقف النار في سوريا إلا أن الإدارة الأمريكية تضغط من خلال ملفات غير مرتبطة لتمرير اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
هذا الأمر يؤكد عمق أزمة الثقة بين البلدين، ويشير بشكل غير قابل للشك إلى أن الخلافات الأمريكية الروسية هي في حالة توسع وليس انحسار كما يحاول البعض الإيحاء. والسبب هو الخلاف في التوجهات والبنية الفكرية لكل من الطرفين.