الوقت- كثيرة هي المعالم السياحية التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم في العاصمة الإيرانية "طهران"، ونتيجة لغنى المدينة الثقافي والعمراني والتاريخي وكثرة معالمها السياحية، لن يكون لديك متسع من الوقت لتستريح في المنزل أو في الفندق، وما يميز طهران أنها تجمع بين الماضي والحاضر، بين الحداثة العمرانية والآثار التاريخية.
ومن اللافت في طهران أنه لا يكاد يمر عقد من الزمن حتى يفاجأنا أبناء هذه المدينة ومهندسيها بصرح حضاري جديد يؤكدون من خلاله على الإرث الحضاري الذي توارثوه عن أجدادهم، وخلال العقدين الماضيين ظهرت تحف عمرانية جديدة أضافت جمالا وسحرا على العاصمة الإيرانية كان من أبرزها "برج ميلاد وجسر الطبيعة".
برج ميلاد
أينما تجولت في طهران ستجد برجا شامخا يعلو جميع الأبنية المحيطة به حتى تظن أنه يكاد يلامس سماء المدينة، كيف لا وهو رابع أطول برج في العالم، بعد برج كانتون في قوانغتشو، برج CN في تورونتو، برج اوستانكينو في موسكو، ويحتل بناء راس البرج 12 ألف متر مربع من المساحة ما يجعله في المركز الأول مساحة بين جميع أبراج العالم.
خصائص البرج
تبلغ مساحة البرج 17 ألف متر مربع هو برج متعدد الأغراض يصل ارتفاعه الى 435 متراً (1،427 قدم) من القاعدة إلى قمة البرج، ويتكون برج ميلاد من ثلاثة اقسام رئيسية هي القاعدة التي تتألف من 6 ادوار وتشكل الطوابق السفلى للبرج والهيكل الذي صمم على شكل ثماني الاضلاع بارتفاع 315 مترا . ويعلو البرج هيكل معدني يشكل رأسه ويضم 12 طابقا بما فيها الشرفة الرئيسية لمشاهدة العاصمة الإيرانية طهران من فوقه والمطاعم والمقاهي وأجهزة الرقابة والسلامة فيما تضم الطوابق الأرضية التي شيدت في اسفل البرج على مراكز ترفيهية واسواق تجارية.
تاريخ البناء
بدأت اعمال بناء برج الميلاد في عام 2000، وتم الانتهاء من البناء في عام 2007 ، وافتتح البرج في عام 2008 ويتكون برج ميلاد من 12 طابقا و7 مصاعد، وفيه الاتصالات السلكية واللاسلكية الإيرانية ويوجد به مطعم دوار وفندق خمس نجوم ومركز مراقبة، وقاعات المؤتمرات وكافتيريا والمعارض الفنية ومراكز تجارية ومراكز للمكاتب والدوائر.
ويحتل برج ميلاد الرقم 17 كأطول هيكل قائم بذاته في العالم، وقد صمم البرج من قبل المهندس المعماري الدكتور محمد رضا حافظي .
جسر الطبيعة
أصبح هذا الجسر مركز جذب لجميع السياح الذين يقومون بزيارة العاصمة الإيرانية "طهران" خلال السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب تتعلق بخصائص هذا الجسر وجماليته وسحر الإضاءة المستخدمة لإنارته، وحصد هذا الجسر عدة جوائز عالمية منها جائزة " الآغا خان للتصاميم الهندسية".
خصائص الجسر
من ميزات هذا الجسر أنه مخصص للمشاة فقط، ولا يمكن للسيارات العبور فيه، مما يمنح المشاة متعة أكبر ويخفف عليهم معاناة الإزدحام، ويبلغ طول الجسر 280 مترا ويتراوح عرضه ما بين 10 الى 60 مترا ويمر من تحته طريق سريع من ضمن الطرق السريعة التي تربط شمال طهران بجنوبها.
ويتالف الجسر الذي يربط متنزهين كبيرين في قلب العاصمة طهران، من 3 طبقات وهنالك في الطبقة الثالثة منه محطتان مساحة كل منهما 700 متر مربع، وهناك فوق الجسر ثلاث ممرات مفصولة الواحدة عن الأخرى أحدها مخصص لسير العربات التي تجرها الخيول، والآخر للدراجات الهوائية، اما الثالث فهو مخصص لسير السابلة. بالنسبة للطابق الثالث فمن المقرر إنشاء فضاءات ترفيهية فيه تشتمل على معرض وكافتيريا وغاليري ومطاعم متنوعة. أما الطابق الثاني ففيه كراسٍ يمكن الجلوس عليها وأخذ قسط من الراحة والتمتع بجمال الطبيعة في المتنزهين الذي يقعان بجوار الجسر.
وتصل مساحة سطح الجسر إلى 7 الاف متر مربع من ضمنه 600 متر مربع مساحة خضراء، كما ان هيكليته اسطوانية بحيث تم لحام 14 الف قطعة اسطوانية مع بعضها البعض، أما وزنه فيبلغ 2000 طن وارتفاعه من سطح الطريق السريع 38 مترا وهو مقاوم لزلازل بقوة اكثر من 7.5 درجة على مقياس ريختر.
موقع الجسر
يقع هذا الجسر في محل تقاطع أربعة من شوارع المرور السريع الرئيسية في طهران هي (مدرس)، (همّت)، (حقاني) و(رسالت). وهو يربط متنزهين من أجمل متنزهات شمال طهران ببعضهما هما متنزه آب وآتش (الماء والنار) ومتنزه طالقاني.
ويعد جسر الطبيعة أكبر جسر في إيران غير مخصص لمرور السيارات ولايوجد في العالم سوى عدد قليل من هذه الجسور في فرنسا وكندا وهولندا وبلجيكا وماليزيا واستراليا.