الوقت- تتوالى تداعيات التحذيرات التي أطلقها البيت الأبيض تجاه سوريا حول مزاعم التحضير لهجوم كيميائي، ففي حين شهد الداخل الأمريكي لغطاً حول هذه المزاعم وشرعيتها، توزّعت الردود الدولية بين مؤيد ومعارض.
"البنتاغون" ينأى بنفسه.. ثم يؤكد
أمريكيا، وفي أقسى الردود على تصريحات البيت الأبيض، كشفت وسائل إعلام أميركية بينها New York Timesصحيفة عن تضارب المعلومات والمواقف بين البيت الأبيض، ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين حول التحذير الأخير للرئيس السوري بشار الأسد من الكيميائي.
وكتبت BuzzFeed أن فريقاً من العسكريين الأميركيين، بمن فيهم مسؤولون في القيادة المركزية للجيش الأميركي ، أعربوا عن دهشتهم حيال تحذير البيت الأبيض للرئيس السوري بشار الأسد "من مغبّة استخدام جيشه السلاح الكيميائي في سوريا"، مشيرين إلى أنهم لم يكونوا على علم أصلا بالبيان الذي حذر فيه البيت الأبيض دمشق.
وأشارت إلى أن العسكريين الذين استطلعتهم أكدوا لها أنهم ليسوا على أدنى دراية بتخطيط الأسد لاستخدام الكيميائي في بلاده، وأن مسؤولاً في القيادة المركزية قال لها حرفاً، "إنه ليس على أي علم بأي هجوم للأسد من هذا القبيل".
إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أعلن في وقت متأخّر أن أمريكا رصدت نشاطاً في مطار الشعيرات السوري يوحي باستعدادات جارية لاستخدام أسلحة وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جيف ديفيز، اليوم الثلاثاء إن واشنطن رصدت استعدادات سورية فيما يبدو لهجوم محتمل بأسلحة كيميائية في مطار الشعيرات وهو نفس المطار الذي هاجمته واشنطن في نيسان /أبريل الماضي.
وقال ديفيز عبر الهاتف من واشنطن "انطوى ذلك على طائرات معينة في حظيرة طائرات محددة نعرف أنهما مرتبطان باستخدام أسلحة كيماوية". كيميائية.
نيوزويك: بيان البيت الأبيض أدهش الأوساط العسكرية الأمريكية
بدورها كتبت صحيفة "النيويورك تايمز" أن "بيان البيت الأبيض أدهش الأوساط العسكرية الأمريكية"، فيما يتفادى ممثلو الخارجية والدفاع الأميركيتين الإدلاء بأي إجابات للصحفيين حول بيان إدارة دونالد ترامب، ويشيرون لهم بالتوجه إلى إصحاب البيان في البيت الأبيض للاستفسار منهم.
وتعليقاً على جدل بيان البيت الأبيض بشأن سوريا أمس الإثنين أصدر البيت الأبيض بياناً توضيحياً جاء فيه :"ردّاً على استفسارات متعددة تخصّ البيان الصادر حول سوريا يوم أمس نوّدالتوضيح أن كافة الهيئات و الوزارات المعنية في الدولة "تتضمن الخارجية والدفاع و وكالة الاستخبارات المركزية ومدير جهاز الامن القومي" شاركوا جميعا في اتخاذ القرار منذ البداية".
تيد لو: بيان البيت الأبيض ليس له أساس قانوني
من جانبه، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي " تيد ليو": إنّ بيان البيت الأبيض ليس له أساس قانوني.
وقال لو ردّاً على اعلان البيت الابيض المتعلق بسوريا إن "بيان البيت الأبيض الأخير الذي يهدد باستخدام القوة ضد قوات الرئيس الأسد ليس له أساس قانوني".
وأوضح في بيان له أن "البيت الأبيض يعترف أن الولايات المتحدة في سوريا للقضاء على داعش،و لكن هذا مبرر مختلف كلياً عن مهاجمة قوات الاسد وسوريا الدولة التي لم تعتد على الولايات المتحدة".
وختم ليو بالقول "إذا لم يحصل ترامب على تفويض من الكونغرس بمهاجمة الأسد فإن أي استخدام للقوة لغير الدفاع عن النفس سيكون بدون أساس قانوني أو دستوري".
الكرملين: التهديدات الأمريكية للأسد مرفوضة
وفي أوّل ردّ على بيان البيت الأبيض، وصف الكرملين التهديدات التي توجهها واشنطن إلى القيادة السورية على خلفية ملف الأسلحة الكيميائية بأنها مرفوضة، ونفى علمه بأي خطر وشيك لوقوع هجوم كيميائي جديد بسوريا.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ردا على إعلان البيت الأبيض عن قيام السلطات السورية بالاستعداد لـ"هجوم كيمياي جديد : "لست على علم بوجود أي معلومات تدل على خطر استخدام أسلحة كيميائية".
ماكرون يتفق مع ترامب: ردّ مشترك
على صعيد متّصل، أعلن قصر الإليزيه في بيان اليوم الثلاثاء أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على أنهما سيعملان معاً لإيجاد ردّ مشترك في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا.
وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ماكرون دعا ترامب لحضور احتفالات يوم الباستيل الذي يصادف 14 تموز/يوليو في العاصمة باريس.
بريطانيا تتعهد بتقديم "دعم مشروط"
من جانبها، تعهّدت بريطانيا اليوم الثلاثاء، بدعم أيّ تحركات عسكرية أمريكية مستقبلية في سوريا، حال تكرار استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، في تصريحات لراديو “بي بي سي 4″، إن بلاده “ملتزمة بدعم التحرّكات الأمريكية في سوريا بقيادة دونالد ترامب، شرط أن تكون تلك التحركات “مبررة وقانونية وضرورية”.
وأوضح فالون، أنّ " الولايات المتحدة تقوم وحدها برصد الوضع في سوريا، وأنها حتى الآن لم تتشارك مع الحكومة البريطانية المعلومات والأدلة بشان استعدادات نظام الأسد لهجوم كيماوي في سوريا.
يذكر أنّ البيت الأبيض قال في بيان له الثلاثاء إنّ الولايات المتحدة استطاعت تحديد ترتيبات محتملة للحكومة السورية لشنّ هجوم بالأسلحة الكيميائية والتي من شأنها أن تسفر عن مقتل جماعي للمدنيين، على حد قولها.
وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب الأميركي الشهير سيمور هيرش قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاهل تقارير استخباراتية أمريكية مهمة للغاية تؤكد عدم وجود أدنى دليل على وقوع هجوم كيميائي في مدينة خان شيخون بريف ادلب في نيسان الماضي ومضى قدما بالاعتداء على مطار سوري.