الوقت- أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس السبت في الذكرى الـ67 للنكبة، حيث تطرق الى مجمل التطورات محلياً واقليمياً وتحديات المرحلة القادمة. تعرض السيد نصر الله في بداية حديثه إلى موضوع النكبة، منبّهاً من نكبة جديدة تتمثل في المشروع الامريكي الاسرائيلي التكفيري، ثم انتقل السيد نصر الله إلى نصر القلمون، ومن ثم عرّج على العدوان السعودي على اليمن، بعدها تطرق إلى الملف البحريني، مختتماً كلمته بالحديث عن الوضع الداخلي اللبناني.
النكبة الجديدة .. ضياع الأمة
في بداية حديثه لفت السيد نصر الله الى انه "في الذكرى الـ67 للنكبة نعود ونستذكر فيها احتلال فلسطين وتشريد مئات الالاف من الفلسطينيين حيث تأسس وضع خطير في المنطقة هو اسرائيل التي عملت على التأثير والتآمر والاعتداء على دول وشعوب المنطقة من فلسطين ولبنان ومصر وغيرها من الدول".
وأوضح السيد نصرالله ان الامة اليوم في نكبة جديدة تتمثل في المشروع الامريكي الاسرائيلي التكفيري. واشار الى ان "اليوم التاريخ يعيد نفسه بعناوين وأشكال جديدة فهناك من يضيع الفرص ويقدم المصالح الفئوية والشخصية".
ونبه السيد نصر الله من ان "النكبة الجديدة أخطر من النكبة الاولى فالنكبة الاولى اضاعت فلسطين ولكن بقيت القضية الفلسطينية ولكن النكبة التكفيرية ستضيع القضية الفلسطينية ومعها دول المنطقة والامة"، وتابع "حيث سيكون لهؤلاء التكفيريين راية وفكر وقادة ستحل هذه النكبة".
معركة القلمون .. انتصار ميداني كبير
وحول معركة القلمون، لفت السيد نصرالله إلى أن "ميدان المعركة هو جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من سلسلة جبال لبنان الشرقية والمنطقة منطقة جبال متواصلة على امتداد المئات من الكيلومترات المربعة".
وأوضح السيد نصر الله ان "النتائج المباشرة للمعركة هي إلحاق هزيمة مدوية في الجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الاشتباك واستعادة مساحة 300 كلم من الاراضي اللبنانية والسورية من المسلحين وتدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة"، واضاف "نحن أمام انتصار ميداني كبير جدا وامام انجاز عسكري مهم جدا"، ولفت الى ان "عدد شهداء حزب الله في المعركة حتى الآن هو 13 شهيدا ومن الجيش السوري والقوات الشعبية المساندة له 7 شهداء. ففي معركة القلمون اختلطت الدماء اللبنانية والسورية دفاعاً عن الأمة في وجه المشروع التكفيري"، واشار الى انه "طالما أن المسلحين موجودون في جرود عرسال والمناطق المتبقية من القلمون لن يتحقق الأمان بالكامل".
وشدد السيد نصرالله على ان "من حق اللبنانيين والبقاعيين من كل الطوائف والمذاهب أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه بجرودهم إرهابي واحد وهذا اليوم سيأتي"، ولفت الى انه "اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أراضٍ لبنانية فإن الشعب اللبناني لن يتسامح وأهل بعلبك الهرمل وأهل البقاع لن يتسامحوا وهم الذين ذهبوا إلى الجنوب لأنهم لم يقبلوا بالإحتلال"، مضيفا "نحن منذ البداية قلنا إننا ذاهبون إلى معركة ولكن لم نتحدث لا عن زمانها ولا عن حدود مكانها ونحن في معركة مفتوحة في المكان والزمان والمراحل".
السعودية فشلت ولم تترك محرّمات
وفي معرض إشارته إلي العدوان السعودي على الشعب اليمني، جدد السيد نصرالله "ادانته لهذا العدوان"، واكد ان "هذا العدوان فشل في تحقيق أهدافه وما حصل حتى الآن أكبر من الفشل لان ما يحصل في اليمن هو عكس الأهداف التي وضعها العدوان السعودي"، واشار الى ان "الدول التي شاركت في هذا العدوان أظهرت إيران أنها أهم صديق للشعب اليمني فيما أظهر التحالف السعودي أنه أبشع الأعداء لهذا الشعب".
واعتبر السيد نصر الله ان "السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي على اليمن هو أنه لم يبق لجيش امريكا أو اسرائيل أو لأي جيش غازٍ أو جماعة ارهابية أي محرمات"، واكد ان "على الأمة مسؤولية الوقوف بوجه هذا العدوان"، وتابع "العدو الإسرائيلي المجرم والمتوحش الذي ارتكب المجازر لم يقصف الأضرحة ولا المقامات بينما السعودية قامت بذلك"، ولفت الى ان "الفكر الصحراوي البدوي هو ما يدفع العدوان إلى قصف الأضرحة والقلاع والآثار التاريخية في اليمن".
مواضيع أخرى
من جهة ثانية، تعرّض السيد نصرالله إلى الوضع في البحرين، مؤكداً أن "الخيار الوحيد المتاح أمام شعب البحرين هو الاستمرار في نضاله"، وخاطب شعب البحرين بالقول إن "السلطات البحرينية راهنت وتراهن دائما على عامل الوقت لذلك فهي تعتقل قادة المعارضة".
وفيما يتعلق بالوضع اللبناني الداخلي، قال السيد نصرالله "علينا البحث عن مخرج للخروج من الأزمة الراهنة بالنسبة للاستحقاق الرئاسي"، ودعا الى "أخذ ما قدمه العماد ميشال عون في هذا الاطار بجدية لأن الأمور على درجة عالية من الحساسية"، واضاف "علينا البحث عن مخارج ولا أحد له مصلحة بالفراغ الرئاسي في لبنان".
كذلك أكد السيد نصر الله ان "وضعه الصحي جيد وهو لا يعاني من اية مشاكل صحية"، واشار الى ان "كل الاخبار التي نشرت في بعض وسائل الاعلام حول وضعه الصحي غير صحيحة"، ودعا "لعدم الاصغاء لهذه الاشاعات لانها جزء من الحرب النفسية".
في الخلاصة، ضرب السيد نصر الله على جرح الأمة مقدّماً العلاج المناسب، بعدها أكد استمرار المعركة في القلمون الـ"مفتوحة في المكان والزمان والمراحل" في إشارة إلى التحضير لمعركة جرود عرسال حيث يتحصن الإرهابيون، كما دعا السيد الأمة لتحمل مسؤوليتها تجاه العدوان السعودي صاحب الفكر الصحراوي البدوي الذي "لم يبق لجيش امريكا أو اسرائيل أو لأي جيش غازٍ أو جماعة ارهابية أي محرمات".