الوقت- قبيل ساعات على إستقباله مسؤولين من دول مجلس التعاون في واشنطن تمهيداً للإنتقال سويةً إلى منتجع "كامب ديفيد" سيئ الذكر، أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقابلة خاصّة مع صحيفة الشرق الأوسط التي تتخذ من لندن مقراً لها، تعرّض خلالها إلى أهم الملفات التي سيتم التباحث حولها في القمة المرتقبة وقد حازت إيران على حصّة الأسد من المقابلة المذكورة.
حاول الرئيس الأمريكي في أول حديث له لصحيفة عربية أن يضع جدول أعمال القمّة سيئة الذكر، حيث تلخّص جدول الأعمال هذا في عناوين ثلاث، الإتفاق النووي الإيراني، الحرب على الإرهاب وظاهرة التسلّح الخليجي. سارع أوباما في بداية المقابلة إلى تجديد دعم واشنطن لحلفائها الخليجيين، مؤكداً أنه "يجب ألا يكون هناك أي شك حول التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة والتزامنا بشركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي".
وقد غاب عن الرئيس أوباما أو ربّما تناسى ما أثاره سابقاً مع صحيفة "نيويورك تايمز" حول ضرورة أن "يلتفت قادة الخليج الفارسي إلى داخل دولهم للبحث عن أسباب التطرف ومعالجة تهميش الشباب"، مركزاً هجومه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متهماً إياها بـ"الإنخراط في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة، وبرعاية الإرهاب"، متحدثاً عن "مساهمتها في مساندة نظام الأسد في سوريا، ودعم حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة، ومساعدة الحوثيين في اليمن".
كذلك، حاول أوباما تبديد القلق المستغرب لقادة دول مجلس التعاون حول اتفاق الإطار مع طهران حول برنامجها النووي رغم إرساله بعض رسائل "إيران فويبا" المقصودة، عندما أكّد على أهمية الإتفاق النهائي المرتقب في شهر حزيران كونه "يزيل أخطر التهديدات لأمن المنطقة"، حسب رأيه.
رسائل ودلالات:
الهجوم الشرس للرئيس الأمريكي على طهران في مقابلته مع صحيفة الشرق الأوسط حمل في طيّاته دلالات عدّة أبرزها:
أولاً تشير أبعاد المقابلة إلى أن أمريكا لم تعد تمتلك سوى خيار المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصةً أن الرئيس أوباما بأمسّ الحاجة حالياً لأي انتصار سياسي يستثمر داخلياً في المواجهة مع الحزب الجمهوري. كذلك أدركت أمريكا منذ سنوات أن بقائها خارج سرب المفاوضات النووية يعني فوات القطار لأن طهران لن تخضع لأي تهديدات عسكرية أمريكية للتنازل عن حقوقها النووية السلمية التي يكفلها المجتمع الدولي.
ثانياً تأكيد أوباما على يقظة بلاده إزاء تصرفات الجمهورية الإسلامية، وإعتباره أن "دول المنطقة محقة في قلقها العميق من أنشطة إيران، وخصوصاً دعمها لعملاء بالوكالة يلجأون إلى العنف داخل حدود دول أخرى"، يهدف بشكل مباشر لعقد المزيد من صفقات السلاح الأمريكية، وكذلك تمرير مشروع الدرع الصاروخية في المنطقة.
ثالثاً حاول الرئيس الأمريكي "الضحك ببلاش" على الدول الخليجية عندما أكّد أن بلاده ستخبر الدول العربية عما يحصل في إتفاق الإطار، مع العلم أن كافة تفاصيل الإتفاق بين ايران والدول الست تم إعلانها، ما يؤكد أن أوباما يريد إعطاء دول مجلس التعاون "إمتيازات وهمية" مقابل الأموال الخليجية.