الوقت - في اطار مساعي الجانبين العراقي والايراني لتطوير علاقاتهما في جميع المجالات، بدأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم زيارة الى طهران على رأس وفد رسمي رفيع تستغرق ثلاثة أيام. والزيارة هي الاولى التي يقوم بها معصوم الى ايران منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية العراقية في 24 تموز / يوليو 2014.
وبعد وصوله الى طهران واجراء مراسم الاستقبال الرسمي التقى معصوم نظيره الايراني حسن روحاني وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لا سيما ما يتعلق بمكافحة الارهاب.
وعقب اللقاء وخلال مؤتمر صحفي مشترك اكد روحاني ان استقرار العراق واستباب أمنه يحظى باهمية بالغة للجمهورية الاسلامية في ايران، مشدداً على ان الشعب العراقي هو الذي يقرر مستقبله، وان ايران لن تسمح لأي بلد باثارة الخلافات في العراق وتقسيمه ولن تدخر جهداً لتحقيق أمنه واستقراره.
وأشار روحاني الى انه بحث مع نظيره العراقي القضايا الاقليمية لاسيما الأزمة السورية والوضع في اليمن، مشدداً على ضرورة مساهمة كافة الدول في وقف اطلاق نار حقيقي وفوري في اليمن واغاثة شعبه في مختلف المجالات لاسيما الطبية والدوائية والغذائية، مؤكداً ان القضية اليمنية ليست سياسية بل انسانية ويجب ايصال مظلومية الشعب اليمني الى اسماع جميع الشعوب في العالم .
واضاف ان العلاقات الاقتصادية بين ايران والعراق هي علاقات متميزة وقد تم البحث بشأن تعزيز التعاون لربط السكك الحديدية والطرق السريعة بين البلدين لتسهيل تردد المسافرين ونقل البضائع فضلا عن قضايا الطاقة والنفط والغاز والزراعة والصناعة .
من جانبه قال الرئيس العراقي ان جميع العراقيين يحاربون تنظيم "داعش" الارهابي، معرباً عن امتنانه للدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية في ايران لمحاربة هذا التنظيم الذي يشكل خطراً حقيقياً على جميع دول المنطقة، واصفاً المساعدات التي قدمتها ايران الى العراق لمكافحة الارهاب، بأنها كانت مؤثرة للغاية.
وحول الازمة السورية بيّن الرئيس العراقي انه لا يمكن ترك الأمور للإرهابيين في سوريا، كما نوه الى ان بلاده رفضت منذ اليوم الأول التدخل العسكري في اليمن . مؤكداً على ضرورة الحوار بين جميع الاطراف المعنية لحل هذه الازمة، ومنوها في الوقت نفسه الى ان وجهات النظر بين العراق وايران قريبة جداً ازاء مختلف القضايا في المنطقة .
واضاف معصوم: نسعى إلى الاستفادة من تجارب الجمهورية الاسلامية في ايران في كافة المجالات التجارية والصناعية وفتح الطرق والخدمات الصحية ومكافحة التصحر.
وشدد الرئيس العراقي على ان بلاده تؤيد الحوار والمفاوضات الدائرة بين ايران والمجموعة السداسية الدولية وتعتقد ان نجاح هذه المفاوضات سيصب في صالح دول المنطقة ويسهم الى حد بعيد في تعزيز الامن والاستقرار على المستويين الاقليمي والدولي.
ويعتقد المراقبون ان زيارة معصوم الى ايران في هذا الوقت بالذات تهدف بالاضافة الى تقوية العلاقات بين البلدين في كافة المجالات الى التشاور مع المسؤولين الايرانيين بشأن تسليح القوات العراقية لمواجهة عصابات "داعش" والتنسيق معها في هذا المجال على أعلى المستويات باعتبار ان ايران كانت السبّاقة لدعم العراق في التصدي للارهاب من خلال تقديمها السلاح والمشورة العسكرية والدعم اللوجستي لقواته التي تمكنت الى جانب الحشد الشعبي من تطهير مناطق واسعة من اراضي العراق من العصابات الارهابية وهي تواصل طريقها الآن لتحرير باقي المناطق من ايدي هذه العصابات.
كما يرى المراقبون ان ايران التي وقفت الى جانب العراق في جميع الظروف تدعم موقف الشعب العراقي وقيادته الدينية والسياسية الرافض للمشروع الامريكي الرامي الى تقسيم العراق من خلال التدخل في شؤونه ومحاولة تسليح بعض الاطراف خارج اطار الحكومة العراقية بحجة محاربة الارهاب.
وفي الختام لابد من القول ان زيارة معصوم الى طهران ستنعكس ايجابياً وبشكل كبير على العلاقات الاستراتيجية بين ايران والعراق باعتبارهما بلدين يملكان حدوداً مشتركة تصل الى قرابة 1300 كيلومتر، بالاضافة إلي ما تربطهما من وشائج دينية وثقافية واجتماعية ذات جذور عريقة. الى جانب ما يمتلكه الجانبان من ثروات بشرية وطبيعية واقتصادية هائلة تمكنهما من لعب دور كبير في تطوير البلدين في كافة المجالات بما يخدم شعبيهما ويعزز الامن والاستقرار في عموم المنطقة.