الوقت- تعددت الروايات وكثرت الأحاديث حول قصة تحطيم أنف "أبو الهول" ومن المسؤول عن ذلك، وكانت الأسطورة الشائعة تقول أن نابليون بونابرت كسر أنفه أثناء الحملة الفرنسية في 1789 أو أحد جنود تلك الحملة عندما وجه المدفع اتجاه أبوالهول وقام بتحطيم أنفه فقط ولكن المؤرخين نفوا هذا الأمر.
وأكد المؤرخين أن الرسوم التي تركها المستكشف الأوروبي، فريدريك لويس، عام 1737 للتمثال، أظهرته بلا أنف بوضع مشابه لوضعه الحالي، كما أن رواية أحد المؤرخين المصريين، ويدعى تقي الدين المقريزي من القرن الخامس عشر للميلاد، كذبت تلك الشائعات، حيث زعمت أن من خرب التمثال كان شخصا صوفيا متعصبا يدعى، محمد صائم الدهر، وكان ينظر إلى أبو الهول على أنه صنم من أصنام الكفر ولم يستطيع صائم الدهر أن يحطم التمثال كله فقام بتحطيم الانف فقط الذي يدل على الكبرياء وقد قيل انه عوقب على فعلته وقام السكان المحليون عام 1378 بضربه حتى الموت.
وأبو الهول تمثال فرعوني ضخم لمخلوق اسطوري حيث يملك رأس إنسان وجسم حيوان، نحت من الحجر الكلسي، ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص وقد قيل أنه كان ملون ولكن اختفت الوانه مع مرور الزمن، كان ابو الهول يملك أنف كبير و الانف يدل على الكبرياء والعظمة.
ويمثل تمثال أبو الهول الفرعوني الشهير في مصر أحد أهم المعالم السياحية والتاريخية في العالم، حيث يتربع على هضبة الجيزة منذ 6500 عام تقريبا كحارس أسطوري للهضبة.
ونظرا لقيمته المعنوية الكبيرة، حاول الكثيرون استغلال واقعة أنفه المكسور لنشر الشائعات والأقاويل حول من قام بتخريبه وكسر أنفه، الذي نراه اليوم بصورته الحالية، حتى أن البعض وجهوا التهمة للجيوش البريطانية والألمانية التي دخلت مصر أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، لكن الخبراء نفوا تلك الشائعات استنادا إلى صور للتمثال بدون أنف منذ عام 1886.
ويذكر أن الملك خفرع، رابع ملوك الأسرة الرابعة الفرعونية"2558-2532 قبل الميلاد" هو من قام ببناء تمثال "أبو الهول". وقد نحت التمثال من الحجر الكلسي، ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص وملونا، ويبلغ طوله نحو 73،5 مترا، من ضمنها 15 مترا طول رجليه الأماميتين، وعرضه 19.3 مترا، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 مترا حتى قمة الرأس، فيما يعتقد ان أنفه المكسور كان طويلا حيث يبلغ عرضه مترا واحدا.