الوقت- حذّرت منظمة الأطفال الدولية في تقرير لها من أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن يمكن أن يودي بحياة الآلاف من الناس إذا لم يتم وضع هذا المرض القاتل حتى شهر يوليو/ تموز.
ونقلت هذه المنظمة غير الحكومية والتي تتخذ من لندن مقراً لها أن موظفيها في اليمن قالوا إن "تفشي وباء الكوليرا القاتل يمكن أن يصبح وباءً حقيقياً، مع توقع إصابة أكثر من 65 ألف حالة بحلول نهاية يونيو".
وحسبما حذرت المنظمة الدولية فاليمن البلد الذي مزقته الحرب، يعاني من القصف المميت من قبل السعودية منذ عام 2015، حيث بات اليمن اليوم يشهد بشكل متوسط أكثر من 1000 حالة مشتبه بها بمرض الكوليرا يومياً، مع ما يقارب من اثنين من كل ثلاثة يشتبه في أنهم أطفال دون سن 15 عاماً.
وبحسب تقارير هذه المنظمة فإن 242 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم بالفعل جراء انتشار مرض الكوليرا في الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا المرض، كما حذرت المنظمة الإنسانية العالمية من المرض الذي ينتشر بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن السيطرة عليه بسبب عدم وجود موارد كافية.
عدوان النظام السعودي على اليمن، الآن هو في عامه الثالث، حيث تقوم الممالك الغنية بالنفط بفرض حصار شامل على الشعب اليمني حيث تقوم هذه البلدان وبشكل متعمد بإعاقة إيصال الإمدادات الإنسانية الحيوية، بما في ذلك الغذاء والدواء، في حين أن الغارات الجوية العشوائية تسببت بتدمير البنى التحتية ومرافق الصرف الصحي ومحطات معالجة المياه والبنية التحتية المدنية.
وبحسب ما أفادت "سارة تيسوريري" مستشارة السياسة للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن أدى انهيار الاقتصاد اليمني إلى تناقص عدد موظفي الخدمة المدنية، بمن في ذلك العاملين في المرافق الصحية العامة، وعدم حصولهم على رواتبهم لمدة ثمانية أشهر.
بينما أعربت كارولين مايلز رئيسة مؤسسة إنقاذ الطفل عن قلقها العميق إزاء انتشار الوباء في اليمن حيث قالت: "إذا لم يتم وضع حد لأزمة الكوليرا قبل بداية موسم الأمطار القادم في يوليو، يمكننا أن نرى الوفيات بالآلاف وليس بالمئات"، "فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا فهناك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية في اليمن، كل عشر دقائق هناك طفل دون سن الخامسة يموت بسبب انعدام أسباب الوقاية، حيث تراكمت القمامة في الشوارع، الأمر الذي أدى إلى تلوث إمدادات المياه بعد هطل أمطار غزيرة تسببت بانتشار الفيضانات، والآن موسم الأمطار الثاني على الطريق، وفي الوقت نفسه، تسبب استمرار الغارات الجوية بضرب بعض أنابيب الصرف الصحي، فأقل من نصف جميع المرافق الصحية في اليمن هي خارج نطاق الخدمة أي إن ثلثي السكان - أو 14 مليون شخص - لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب.
بدوره قال الطبيب زيد في مستشفى صنعاء الأسبوع الماضي: نتلقى حالتين إلى ثلاث حالات في الدقيقة الواحدة، حيث وصل إلى المشفى حوالي 180 حالة في اليوم الواحد في الشهر الماضي، فالناس تموت في الممرات، وفي بعض الحالات كان علينا أن نضع ستة أطفال على سرير واحد نحن نطلب من المنظمات الدولية التدخل لمساعدة الشعب اليمني نحن نواجه العديد من التحديات في هذا المستشفى، حيث ينقصنا الأدوية والمستلزمات الطبية ولم يكن لدينا ما يكفي من الأطباء والممرضين، ولا نملك حتى محطة لغسل اليدين ".
بينما قال "محسن سيديكي" القائم بأعمال مدير مؤسسة إنقاذ الطفل في اليمن: "الأطفال يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها أمام أعيننا، أنقذوا الأطفال.. يمكن تغيير هذا الوضع من خلال رفع الوعي العام، والمساعدة في تشغيل مراكز لعلاج الإسهال، وتوزيع الإمدادات الطبية ومستلزمات معالجة الجفاف عن طريق الفم، ولكن نحن بحاجة إلى رفع القيود المستمرة على واردات الإمدادات الطبية مباشرة قبل فوات الأوان ".
ومع ذلك، يبدو أن هذه النداءات لن تلقى آذاناً صاغية كما أن القوى الدولية وليس السعودية لن تضع حداً لحملتها الوحشية على الشعب اليمني الأكثر فقراً فحسب، لا بل يتم تشجيع هذا النظام الاستبدادي على مواصلة إجراءاته اللاإنسانية.