الوقت- لا حدود للعلم والمعرفة هكذا أثبتت الأيام والتجارب، ومع تغير الفصول وتوالي الأيام تتغير الكثير من معالم الحياة بشكل تدريجي أمام أعيننا، وهذا بالطبع ينعكس على جميع الكائنات الحية ومنها الإنسان فعملية التطور وتغير بعض الصفات الظاهرية لهذه الكائنات لا تتوقف على مر الزمن.
ويقول علم البيولوجيا في هذا الإطار، أن العضو الذي لايعمل يضمر ويموت بينما العضو المستخدم ينمو ويتطور، الفكرة هنا أن تغير الزمن والتقدم العلمي الكبير الذي نشهده وانعكاساته على حياتنا وعاداتنا اليومية، سيكون له تأثير على خصائصنا وأجسامنا مع مرور الزمن.
إذا ماهي الاحتمالات التي يمكن أن تطرأ على الإنسان خلال الأعوام الألف القادمة؟!
تغيرات خارجية
توصل العلماء إلى درلااسة تقول أنه هناك احتمالات أننا سنكون أطول، وسيزداد متوسط الطول بين البشر عما هو عليه الآن، وقد شهد البشر بالفعل طفرة في الطول على مدى السنوات الـ 130 الماضية. في عام 1880 كان متوسط طول الذكور الأمريكيين – على سبيل المثال – 170 سم، بينما اليوم يبلغ متوسط طول الشعب الأمريكي 177 سم.
تكنولوجيا
هناك احتمالات بأن يندمج الانسان مع الآلات التي يمكن أن تعزز لدينا حاسة السمع والبصر، والصحة، وأكثر من ذلك بكثير. الآن، هناك بالفعل تلك الآلات التي تمكنك من تسجيل الأصوات، وتوليد الضوضاء البيضاء ويقصد بها "تحويل الأصوات ذات الترددات المختلفة إلى صوت ذي شدة ثابتة، حتى لا يعاني الشخص من الضجيج". التوقعات في هذا الشأن تقول إن مثل هذه الآلات السمعية يمكن أن تأتي حتى مع هاتف ذكي مدمج بها.
ولم تتوقف الاختراعات عند هذا الحد فقد تمكن فريق من جامعة ولاية أوريغون الأمريكية من تطوير عيون إلكترونية يمكن أن تساعد المكفوفين على الرؤية. ولايتوقف الأمر عند هذا الحد فمن الممكن أن تصبح هذه التكنولوجيا أداة لرؤية ما كنا نعتبره حاليا غير مرئي، مثل طاقات مختلفة من الضوء كالأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية.
الكائن السيبراني
أشارت الكثير من الأبحاث الحديثة أننا أصبحنا على أعتاب ما يسمى الكائن السيبراني أو "السايبورغ". و"سايبورغ وهي كلمة مختصرة لمصطلح كائن سيبراني"، إشارةً إلى الكائنات التي تمتلك أجزاءً عضوية وأخرى بيوميكاترونيك "أي دمج عناصر ميكانيكية وأخرى إلكترونية وثالثة حيوية".
وينطبق مصطلح "الكائن السيبراني" على كائن حي في الأساس، استطاع استعادة وظيفته أو تعزيز قدراته، من خلال دمج بعض المكونات الاصطناعية، أو بعض التكنولوجيا، على نوع معين من ردود الفعل.
ولا يشترط أن يكون الكائن السيبراني بشريا أو ثدييا؛ إذ يشمل المصطلح أي نوع من أنواع الكائنات الحية، ويعتقد العلماء أن تكنولوجيا السايبورغ هذه ستكون جزءا من ثورة ما بعد البشرية، حين يُعزز البشر بشكل صناعي من خلال منحهم بعض القدرات المميزة والخاصة.
الجينات
اكتشفت دراسة قادتها جامعة أكسفورد أن مجموعة من الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "HIV" في جنوب أفريقيا يعيشون حياة صحية. اتضح لفريق الباحثين أن هؤلاء الأطفال لديهم دفاع مدمج ضد فيروس نقص المناعة البشرية، الذي يمنع الفيروس من التقدم إلى أن يتحول إلى مرض الإيدز.
ومع أدوات تحرير الجينات مثل "كريسبر"، قد نتحكم في نهاية المطاف في الجينات والحمض النووي، لدرجة تجعل أنفسنا في مأمن من المرض وحتى إمكانية عكس آثار الشيخوخة.
وكريسبر "هو عبارة عن قطع من الحمض النووي موجودة بداخل الكائنات الحية بدائية النواة، وتتميز باحتوائها على قطع صغيرة من التكرارات لتسلسلات القواعد النووية والتي تستخدمها الكائنات البدائية مثل البكتيريا في الدفاع عن نفسها بآليات معينة".
وهو ما قد يعني أن البشر على سطح المريخ قد يتطور بؤبؤ العين لديهم لتصبح أكبر حجمًا حتى يمكن أن يستوعبوا المزيد من الضوء لكي يتمكنوا من الرؤية، وبما أن الجاذبية على كوكب المريخ تمثل 38% فقط من جاذبية كوكب الأرض، فالناس الذين سيولدون على سطح المريخ قد يكونون في الواقع أطول من أي شخص على كوكب الأرض.
الحياة على المريخ
لا زالت ظروف الحياة على المريخ شبه مستحيلة بسبب الظروف المناخية والطبيعية المختلفة عن الظروف الموجودة على الأرض ومع ذلك فإن العلماء يواصلون أبحاثهم في هذا المجال، ومن المقرر أن يتم ارسال البشر إلى المريخ بحلول العام 2025 وفقا لخطة إيلون ماسك.
وتأتي هذه المحاولة بهدف تعديل البشر في جيناتهم للتأقلم مع الظروف المناخية على المريخ إلا أن العالم كونراد زوسيك من جامعة تكنولوجيا المعلومات والإدارة في بولندا، يقول " لا يمكننا محاكاة الظروف المادية والبيئية نفسها لإعادة بناء بيئة المريخ في معاملنا الأرضية، أعني سمات مثل الجاذبية الصغرى للمريخ أو التعرض للإشعاعات الكونية، وبالتالي، لا يمكننا التنبؤ بالآثار الفيزيائية والبيولوجية للبشر الذين يعيشون على سطح المريخ".
واقترح أنه لايمكن للبشر البقاء على الكوكب الأحمر واستعماره إلا في حالة إجراء تغييرات على أجسادنا لمساعدتنا على التكيف بسهولة أكبر مع بيئة المريخ.