الوقت - عقدت شبكة "سي إن إن" أمس الأربعاء اجتماعا حضره الكثير من المحللين السياسيين والمنتقدين لسياسة ترامب، حيث دار في هذا الاجتماع مناقشة آخر المستجدات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أثارت جدلا كبيرا في الساحة السياسية وخرج هذا الاجتماع بتقرير يفيد: بأن جميع الأشخاص الذين شاركوا في هذه الجلسة وجهوا أصابع الاتهام لترامب وطالبوا بمساءلته.
وفي السياق نفسه أشارت شبكة "سي إن إن" التلفزيونية في تقرير لها إلى قضية استقالة المستشار الأمني مايكل فلين من حكومة الرئيس ترامب بسبب انتشار معلومات تخص الأمن والاستخبارات يوم الأربعاء الماضي والتي كتب حولها جيمز كومي في مذكراته وكذلك قضية اتهام حكومة باراك اوباما بالتجسس على الاتصالات الهاتفية لفريق الرئيس ترامب الانتخابي.
لقد استقال مايكل فلين، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، من منصبه على خلفية تضليله للبيت الأبيض فيما يتعلق بالاتصالات التي أجراها مع السفير الروسي في واشنطن، وناقش خلالها العقوبات الأمريكية على موسكو، قبل وصول دونالد ترامب إلى الحكم، وهو الأمر الذي كشفته صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحا مثيرا للجدل اتهم فيه سلفه باراك أوباما بالتنصت على هاتفه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، دون أن يدلي بأي تفاصيل أو أدلة تثبت هذا الأمر. ونفى متحدث باسم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مزاعم الرئيس دونالد ترامب بأن أوباما أمر بالتنصت عليه في أكتوبر الماضي.
كما صرح ديويد رود المحلل السياسي ورئيس قسم المجلة الأمريكية على الإنترنت "نيويوركر" حول القضية الجديدة للرئيس ترامب التي كتب عنها جميز كومي في مذاكراته والتي أدت إلى استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، من منصبه، حيث قال: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رجل عنيد ولفت أيضا إلى مطالبة 25 عضو في الكونغرس الأمريكي بمساءلة الرئيس ترامب في الكونغرس.
وفي نفس السياق لفت دوجلاس جي برينكلي، أستاذ التاريخ ومؤرخ الرئاسة بجامعة رايس في هيوستن حيث قال: بشكل ما، ترامب يقوم بتحييد إدارة أوباما. وأضاف برينكلي أنه بينما يتجنب كل منهما مهاجمة الآخر شخصيا، فوراء الكواليس يعملان على تقويض كل منهما الآخر.
وقد نشرت شبكة "سي إن إن" تقريراً يفيد: بأن جميز كومي كتب في الرابع عشر من شهر فبراير في مذاكراته، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من مستشاره للأمن القومي مايكل فلين الاستقالة بعد تراجع مستوى الثقة بفلين إلى الحد الذي شعر معه إنه يجب تغييره بسبب اتصالاته مع مسؤولين روس، في وقت اعتبر الكرملين الأمر «قضية أمريكية داخلية ليس لروسيا شأنٌ فيها».
واعترف "فلين" في نص استقالته، التي نشرها البيت الأبيض: من غير قصد أخبرت نائب الرئيس المنتخب وغيره بمعلومات غير كاملة بشأن المكالمات الهاتفية ألتي أجريتها مع السفير الروسي، وعزى فلين ذلك الأمر إلى سرعة وتيرة الأحداث بعد تنصيب الرئيس الأمريكي، حيث أشار إلى أنه في سياق واجباته كمستشار الأمن القومى الجديد، عقد العديد من المكالمات الهاتفية مع نظراء أجانب ووزراء وسفراء ومن ناحية أخرى، قالت شبكة "سي إن إن" إن استقالة فلين تمثل الضربة الثانية لترامب في أسبوع، بعد حكم القضاء بوقف قرار الرئيس التنفيذي الخاص بحظر السفر، وأشارت الشبكة إلى أن استقالة فلين تأتى في أعقاب إشارات مختلطة من البيت الأبيض بشأن ما سيحدث لفلين.
وتابعت "سي إن إن" قائلة إنه ليس من المدهش تمامًا أن فلين هو أول عضو بارز بالإدارة الأمريكية يخرج من الحكم، فقد كان واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الدائرة المقربة لترامب. فبحكم منصبه كمستشار للأمن القومى، وكشخص يعتبر من خارج التيار العام، دخل فلين في الحديث عن نظريات مؤامرة وأدلى بتصريحات ضد الإسلام.
ولفتت "سي إن إن" إلى أن استقالة فلين ربما تفتح الباب لمزيد من التحقيقات، حيث كانت روسيا واحدة من الموضوعات القليلة التي خلقت انقسامًا بين ترامب والأغلبية الجمهورية الموالية في الكونجرس. حيث رفض بعض الجمهوريين المخضرمين من أمثال السيناتور جون ماكين غض الطرف عن التدخل الروسي وتودد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن ناحية اخرى اعرب تشاك شومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي بعد الأزمة التي أوجدها الرئيس ترامب عن قيامه بمؤتمر صحفي مع عدد من الصحفيين، حيث قال: إذا قام رئيس الجمهورية بأعمال جاسوسية وبالمخاطرة بأمن البلاد، فإنه يحق للمجلس أن يعرف كيف سوف يتصرف.
كما صرحت اليزابيث هولتزمان عضو اللجنة القضائية حول هذا الموضوع وقالت لشبكة "سي إن إن": إن ما يحصل تفتّت في القرار وصراع مصالح بين مسؤولين بارزين وتحدثت عن موجة تغييرات وزارية منتظرة قد تبدأ بمستشار الأمن القومي مايكل فلين والناطق باسم البيت الأبيض شان سبايسر وآخرين.
هذه المستجدات قد تصبح تمهيداً لإنهاء حكم الرئيس المثير للجدل، قبل أن يتم عامه الأول خصوصاً إذا تدخل القضاء في التحقيق، فيما طالب العضو الجمهوري بالكونجرس جايسون شافتيز مكتب التحقيقات الفيدرالي بتقديم كافة التسجيلات والمذكرات والملخصات التي يملكها والتي توثق لمحادثات ترامب مع كومي، الذي تمت إقالته قبل أيام.