الوقت- أجرت شبكة "DW" الألمانية يوم أمس حوارا مع النائب عن الطائفة اليهودية في مجلس الشورى الاسلامي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيامك مره صادق، حول الظروف المعيشية لليهود في ايران وحقوقهم وكيف تتم معاملتهم وما رأيهم بالانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال أقل من أسبوع من الآن.
وقال صادق في معرض رده على هذه الأسئلة " إيران ليست ضد اليهود، بل ضد الصهيونية، والظروف المعيشية لليهود داخل ايران أفضل بكثير من ظروفهم في أوروبا".
وأضاف النائب عن اليهود في البرلمان الإيراني خلال الحوار، أنه هناك روابط اقتصادية جيدة جدا بين اليهود والمسلمين، مشيرا إلى أن أفضل أصدقائه من المسلمين.
وعن الحريات أو إذا كانت هناك قوانين تحد من فعالية اليهود في بعض المجالات يقول، سيامك مره صادق: " الجنسية لايتم تعريفها من خلال الديانة فقط، أنا ولدت هنا في ايران وأقرأ صلاتي باللغة العبرية لكن لغتي الأم هي فارسية، أستطيع أن أتكلم بالإنكليزية لكنني لا أفكر إلا بالفارسية".
ويتابع حديثه بالقول" يجب علينا مراعاة قوانين الدولة التي نعيش فيها. هناك فارق كبير بين اليهودية والصهيونية. غزو دول أخرى وقتل الأبرياء ليست من تعاليم سيدنا موسى "عليه السلام" ونحن لانقبل سلوك الكيان الإسرائيلي. وفي اعتقادي أنه يجب على اليهود أن يظهروا تعاطفا أكبر مع الفلسطينيين".
وفي إشارة إلى بعض الخلافات مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، يدافع مره صادق عن الرئيس السابق ويقول: " المساعدات المالية التي حصل عليها المستشفى الخاص بنا جاءت في عهد حكومة الرئيس أحمدي نجاد". يتابع بالقول " أحمدي نجاد يعادي الصهيونية وليس اليهودية".
أما عن رأيه حول الانتخابات الرئاسية المقبلة وأهميتها بالنسبة لليهود الإيرانيين ، يقول صادق:" كل من يُنتخب يجب أن يتصرف بإطار الدستور، لذا فالأمر سيان بالنسبة لنا كيهود، ولكن بالطبع توجد أراء متباينة وسط أفراد جاليتنا". واستطرد بالقول: " نحن مواطنین إيرانيین والجميع سيصوتون للمرشح الذي سيقدم أفضل الاقتراحات لحل المشاكل الإقتصادية في إيران".
وفي ختام الحوار تكلم مره صادق عن وضع اليهود في إيران وقال: " إن الأمر أفضل بكثير مما يتصورون، والديانة اليهودية معترف بها كأقلية دينية لذلك نحن نقوم بممارسة طقوسنا الدينية بحرية مطلقة. لدينا أكثر من عشرين كنيس نشط ونملك على الأقل 5 مسالخ للذبح الحلال في طهران، في الوقت الذي لانشاهد فيه هذا الأمر في بعض الدول الأوروبية. بشكل عام، إن الظروف المعيشية لليهود في إيران كانت دائما أفضل من أوروبا. اليهود والمسلمين هنا يحترمون بعضهم البعض".
وفي هذا السياق يؤكد يهود إيران أنهم مندمجون جيداً داخل المجتمع الإيراني، وأن المشاكل بين إيران والكيان الصهيوني لا تؤثر عليهم، كونهم إيرانيين قبل كل شيء. ففي طهران هناك 10 معابد يهودية ناشطة، أهمها كنيس يوسف آباد في طهران، وكنيس "أبريشمي" الذي يقع في مبنى جميل وسط المدينة، ويمكن قاعته الرخامية والمزينة بثريات كبيرة أن تستوعب 500 شخص على الأقل، وإلى جانب المعابد، يدير يهود إيران مدارس ومكتبة ومستشفى مموّلة جزئيّاً من الأموال العامة.
وتعتبر الجالية اليهودية الإيرانية من أقدم الجاليات اليهودية في العالم، فقد تم تأسيسها قرابة القرن الخامس قبل الميلاد، ويوجد في إيران أكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط خارج "الكيان الإسرائيلي".
يذكر أنه في العام 2015 دُشن في طهران نصب تذكاري جديد للجنود اليهود الإيرانيين الذين ضحوا بحياتهم في الحرب الإيرانية- العراقية، والتي جرت بين عاميّ 1980 – 1988، وسجل هذا التاريخ وطنية من قبل يهود إيران لدولتهم، وذلك مقابل عداء ورفض للصهيونية والدولة اليهودية على أرض فلسطين.