الوقت- يعتبر يهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الأقليات المعترف بها رسمياً الى جانب المسيحية والزردشتية و تاريخ اليهود في ايران يعود الى 2500 عام قبل ويدعون بـ"الطيالسة" نسبتاً الى رداء يلبسونه يسمى الطيلسان.
يبلغ عدد اليهود الذين يعيشون في ايران مايقارب 10 آلاف يهودي أغلبهم يعيش في العاصمة الإيرانية طهران ويعيش بعضهم أيضاً في مدينتي شيراز وأصفهان، يعيش اليهود في أجواء مريحة جداً حيث أنهم يتمتعون بكامل حريتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، وهي كديانة معترف بها كأقلية دينية، ويؤكد اليهود في إيران بأنهم مندمجون بالحياة في ايران الى جانب أشقائهم الإيرانين وأن المشاكل بين إيران والكيان الإسرائيلي لا تؤثر عليهم كونهم إيرانيين قبل كل شيء.
يوجد في العاصمة طهران عشرة معابد لليهود وأهمها كنيسة يوسف آباد في طهران، و"كنيسة"ابريشمي" أي "الكنيس الحريري" الذي يقع في بناء جميل وسط العاصمة طهران والذي يتميز بقاعته الرخامية الجميلة والمزينة بثريات كبيرة حيث يمكنه أن يستوعب أكثر من 500 شخص، الى جانب المعابد و يدير اليهود في ايران مدارس ومكتبات ومشفى بحيث يستقبل المرضى المسلمين واليهود. فاليهود في ايران مايزالون يحافظون على هويتهم الإيرانية ويتميزون بوطنيتهم وحبهم لبلدهم وغيرتهم عليه، وأقامت مؤخراً القيادة في طهران نصبًا تذكاريًّا للجنود اليهود الإيرانيين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب المفروضة مع العراق بين عامي 1980 و 1988 . فمشاركة اليهود في الحرب الإيرانية و الصدامیة جنباً الى جنب مع الجنود الإيرانيين للدفاع عن إيران وأرضها أبرز مثال على أصالتهم ووطنيتهم وعراقتهم، فأرض إيران بالنسبة لهم مقدسة وعليها يوجد ضريح إستر ومردخاي، وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق وتحوي أرضها جثمان بنيامين شقيق النبی يوسف عليه السلام .
ومنذ قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين رفض يهود إيران دعوة الهجرة الى فلسطين ورفضوا ترك ايران، فعدد اليهود الذين انتقلوا من الأتحاد الأوروبي الى الكيان الإسرائيلي أكثر بكثير من عدد اليهود الذين انتقلوا من ايران الى فلسطين، بالإضافة الى أن الجمعيات اليهودية وشريحة المثقفين اليهود لم تألو جهداً في انتقادها للمبادئ الصهيونية التي تؤثر على سمعة اليهود في العالم وتسعى الى تخريب الدين اليهودي.
القيادة في إيران تحترم الشعب اليهودي وثقافته وتميز جيداً بين اليهود والصهيونية العالمية التي تتجلى بالكيان الإسرائيلي الغاصب فعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية للكيان الإسرائيلي لا علاقة له ولایؤثر أصلاً على علاقة طهران باليهود سواء داخل إيران أو خارجها فإيران تحترم الدين اليهودي باعتباره دين سماوي وطبق الإحصائيات التي قامت بها رابطة مكافحة التشهير التي تعتبر من أقوی المنظمات اليهودية غير الحكومية والتي يقع مقرها في نيويورك، نتائج هذه الإحصائيات التي قامت بها هذه الرابطة تشير الى أنه وعلى الرغم من كل التوجه والميول المعادي للصهيونية في ايران فإن الإيرانيون هم أقل شعوب منطقة شرق الأوسط وشمال أفريقيا عداوة لليهود والدين اليهودي.
يؤكد رئيس الإتحاد اليهودي في طهران همايون سامياه نجف آبادي؛ "لا مشكلة لدينا، والحياة سهلة. منذ الثورة، بات مصيرنا أفضل بسبب الإنفتاح على مواضيع الدين والأقليات. الحكومة لا تتسبب لنا بمشاكل و لدينا نائباً في البرلمان ونحن نتمتع بحرية كاملة في أداء الطقوس الدينية والثقافية دون أي مضايقات أو تضييق من أحد". يقول سامياه: "المشاكل بين إيران وإسرائيل لا تؤثر علينا. يهود إيران ايرانيون قبل كل شيء. فهم يعيشون المشاكل الاقتصادية نفسها کسائر مواطنيهم ".
ويؤكد سامياه أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها علاقات جيدة مع اليهود في العالم لأنها تحترم الديانات السماوية والأديان الأخرى واستقبال الجمهورية الإسلامية للحاخامات اليهودية في طهران ولقاء القيادات الإيرانية بها هو خير دليل على موقف القيادة الإيرانية المبني على احترام الأديان وهناک فرق اساسی ما بين الدين اليهودي وأتباعه وما بين الصهيونية وأتباعها من الكيان الإسرائيلي الغاصب و اللوبي الصهيوني في العالم و من يقف خلفهم ويدعمهم.