الوقت - كنا قد أشرنا خلال تقارير سابقة إلى طريقة بناء الوعي لدى الناخب الإيراني ليستطيع الاختيار بين المرشحين المختلفين لرئاسة الجمهورية، وأكدنا على مبدأ انتخاب الأصلح الذي يؤكَد عليه من كافة الأطراف. فالهدف إذاً هو الوصول إلى قناعة لدى الناخب بأن المرشح الفلاني هو الأكثر أهلية وقربا من أفكاره، والأكثر تطابقا مع تطلعاته وأفكاره وتوجهاته، وفي هذا الإطار فإن لقائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي مجموعة توصيات مهمة حول الانتخابات بشكل عام إضافة إلى توصيات لكل من المرشحين والناخبين سنسعى لعرضهم بشكل مبسط في هذا التقرير.
التأكيد على الحضور الملحمي في الانتخابات
لا يخلو خطاب لقائد الثورة حول الانتخابات من مسألتين أساسيتين، الأولى التأكيد على أنه يلعب دور الأب لجميع الأطراف، فيقول: "أنا لا أنظر إلى الأشخاص من مبدأ إصلاحي ومحافظ، بل إن الجميع سواسية لدي، ما يهمني هم الأشخاص أنفسهم وأفكارهم وهمتهم وجهودهم وتطلعاتهم".
وهذه المسألة إنما تعبر عن حقيقة أن قائد الثورة هو الأب الحاضن لجميع الأطياف السياسية الداخلية، وقد تبلور هذا الأمر من خلال رفع الجميع لشعارات القائد ومحاولة التماهي مع توجهاته بأكبر قدر ممكن.
المسألة الأخرى التي يؤكد عليها قائد الثورة، أهمية الحضور الشعبي الملحمي أمام صناديق الاقتراع، والسبب أن هذا الأمر بمثابة رسالة قوية للخارج بشكل عام ولأعداء إيران بشكل خاص، رسالة تؤكد على تمسك الشعب الإيراني بمبادئ الثورة الإسلامية وإيمانه بقدرته على التأثير على مجريات الأمور من خلال انتخاب من يجدهم مناسبين لتولي السلطة ونقل صوته إلى البرلمان وكذلك رئاسة الجمهورية.
وهذه المسألة قد تبلورت بشكل واضح من خلال نسبة المشاركة العالية التي تتمتع بها الانتخابات الإيرانية بكافة أشكالها منذ الثورة إلى اليوم.
مواصفات المرشح الأصلح حسب بيانات قائد الثورة
نكتفي بإيراد جدول موضوعي مستخلص من خطابات القائد خلال السنوات 28 الماضية لتوليه القيادة في الجمهورية الإسلامية فيه مجموعة معايير يؤكد عليها قائد الثورة أنها يجب أن تتواجد في الشخصية الأصلح للانتخاب.
حول البرامج الانتخابية |
مواصفات المرشح الأصلح حسب بيانات قائد الثورة الإسلامية في إيران |
تعداد تكرر العبارة في خطابات القائد |
الاستفادة من أساليب دعائية سالمة |
30 |
|
الامتناع عن الدخول في مهاترات سيئة |
16 |
|
مواصفات ترتبط بشخصية المرشح |
أن يكون ملتزما بالمباني والقيم الإسلامية وقيم الثورة والشعب الإيراني |
28 |
أن يكون مقربا من الناس، ويعتبر نفسه خادما لهم |
20 |
|
معاد للاستكبار، شجاع ومقاوم أمام ضغوطات الأعداء |
19 |
|
مؤمن قوي ومتوكل على الله |
18 |
|
أن يمتلك حياة ومعيشة بسيطة، ولا يتصل بأي من مراكز الثروة والأرستروقراطية |
10 |
|
أمين، نظيف الكف وبعيد عن الفساد |
5 |
|
أن يكون مؤمنا بقدرات الشعب ومهتما بمواقفه |
5 |
|
أن يكون صادقا وصريحا مع الشعب |
2 |
|
مواصفات عملية |
أن يمتلك قدرة فعالة وقوية في إدارة البلاد |
33 |
صاحب همة جهادية لا تعرف التعب |
31 |
|
أن يدرك حاجات الناس والمجتمع، ويتوجع لأوجاع الشعب |
15 |
|
صاحب بصيرة وذكاء، ولديه برنامج وتدبير |
11 |
|
أهل للعدل ومكافحة الظلم |
11 |
|
أن يخطو باتجاه أهداف وطموحات البلاد |
11 |
|
ملتزم بالقانون |
7 |
|
ملتزم بمنهجية الاقتصاد المقاوم، وأن لا يتطلع للخارج لحل المشاكل الداخلية. |
6 |
التوجيهات الخاصة بالمرشحين
أما فيما يخص المرشحين، فيؤكد قائد الثورة على أمور عدة يدعو المرشحين للإلتزام بها، وهنا نشير إلى ما ورد في خطابه الأخير البارحة أثناء تخريج دفعة من الضباط في جامعة الإمام الحسين في طهران. حيث أكد على جملة من الأمور تتلخص بثلاث عناوين: الاقتصاد، العزة والحفاظ على الأمن.
في الموضوع الاقتصادي: أكد على أن يكون المرشحون حازمين بتأكيدهم على الاهتمام بالوضع الاقتصادي والسعي لتحسين معيشة الشعب وأن يكون هذا الأمر على رأس أولوياتهم، مضيفا أن العدو يريد للاقتصاد الإيراني أن يكون ضعيفا وهذا ما يجب مواجهته من خلال الاقتصاد المقاوم.
مسألة العزة والكرامة الوطنية واستقلال إيران: حيث حذر من إضعاف هذا الجانب مؤكدا على المرشحين أن يُظهروا هذا الأمر في برامجهم وخطاباتهم الانتخابية.
الأمن والانسجام الداخلي: حيث طلب قائد الثورة من المرشحين أن يلتفتوا إلى عدم استثارة المشاكل الاثنية والجغرافية واللغوية بين الأقوام الإيرانية المختلفة، وليحذروا من سوء التشخيص والوقوع في أمور تحرك نعرات داخلية تفيد أعداء إيران وتهدم اللحمة الداخلية.
كلها خطوط عريضة يرسمها قائد الثورة دون التدخل في تزكية مرشح على حساب آخر، بل يترك الأمر للشعب وللمرشحين أنفسهم الذين يجهدون على قاعدة "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".