الوقت- سعت السلطات الباكستانية، طوال يوم أمس الجمعة، التأكيد أن سقوط مروحية تابعة للجيش الباكستاني ومقتل عدد من الدبلوماسيين كانوا على متنها في شمال البلاد، نجم عن خلل تقني، نافية بذلك مزاعم حركة "طالبان" الارهابية التي أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط المروحية، التي نتج عنها مقتل سبعة أشخاص بينهم سفيرا النرويج والفليبين، وإصابة عدد آخر بينهم سفراء لبنان ورومانيا وهولندا وجنوب أفريقيا.
وفي بيان صحفي أوضح الجيش أن وفداً من الدبلوماسيين الأجانب كان متوجهاً على متن ثلاث مروحيات عسكرية إلى إقليم جلجت للمشاركة في حفل تدشين مشاريع سياحية، التي أجّلت بسبب الحادث.
وأكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجة أصف، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث نجم عن خلل فني، وليس هناك أي دليل يؤكد من قريب أو بعيد تعرّض المروحية لأي عمل إرهابي، على حد تعبيره. كما شدد وكيل الخارجية، إعزاز شودري، على أن المؤشرات الموجودة والتحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع بسبب خلل تقني، لكن الحكومة تجري تحقيقاً في الحادث، وتدرس إمكانية إسقاطها من قبل المسلحين. غير أن شودري أوضح أن معرفة السبب ليست من الأولويات أمام الحكومة في الوقت الراهن، بل هي تصب اهتمامها الكامل على علاج الجرحى.
وقال "شودري"، في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية، إنه تم العثور على الصندوق الأسود الخاص بالمروحية، وإن تحقيقًا مبدئيًا في أسباب الحادث قد بدأ، وذلك خلال رده على إعلان حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة وأنها كانت تستهدف رئيس الوزراء نواز شريف.
وأضاف وكيل وزارة الخارجية الباكستانية، أن 12 شخصًا قد لقوا حتفهم من بين 19 شخصًا كانوا على متن المروحية، وأن من بين القتلى شخصيات أجنبية إلى جانب الطيار ومساعده وخمسة من أفراد الطاقم.
وأشارت الصحيفة إلى أن سفراء كل من هولندا والنرويج ورومانيا وجنوب أفريقيا، والفلبين، والسويد، ولبنان، وماليزيا، وبولندا، وإندونيسيا، كانوا على متن الطائرة المنكوبة.
ولفتت الصحيفة إلى أن حادث الأمس، كان الحادث الجوي الأكثر مأساوية للسلك الدبلوماسي في إسلام آباد منذ مقتل السفير الأمريكي آرنولد رافيل عام 1988، والذي كان يرافق الرئيس الباكستاني انذاك ضياء الحق، عندما تحطمت الطائرة التي تقلهما من طراز "سي -130" قرب بهاوالبور بإقليم البنجاب الباكستاني.
وفي سياق آخر، نقل الجيش الباكستانى جثتي سفيرين وزوجتي سفيرين آخرين إلى اسلام أباد اليوم السبت بعد يوم من مقتلهم في تحطم طائرة الهليكوبتر في جبال شمالية أثناء تفقد مشروع سياحي. وقتل الى جانب سفيري النرويج والفلبين زوجة كل من سفيري ماليزيا وإندونيسيا عندما تحطمت الطائرة التى كانوا يستقلونها في منطقة جيلجيت. وقتل أيضا ثلاثة من الطاقم الباكستاني للطائرة وأصيب عدة دبلوماسيين آخرين عندما تحطمت الطائرة وهي من طراز إم.أي-17 فوق مدرسة في واد تحيط به الجبال التي تغطي قممها الثلوج، ولم يكن هناك أي أطفال في المدرسة آنذاك. وكان رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف في طريقه إلى منطقة جيلجيت الجبلية في طائرة أخرى وقت وقوع الحادث. وحمل جنود نعوش الجثث التي نقلت بطائرة من الشمال وبثت المراسم على الهواء مباشرة. وأعلنت باكستان يوما من الحداد وأمر شريف وزراء الحكومة بمرافقة جثث الضحايا الأجانب إلى بلدانها. ويحقق فريق عسكري في أسباب تحطم الطائرة.
وذكرت صحيفة "دون" على موقعها الإلكتروني، أن قائد الجيش الجنرال راحيل شريف، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين كانوا في القاعدة في انتظار وصول الجثامين من نالتار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إعداد الترتيبات لإرسال جثامين القتلى من الدبلوماسيين الأجانب إلى بلادهم، منوهة بأن سفير الفلبين دومينجو دي لوسيناريو، وسفير النرويج لايف لارسن، وقرينتي السفيرين الأندونيسي والماليزي، كانوا بين ضحايا حادث الأمس.
وذكرت الصحيفة أن سفير أندونيسيا برهان محمد، في حالة حرجة مصابا بحروق بنسبة 75%، ومن بين الأجانب المصابين السفير البولندي اندريه انانيتش، وقرينته وسفير هولندا مارسيل دي فينك، والمفوض الأعلى الماليزي(السفير) حسرول ساني مجتبار.
وبانتظار التحقيقات النهائية يبني المراقبون على فرضية الخلل الفني كما أعلنت مبدئيا الحكومة الباكستانية، في انتظار معطيات جديدة أو أدلة مناقضة قد يكشفها الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، ولا يختلف أحد على صعوبة الموقف بالنسبة للحكومة الباكستانية خصوصا وأن سفراء عدة دول ركبوا في نفس الطائرة، وهذا لوحده غفوة يوضع تحتها عدة أسطر.