الوقت- في خطوة مفاجئة، أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يوم أمس سلسلة من التعديلات الداخلية والخارجية والتي كان أبرزها تعين خالد بن سلمان بن عبد العزيز (نجل الملك) سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة، وإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، التي كانت قد تم إلغاؤها أو تعديلها أو إيقافها في ظل إجراءات تقشفية، إلى ما كانت عليه. وأيضا صرف راتب شهرين للجنود المشاركين في عمليتي "عاصفة الحزم" و "إعادة الأمل" في اليمن. وأمام هذه التعديلات و خصوصاً الاقتصادية منها يبقى السؤال من أين ستؤمن السعودية ايرادات هذه الأموال؟
و في هذا السياق، اعتبر نائب وزير الاقتصاد السعودي، محمد التويجري، أن اعادة الميزات المالية للموظفين و العسكريين ايجابية، و في الوقت نفسه قال أن العجز السعودية فى الربع الأول بلغ 26 مليار ريال اي ما يقارب 7.6 مليار دولار لا يبشر بالخير.
و في ما يخص الاجراءات التي اتبعتها السعودية من أجل تأمين ايرادات هذه التعديلات الملكية، اعتبرت وكالة إرنست ويونغ أن السعودية قامت بفرض ضرائب مالية انتقائية على سلع أساسية و معينة. و من ضمن هذه الضرائب ضريبة جديدة على المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والتبغ، على اعتبار أن المملكة تعطي أولوية لمكافحة هذه السلع.
و تابعت الوكالة الدولية أن هناك خططاً للتوسع في الضريبة لتشمل المنتجات الفاخرة، والملابس الحريرية والأكلات الفاخرة والساعات والأحجار الكريمة والأثاث.
وأكدت مصادر أخرى، أن الضريبة الانتقائية، لن تحل محل ضريبة القيمة المضافة، فسيتم تطبيق الضريبة الانتقائية الإضافية على سعر البيع النهائي للسلعة إلى المستهلك بالشكل المدون على السلعة من قِبل المستورد أو المُصنّع بنسب بين 50% و100%، مما يعني أن الضريبتين ستطبقان مع بعضهما.
و في وقت سابق، أعلن مدير إدارة الضريبة الانتقائية في الهيئة العامة للزكاة والدخل "خلاد خريص"، إن الضريبة الانتقائية تهدف لأكثر من تحصيل المال، كما أن النظام حدد عقوبات رادعة لكل محاولات الغش، ولمن يخالف أو يتلاعب في تسديد الضرائب المستحقة، كما أن هناك ترتيبات وإجراءات تحكم الفترة الانتقالية للتطبيق.
وأضاف في مؤتمر صحفي قبل نحو أسبوعين: "تشمل الضريبة التبغ ومشتقاته وأي مشروبات تحتوي على الغاز باستثناء المياه الغازية، كما تشمل المُركّزات والمساحيق والجل والمستخلصات التي يمكن تحويلها إلى مشروبات غازية، بينما تشمل مشروبات الطاقة المشروبات التي تحتوي على مواد منبهة.
وتثير إجراءات السعودية الأخيرة مخاوف الكثيرين لا سيما ممن طالتهم الضرائب (300 شركة تبغ سعودية أعلنت امتعاظها من الضرائب) و أعلنوا احتمال الاستغناء عن أعداد كبيرة من العمال الأجانب و فرض اجراءات أخرى تعوض لهم الخسائر الفادحة التي منيوا بها.
هذ و قد بلغ العجز الاقتصادي في السعودية 98 مليار دولار أمريكي عام 2015، و استمر العجز في عام 2016 الى أن بلغ 130 مليار دولار، حيث اضطرت السعودية أمام هذا الوضع الى سحب ما يزيد عن 80 مليار دولار من احتياطاتها بالعملات الأجنبية خلال الأعوام الماضية. و يعود هذا العجز بحسب المحللين الى العدوان و الحرب العسكرية التي بدأتها الرياض ضد اليمن في مارس/ آذار 2015 بالإضافة إلى تدخلها في النزاع السوري والمساعدات الضخمة التي قدمتها لمصر وكذلك المبالغ الضخمة التي تصرفها من أجل التسلح.