الوقت- فيما تواصل القوات العراقية معركتها لتطهير الجانب الأيمن للموصل من إرهاب تنظيم داعش، قامت طائرات جوية عراقية بإخطار سكان الجانب الأيمن عن طريق إلقاء منشورات، أوصت فيها المدنيين بالبقاء في المنازل والإبتعاد عن مواقع داعش المعروفة.
يذكر أن بغداد دفعت قواتها للتقدم بحذر في معركة تحرير الموصل تحسبا من وقوع ضحايا من المدنيين، لاسيما وأن عناصر داعش الارهابي يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.
وكانت قد أبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية لما يتراوح بين 750 و800 ألف شخص من المدنيين العراقيين في المناطق التي لازالت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش غربي الموصل.
وطبقا لهذا أرسلت القوات العراقية طائراتها لإلقاء مئات الآلاف من المنشورات ليلة الثلاثاء، تتضمن تعليمات وتوصيات للمواطنين بالبقاء في المنازل والإبتعاد عن مواقع داعش المعروفة مثل المقرات ونقاط التفتيش ومواقع المدفعية والثكنات حيث أنها ستكون أهدافا للطائرات العراقية، كذلك حذّرت السكان بالإبتعاد عن الأجسام الغريبة والعبوات المتفجرة.
وبهذا تكون القوات العراقية قد منحت المدنيين فرصة للهروب من الجانب الأيمن للموصل أو الإبتعاد عن مراكز داعش فيه، حيث أكد مصدر عسكري عراقي أن القصف الجوي سيستهدف عصابات داعش فقط وليس المدنيين.
ومعركة تحرير الموصل مرّت بعدّة مراحل، منذ انطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2016، إلى السيطرة على شرق المدينة وصولا إلى الإعلان يوم 19 فبراير/شباط 2017 عن انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الشطر الغربي منها.
وانطلقت العملية بمشاركة قوات الجيش العراقي من المحور الشمالي، والشرطة الاتحادية من المحور الجنوبي، والحشد الشعبي من الغرب.
وبدأ التحرير الحقيقي للمدينة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بعد أن تمكن الجيش العراقي من الدخول لأول مرة إلى الموصل منذ سيطرة تنظيم داعش عليها.
وفي الآونة الأخيرة وعلى وجه الخصوص في 19 فبراير/شباط 2017، انطلقت عملية استعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل، لاسيما بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إطلاق المرحلة الثالثة من "معركة قادمون يا نينوى" لاستعادة غرب المدينة.
ويعيش نحو 750 ألف مدني في حالة خطر شديد غربي الموصل، ويمنعهم تنظيم داعش الارهابي من مغادرة المنطقة متّهما كل من يفرّ من نيران المعركة بالخيانة ليقوم بناءا على هذا الإتهام بإعدام كل من يحاول النجاة بنفسه.
وبحسب الأمم المتحدة نزح خمسين ألف مدني من غربي الموصل منذ بدأت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي في 19 فبراير/شباط الماضي هجوما لاستعادة الأحياء الغربية من داعش، وقام الجيش العراقي بنقل غالبية النازحين إلى مخيمات في مناطق بينها الخازر وحمام العليل بمحافظة نينوى، وأخرى في إقليم كردستان العراق- فيعانون بسبب شح المساعدات، وتدهور الخدمات في تلك المخيمات.
في سياق آخر كشف مسؤول كردي لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية معلومات حول الطريقة التي فرّ بها زعيم داعش أبوبكر البغدادي من الموصل.
وبحسب رئيس ديوان رئاسة منطقة كردستان العراق "فؤاد حسين": إن البغدادي فر من الموصل قبل شهرين عندما تم فتح الطريق المؤدي إلى الغرب بشكل سريع بعد هجوم شرس نفذه مسلحو التنظيم.
وتابع المسؤول الكردي للصحيفة البريطانية: استخدم داعش 17 سيارة مفخخة من الموصل وبعض من وحداته في سورية لكشف الطريق التي تقود إلى خارج الموصل.
وجاءت عملية تهريب البغدادي بحسب المسؤول الكردي بعد تحرير الجانب الشرقي من الموصل، وبعد انطلاق عملية تحرير الجانب الغربي المستمرة حاليا والتي بدأت في الـ 19 من الشهر الماضي.
وأشارت الصحيفة الى أن يكون البغدادي قد هرب عبر الطريق المؤدي إلى الغرب، وذلك عبر أراض كان عناصر الحشد الشعبي يسيطرون عليها قبل انسحابهم، ما أتاح للتنظيم إتمام عملية التهريب.
بناءا على ماورد ستتحول سياسة داعش بعد أن يخسر دولته المزعومة على أيدي الجيشين السوري والعراقي إلى أسلوب حرب العصابات، وسيقومون بشن هجمات إرهابية مكثّفة.
يذكر أن رفع علم إقليم كردستان في كركوك قد أثار جدلا واسعا والكثير من ردود الفعل داخل العراق وخارجه، حيث استنكر البرلمان بأغلبية أعضائة الخطوة التي قام بها مجلس محافظة مدينة كركوك والمتمثلة برفع علم كردستان العراق على المؤسسات والدوائر الحكومية إلى جانب العلم العراقي.