الوقت - التطور الهائل الذي بلغته صناعة الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى أرغم الكثير من الخبراء والمتخصصين الإسرائيليين في صناعة الصواريخ على الاعتراف بهذا الإنجاز الكبير، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الصواريخ الإيرانية الباليستية قادرة على ضرب وتدمير أهداف في العمق الإسرائيلي وبدقة متناهية.
ومن هؤلاء الخبراء هو المهندس في صناعة الصواريخ الضابط في الجيش الإسرائيلي "عوزي روبين" الذي يعد من أشهر المتخصصين في هذا المجال على مستوى العالم والشرق الأوسط على وجه الخصوص.
وشغل روبين منصب المدير العام للبرنامج الصاروخي الإسرائيلي بين عامي 1991 و 1999، ومنذ ذلك الوقت وهو يبدى اهتماماً خاصاً بصناعة الصواريخ الإيرانية، وله مقالات وتحليلات مختلفة في هذا المجال.
فقبل نحو عام ونصف العام وتحديداً في 17 تموز/يوليو 2015 ألقى روبين محاضرة في واشنطن أمام جمع من الخبراء والضباط الأمريكيين في مجالي الصواريخ والأسلحة النووية أكد فيها إن إيران تمكنت من صناعة الكثير من الصواريخ الباليستية المتطورة جداً ومن بينها صاروخ "فاتح 110" الذي يتميز بالدقة في تدمير أهداف كبيرة جداً سواء في العمق الإسرائيلي أو في القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة ومن بينها الأسطول الأمريكي الخامس.
ويتميز صاروخ "فاتح" بأنه يشتغل بوقود صلب ومركب ومزود بمجسات متطورة، وقد اجتاز الاختبارات التي أجريت عليه بنجاح من خلال إصابته للأهداف بدقة من زوايا مختلفة بواسطة منظومة محلية الصنع.
وأشار روبين إلى أن إيران زوّدت سوريا وحزب الله بأنواع من بهذه الصواريخ والتي يمكن استخدامها ضد "إسرائيل" في أي مواجهة محتملة.
وأكد هذا الخبير الإسرائيلي على أن إيران نجحت بصناعة أنواع كثيرة من الصواريخ الباليستية وبأعداد هائلة جداً، معرباً عن اعتقاده بأن طهران قد تمكنت من تصدير أنواع متعددة من هذه الصواريخ إلى دول أخرى.
وأشار روبين بوجه خاص إلى الصواريخ الباليستية التي تصنعها قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران والتي أكد أيضاً أنها تتميز بالدقة والقدرة الهائلة في تدمير أهدافها ومن بينها صواريخ "الفجر 5" التي تشبه إلى حد بعيد صواريخ "GLMRS" الأمريكية الصنع من حيث الدقة والقوة التدميرية.
وشدد روبين على إيران بدأت ومنذ سنوات في صناعة الصواريخ الباليستية التي يتراوح مداها بين 2000 و3000 كيلو متر وعلى نطاق واسع ومتطور وباتت الآن إحدى القوى العالمية المتقدمة في هذا المجال.
وأكد روبين بأنّ إيران قد نجحت في تحقيق قفزة نوعية عندما أعلنت في تشرين الثاني 2007 عن امتلاكها لصاروخ باليستي متعدد المراحل ويعمل بالوقود الصلب، وهو معروف باسم "عاشوراء" ويزيد مداه على 2000 كيلومتر، فيما رجحت مصادر غربية أن يصل هذا المدى إلى 2400 كلم.
وأشار خبير الصواريخ الإسرائيلي إلى أن إيران ليست بحاجة للسلاح النووي لأنها قادرة على الدفاع عن نفسها بواسطة صواريخها البعيدة المدى وباقي الأسلحة المتطورة التي تملكها والتي رفعت من مستوى قدرتها على الردع بشكل كبير جداً خلال السنوات الأخيرة.
كما لفت هذا الخبير المعروف إلى أن إيران تمكنت أيضاً من صناعة صواريخ تحاكي صواريخ "كروز" من حيث الدقة والقدرة على تدمير الأهداف وبوقت قياسي، مذعناً بأنه يرفع القبعة احتراماً للمهندسين الإيرانيين الذين تمكنوا من صناعة وإنتاج هذه الصواريخ المتعددة من حيث النوعية والكثيرة من حيث العدد.
كما لفت روبين إلى قدرة إيران على صناعة أنواع من الطائرات الحربية رغم الحظر الذي فرض عليها على خلفية أزمتها النووية مع الغرب، بالإضافة إلى نجاحها في إطلاق أقمار اصطناعية متعددة الأغراض، معرباً عن اعتقاده بأن هذا التقدم العلمي والتقني في صناعة الصواريخ والمعدات "الجو- فضائية" سيحقق قفزات نوعية أخرى في السنوات القادمة.