الوقت- شهد اليوم الأول للجولة الثالثة من مفاوضات أستانة بشأن تسوية الأزمة السورية، تَغيب وفد المعارضة السورية المسلحة، لتكشف وزارة الخارجية الكازاخية في اليوم الثاني عن أن وفدا يمثل المعارضة السورية المسلحة سيصل أستانا مساء الأربعاء للالتحاق بالمحادثات الجارية حول سوريا، ما يفتح الباب للتساؤل حول مدى جدية وفد المعارضة السورية بالتعاطي مع هذه المفاوضات؟ وهل تركيا الضامن الأساسي للمعارضة جادة بالفعل بإنجاح مفاوضات أستانة؟!.
ولم يوقف غياب المعارضة عن اليوم الأول من لقاءات أستانة مسير المفاوضات وجدول الأعمال المتفق عليه، لكنه لايصب في مصلحة المعارضة بالدرجة الأولى، ويقوض المساعي الرامية لإيجاد حل للصراع الدائر في سوريا والذي أكمل في الأمس عامه السابع، كما أنه يسقط آخر ورقة توت للسياسة التركية ويظهر عدم جديتها في وقف نزيف الدم السوري.
تركيا الراغبة في تعطيل مسار الحل، تنتظر بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور في الشمال السوري، لكن مسار الأحداث لايخدم مصالحها، خاصة بعد الحديث الروسي عن أن أجندة الاجتماعات تتضمن نقاطاً عديدة لا يؤثر فيها غياب الجانب المعارض.
وهذا ما أكد عليه مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة، بشار الجعفري، والذي يترأس وفد الحكومة السوري في مفاوضات أستانة، موضحاً أن هناك إمكانية لتحقيق تقدم في المحادثات في غياب وفد المعارضة، مندداً بغيابهم عن المفاوضات.
وقال الجعفري "نحن حريصون كل الحرص على إنجاح مسار أستانة،سواء حضرت الفصائل المسلحة أم لا". وأضاف أن "عدم حضور الفصائل المسلحة إلى استانة يظهر العورة السياسية لها".
وأشار الجعفري إلى أن الوفد الحكومي لم يحضر إلى أستانة للقاء وفد الفصائل المسلحة، بل "لنلتقي بضامنين هما إيران وروسيا"، وأكد أن "عدم حضور الفصائل المسلحة يخدم وجهة نظر الحكومة السورية". وتابع الجعفري بالقول "عندما يخلّ أحد الضامنين بالتزاماته، وأعني بذلك تركيا، فهي من يجب أن يسأل عن حضور هذه المجموعات".
ونوه الجعفري إلى أن "موضوع فصل المعارضة عن الارهابيين" سيتصدر الجولة الثالثة من محادثات أستانة.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحجج التي قدمتها المعارضة لعدم حضور الاجتماعات "غير مقنعة"، وأشار إلى إن وزارة الدفاع الروسية تتواصل مع زعماء المعارضة الذين قاطعو أستانة.
وبررت المعارضة السورية المسلحة عدم حضورها إلى أستانة، عن طريق الناطق باسم وفد الفصائل المعارضة أسامة أبو زيد، الذي صرح الاثنين بالقول "قررت الفصائل عدم المشاركة في محادثات أستانا"، بسبب "عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف اطلاق النار".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء إن المفاوضات "معقدة حقا بسبب اختلافات كبيرة في أساليب مختلف البلدان".
وبالحديث عن اليوم الأول من محادثات أستانا، فقد عقد اجتماع تشاوري بين الوفدين الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الخاص إلى سوريا، الكسندر لافرينتيف، والوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية حسين جابري أنصاري. ولفت لافرينتيف إلى أن تحديد مناطق انتشار تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" سيكون إحدى أهم المسائل التى تبحث في الاجتماعات.
ونقلت عنه وكالة " نوفوستي" الروسية قوله بأن "الشركاء في إيران والأردن يدعموننا في هذه النقطة". وأضاف أن "اجتماع أستانة يتواصل ويتقدم إلى الأمام، بغض النظر عن وجود أو غياب ممثلي المعارضة المسلحة".
وفي حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية يوم الثلاثاء قال لافرينتيف، "سنسلم اقتراحاتنا، إنها تتعلق، بما في ذلك، بإنشاء لجنة دستورية".
وأضاف أن الوفد الروسي أجرى مباحثات بناءة إلى حد كبير مع وفد الحكومة السورية وبحث معه قضايا سياسية، بما في ذلك إنشاء اللجنة الدستورية، مشيرا إلى أن مناقشة مسألة اللجنة الدستورية في إطار "أستانا-3" ستستمر.
وأوضح لافرينتيف أن موسكو لم تتلق أي توضيحات بشأن اعتراضات المعارضة السورية المسلحة، معتبرا ذريعة"زيادة العنف" وهمية وعارية عن الصحة.
وفي سياق الحديث عن جديد مفاوضات أستانة ما كشفته لنا الخارجية الكازاخستانية عن أن وفدا يمثل المعارضة السورية المسلحة في الشمال والجنوب سيصل أستانا مساء الأربعاء، للالتحاق بالمحادثات الجارية حول سوريا، بعد مقاطعة جلسة افتتاحها يوم الثلاثاء.
وقال مدير دائرة آسيا وإفريقيا في الخارجية الكازاخستانية، آيدار بيك توماتوف،لوكالة "سبوتنيك" الروسية، يوم الأربعاء 15 مارس/أذار: "اليوم مساء، يصل إلى أستانا 7 ممثلين عن الجبهتين الجنوبية والشمالية للمشاركة في المحادثات في المجال العسكري حصرا".
وذكرت مصادر في اللجنة العليا للمفاوضات " أن مجموعة صغيرة ما بين ستة وسبعة أشخاص من الفصائل المسلحة في الشمال والجنوب يمكن أن تصل مساء يوم الأربعاء إلى أستانة للمشاركة في المحادثات".
وقالت مصادر روسية رفيعة المستوى أن محادثات أستانا 3 ستمدد ليوم واحد نظرا لوصول وفد المعارضة مساء الأربعاء إلى أستانة، إلا أن قراراً نهائيا بهذا الخصوص لم يتخذ بعد.