الوقت - نشرت وكالة "رويترز" للأنباء تقريراً تطرقت فيه إلى تصريحات ومواقف الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" ضد إيران، معربة عن اعتقادها بأن هذه التصريحات والمواقف ستعود بالضرر على ترامب نفسه.
وأشار تقرير رويترز إلى بعض الشعارات التي أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية والتي قال فيها إن سلفه "باراك أوباما" تعامل مع إيران بشيء من الليونة، وهدد في وقتها بتمزيق الاتفاق النووي مع طهران في حال فوزه في الانتخابات.
وألمح التقرير أيضاً إلى مزاعم ترامب بعد دخوله البيت الأبيض بأن إيران هي الراعية الأولى للإرهاب في العالم، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه وكالة "فوکس نیوز" بعد إجراء طهران لتجربة إطلاق صاروخ باليستي قبل نحو أسبوعين. كما أشار إلى فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على 25 شخصية وشركة إيرانية وخارجية لها علاقة بالملف النووي أو البرنامج الصاروخي الإيراني.
واعتبرت "رويترز" هذه التصريحات والإجراءات بأنها ستضطر طهران إلى اتخاذ ردود فعل شديدة ضد واشنطن، الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر بسياسات ترامب في الشرق الأوسط لاسيّما فيما يتعلق بالعراق وسوريا باعتبار أن إيران تعد لاعباً أساسياً في الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب في هذين البلدين وفي عموم المنطقة.
من جانبه أكد موقع "فیسکال تايمز" في تقرير له بأن مواقف ترامب المعادية لإيران سوف لن تجلب النفع لأمريكا، وقد تلحق أضراراً بالغة بسياستها في المنطقة والعالم.
وأشار الموقع إلى أن تهديد ترامب ومستشاريه بتمزيق الاتفاق النووي أو التحرك باتجاه تغيير بعض بنوده سوف لن يلقى آذاناً صاغية باعتباره يتعارض تماماً مع روح الاتفاق الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي وأكد على ضرورة تنفيذه، كما يتنافى مع تعهدات الأطراف الأخرى التي وقعت الاتفاق في إطار السداسية الدولية "روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا"، منوّها إلى أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغريني" كانت قد أوضحت في وقت سابق بأنها ستتابع بنفسها تنفيذ بنود الاتفاق باعتبارها منسقة اللجنة المشتركة لهذا الاتفاق.
في هذا السياق أكد وزير الخارجية الفرنسي "جان مارك ايرولت" خلال زيارته إلى طهران الأسبوع الماضي على أن الاتحاد الأوروبي يعتمد استراتيجية موحدة لصيانة إنجازات الاتفاق النووي وضرورة تنفيذ بنوده بصورة كاملة باعتباره اتفاقاً دولياً، فيما شدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الحقوقية والدولية "عباس عراقجي" ونظيره الروسي "سيرغي ريابكوف" لدى اجتماعهما في موسكو قبل عدّة أيام على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق حتى المرحلة النهائية باعتباره عاملاً مهماً للثبات على صعيد العلاقات الدولية.
وأعربت صحيفة "فیسکال تايمز" الأمريكية عن اعتقادها بأن سياسة ترامب تجاه برنامج إيران الصاروخي ستفشل كما فشلت سياسة سلفه أوباما لأن التجارب التي تجريها إيران في هذا المجال لا تتعارض مع الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن الذي أجاز هذه التجارب شريطة أن لا تكون الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما التزمت به إيران وليس ثمة دليل على نقضها لتعهداتها في هذا المضمار، ناهيك عن أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تؤكد بأن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي، وبرنامجها الصاروخي لا يشكل خرقاً له.
ويعتقد المراقبون بأن تهديد ترامب ومساعديه ومستشاريه لإيران سواء فيما يتعلق بالاتفاق النووي أو البرنامج الصاروخي تعبر عن مقامرة وقصر نظر، ولابد لهم من إعادة حساباتهم والاستفادة من التجارب السابقة خصوصاً وإن حكومة الرئيس السابق "أوباما" قد جربت شتى السبل لثني إيران عن حقها الطبيعي في الاستفادة السلمية من التقنية النووية لكنها لم تفلح، كما إن طهران لا يمكنها أن تتنازل عن هذا الحق الذي أقرته المعاهدات الدولية وفي مقدمتها معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) وقد صبرت من أجله طويلاً وتحملت شتى أنواع الضغوظ لكنها لم تستلم أبداً، وهذا ما أكدته أيضاً صحيفة "ميدل ايست" قبل يومين في مقال بأن ترامب يقوم بتهديدات لفظية ضد إيران بينما يداه عاجزتان عن فعل أي شيء لترجمة هذه التهديدات على أرض الواقع.