الوقت- بعد المجازر الشنيعة التي ارتكبها عناصر تنظيم "داعش" الارهابي في عدد من مناطق محافظة الانبار في العراق والتي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء ناشد شيوخ عشائر المحافظة قوات الحشد الشعبي بالتدخل لإنقاذهم من هذه العصابات .
ودعا شيوخ عشائر البوغانم في بيان الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية الى الإسراع لإغاثتهم من انتهاكات "داعش" الارهابية من قتل ومحاصرة للمدنيين وتهجير للآلاف من أهالي المنطقة قسراً بعد وقوع المجازر .
وقد أعلن رئيس منظمة بدر هادي العامري استعداده للمشاركة في إنقاذ الانبار من عصابات "داعش" رغم الضغوط الكبيرة التي تمارسها الادارة الامريكية على رئيس الوزراء حيدر العبادي لمنعه من إرسال قوات الحشد الى هذه المحافظة، حيث تعتبر واشنطن الحشد بأنه يمثل خطاً أحمر يتعارض مع سياستها الرامية الى تمزيق العراق على يد عصابات "داعش ".
وترى امريكا في الحشد الشعبي بأنه يمثل خطراً على مصالحها اللامشروعة في العراق وفي عموم المنطقة وذلك بعد أن شاهدت بأم عينيها كيف استطاعت قوات الحشد الشعبي التي لبت نداء المرجعية الدينية في النجف الاشرف من تحقيق انتصارات باهرة على عصابات "داعش" الاجرامية في كثير من المناطق التي كانت تحتلها عناصر هذا التنظيم والتي كان آخرها في مدينة تكريت أحد المعاقل الرئيسية لهذا التنظيم الارهابي .
وتسعى الادارة الامريكية بكل جهدها الى منع الحشد الشعبي من تحقيق النصر الكامل على عصابات "داعش" وفلول حزب البعث المنحل وباقي الجماعات الارهابية لأنها تعلم جيداً أن ذلك سيسحب البساط من تحت أرجلها ويبطل ذرائعها للبقاء في العراق بحجة محاربة الارهاب، ولهذا سعت بشتى الوسائل إلي دعم الجماعات الارهابية وأمدتها بالمال والسلاح لتنفيذ مؤامراتها في هذا البلد وفي عموم المنطقة وبدعم من الانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة وفي مقدمتها النظام السعودي الذي يواصل عدوانه الغاشم على اليمن منذ اكثر من ثلاثة اسابيع والذي أدى حتى الآن الى مقتل وجرح الآلاف من المدنيين الابرياء وتدمير البنى التحتية لهذا البلد .
ويعتقد المراقبون أن بعض الشخصيات السياسية والعشائرية المحسوبة على الانبار شاركت في تقديم الدعم لتنظيم "داعش" وتمكينه من دخول مدنها وقراها لتحقيق مكاسب سياسية وقبلية رخيصة على حساب ارواح ودماء ابناء هذه المناطق .
كما يعتقد المراقبون ان الادارة الامريكية تعمل في الخفاء لدعم "داعش" والموالين له في الانبار لتنفيذ مخططها الرامي الى تقسيم العراق والهيمنة على مقدراته خدمة للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة .
وتجدر الاشارة الى ان دخول عصابات "داعش" الاجرامية الى محافظة الانبار تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى واشنطن والتي طالب فيها الادارة الامريكية وشخص الرئيس باراك اوباما بتسليم بلاده الاسلحة التي دفع ثمنها منذ مدة طويلة لمواجهة عصابات داعش والتي امتنعت واشنطن من تسليمها حتى الآن رغم الاتفاق الامني الموقع بين البلدين. كما طالب العبادي باتخاذ إجراءات حازمة لوقف تدفق الارهابيين المسلحين الأجانب الى بلده وبدعم دولي لوقف تهريب النفط والآثار من العراق الى الخارج من قبل الجماعات الارهابية .
وكانت واشنطن قد رفضت تسليم العراق ۳۴ مقاتلة من طراز أف ۱۶ إضافة الى طائرات عمودية من نوع أباتشي ورادارات واسلحة استراتيجية اخرى، إضافة الى ان أمريكا متهمة بدعم الجماعات الارهابية في العراق من خلال إنزال طائراتها اسلحة ومعدات وذخيرة وأغذية الى هذه الجماعات وهذا ما أكده عدد من المسؤوليين العراقيين وأشاروا الى وجود صور واشرطة فيديو توثق ذلك .
ويرى المراقبون أن الادارة الامريكية هي الآن بصدد تنفيذ مؤامرة متعددة الجوانب ضد الشعب العراقي من خلال العزف على وتر الطائفية لتنفيذ مشروعها الذي طرحه نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث مناطق (شيعية وسنية وكردية)، معربين عن اعتقادهم بأن هذا المشروع سيفشل ويتحطم كما في السابق على صخرة الوعي العراقي وحكمة مرجعيته الدينية التي تمكنت من إجهاض جميع المؤامرات التي حاكتها واشنطن وحلفاؤها ضد الشعب العراقي. وقد تجلت حكمة المرجعية بوضوح في فتواها الشهيرة التي أطلقتها للتصدي للجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم "داعش" حيث استجاب الشعب العراقي بكل طوائفه لهذه الفتوى وتشكلت على اثرها كتائب وفصائل الحشد الشعبي التي لعبت دوراً كبيراً بالتنسيق مع القوات الامنية العراقية في تحقيق الانتصارات الساحقة التي أذهلت العالم على التنظيمات الارهابية وخصوصا "داعش" الذي اعترف الكثير من المسؤولين الامريكيين بأن بلادهم هي التي أوجدته ومن بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون .