الوقت- في حلقة جديدة من مسلسل جرائمها المتواصلة بحق الشعب اليمني، استهدفت قوات العدوان السعودي من جديد مدرسة الفلاح الابتدائية في مديرة نهم شمالي اليمن، مما أدى للإستشهاد 8 أطفال وإصابة 15 طفلاً أخرين بجروح متفاوتة، في وقت تؤكد فيه الاحصائيات الرسمية والدولية أن الطيران السعودي استهدف أكثر من قرابة الألف مدرسة منذ بدء العدوان أي قبل قرابة 20 شهراً.
وفي تفاصيل المجزرة السعودية الأخيرة، فقد أكدت وسائل اعلام يمنية أن طيران العدوان قصف مدرسة الفلاح التي تقع على بعد نحو 53 كيلومترا شمال غربي العاصمة صنعاء، مشيرة الى أن ثمانية أطفال قتلوا، وأن 15 طفلا آخر أصيبوا إصابات بالغة، و استشهاد معلم كحصيلة أولية في جريمة لم تكن الأولى من نوعها والتي تستهدف قطاع التعليم في اليمن.
وتشير تقارير منظمات مدنية مستقلة، استهدف طيران العدوان أكثر من 800 مدرسة وأكثر من 120 منشئة تعليمية جامعية، خلال 600 يوم من بداية عدوانه في 26 مارس2015م أغلبها دمر تدميرا كليا، كما استشهد عشرات المعلين والطلاب.
الأمم المتحدة: 2 مليون طفل يمني خارج النظام التعليمي
وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد أصبحت أكثر من 1600 مدرسة غير قابلة للاستخدام بسبب ما تعرضت له من تدمير، ووجود عدد من النازحين بها، في حين يبلغ عدد الأطفال ممن في سن التعليم ولا يذهبون إلى المدارس في اليمن مليوني طفل، بينما تشير بيانات الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن مالايقل عن 40% من الأطفال في اليمن لا يذهبون إلى المدارس حالياً بسبب العدوان السعودي.
كما تؤكد وزارة التربية والتعليم في اليمن أن كثر من 1000 مدرسة باتت خارج الخدمة: فثمة 254 مدرسة مدمَّرة كلياً، و 608 مدارس مدمَّرة جزئياً، و 421 مدرسة تُستخدم كملاجئ للأشخاص النازحين داخلياً نتيجةً للنزاع، ما أدى الى تدمير كلي وجزئي بكلفة اجمالية تقدر بمليارات الدولارات ، حيث كشفت تقارير حديثة صادرة عن وزارة التربية والتعليم عن تعرض 296 منشأة تعليمية الى تدمير كلي و778 تدمير جزئي بكلفة تتجاوز مئات الملايين من الدولارات، كما تم اغلاق 1621 مدرسة الامر الذي أدى الى جعل أكثر من مليون طفل يمني بدون تعليم.
أما الاحصائيات الخاصة بمؤسسات التعليم الفني والمهني في اليمن، فتؤكد أن 45 مؤسسة فنية ومهنية وكلية في مختلف المحافظات تم استهدافها بصورة مباشرة من قبل العدوان السعودي ، واوضح التقرير الصادر عن الوزارة أن اليمن خسرت ما يقارب من 6000 مليون دولار جراء استهداف طيران العدوان السعودي بصورة مباشرة هذه المؤسسات التعليمية والتدريبية والتي ادت إلى تدمير كلي لمكوناتها وتجهيزاتها وكذا الحاق اضرار جسيمة بالمباني المجاورة وتوقف العملية التعليمية في عدد من المعاهد المهنية والتقنية في بعض المحافظات.
وعلى الرغم من وجد قرار من مجلس الأمن يحمل الرقم 2225 الخاص بالأطفال في النزاع المسلح، والذي يدعو إلى "احترام الطابع المدني للمدارس" الا أن السعودية، وكغيره منالقرارت الدولية التي تطالب بوقف اجرامها في اليمن، ضربت به عرض الحائط وواصلت تدمير المدارس تحت ذرائع باتت مكشوفة للجميع.
العفو الدولية: السعودية تتقصد تدمير المدارس اليمنية
استهداف الطائرات السعودية للمدارس اليمنية تم توثيقه دولياُ، حيث اتهمت منظمة العفو الدولية في عدة تقارير متعاقبة التحالف الذي تقوده السعودية بقصف المدارس في اليمن وحرمان آلاف الأطفال من التعليم في خرق للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وطالبت المنظمة الدولية "كل الدول التي تدعم التحالف الذي تقوده السعودية، ومن بينها أمريكا وبريطانيا بوقف إمدادات وصفقات الأسلحة التي تستخدم في خرق القانون الدولي".
وكانت المنظمة ذاتها أكدت في تقرير حمل عنوان "أطفالنا يقصفون"، صدر قبل أشهر أن بعض المدارس اليمنية تعرضت للقصف أكثر من مرة في إشارة إلى أنها مستهدفة عن قصد، لافتة الى أن تحقيقاتها أكدت أن المدارس التي استهدفتها السعودية لم تستخدم في أغراض عسكرية، مما يوحي بأن السعودية تتعمد تدمير المنشآت التعليمة في اليمن.
تقرير جديد لليونيسف: عام 2016 كان قاسياً على أطفال اليمن
وبينما الطائرات السعودية تواصل مساعيها لتدمير جيل كامل من أطفال اليمن تعليما، لم يكن الواقع الخدمي وحتى الأمن الغذائي أفضل حالاً في ظل الحصار السعودي المفروض، اذ أكدت ممثل منظمة اليونيسف في اليمن، ميريتشل ريلانو، أن عام 2016 كان قاسياً بكل المقايس على أطفال اليمن نتيجة العدوان السعودي المتواصل منذ قرابة 21 شهراً.
وكشفت ريلانو في مؤتمر صحفي عقدته بتاريخ 11 كانون الثاني 2017، بصنعاء، ارتفاع معدلات سوء التغذية، حيث يعاني مليون و 700 ألف طفل تحت سن الخامسة سوء التغذية المتوسط فيما يعاني 462 ألف طفل من سوء التغذية الوخيم، كما يحتاج 7 ملايين و400 ألف طفل لرعاية صحية ويتعذر حصول 14 مليوناً و400 ألف شخص على مياه شرب آمنة.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن المنظمة زودت أربعة ملايين و500 ألف شخص بمياه الشرب وخدمات الصرف الصحي المحسنة، واستفاد مليون و 400 ألف شخص بأمانة العاصمة من تشغيل محطة معالجة مخلفات المياه.
وفي قطاع التعليم زودت المنظمة ما يقارب من 800 ألف طفل متضرر بالمستلزمات الدراسية و قامت بترميم 400 مدرسة وتدريب أربعة آلاف معلم في مجال الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الطلاب على التأقلم مع فضائع وأهوال الحرب، فيما تلقى ما يزيد عن 487 ألف طفل دعما نفسيا واجتماعيا لمساعدتهم على تجاوز التبعات المتوسطة وطويلة الأجل الناجمة عن الصراع، وشارك ما يزيد عن مليون طفل وأفراد من المجتمع في جلسات لتعزيز معرفتهم بمخاطر الألغام والذخائر التى لم تنفجر.
اذا وبعد أكثر من 600 يوم من العدوان السعودي على اليمن، بدى واضحاً ومن خلال ما نشر من احصائيات رسمية أن الحرب التي تشنها الرياض وتحالفها لها اهداف أخرى أكبر ربما من الاهداف السياسية (والتي فشلت بطبيعة الحال) والتي عادة ما يجرى تسليط الضوء عليها ونسيان الجريمة الكبرى التي تقترفها السعودية بحق أطفال اليمن ومستقبله قبل أي شيء أخر.