الوقت- نشرت وسائل الإعلام الامريكية في تشرين الأول 2016 تقارير حول مخاوف من إمكانية حصول إختراقات إلكترونية لأجهزة وهواتف الموظفين الديمقراطيين في أمريكا وتحدثوا عن عمل المحققين على تفحصها لمعرفة ما إذا كانت مخترقة. وإذا كانت كذلك، قد يكون ذلك جزءاً من حادثة القرصنة السابقة لبريد اللجنة الديمقراطية الالكتروني والتي يعتقدون أيضاً أن الحكومة الروسية تقف وراءها.
وقال آنذاك مدير الإستخبارات المركزية جون برنيان: "السيد بوتين كان عدائياً جداً على جبهة السياسة الخارجية، ولكنه يبدو عدائي جداً في المجال الالكتروني أيضاً ونعرف أن الروس ناشطون جداً على هذا الصعيد" في إشارة منه لما يتداول حوله في موضوع إختراق الروس للإنتخابات الأمريكية.
الـ"CIA" تؤكد وأوباما يهدد
واليوم وبعد شهرين تقريباً من بدء التداول في المسألة يبدو أن وكالة الإستخبارات المركزية وصلت إلى شيء ما فقد تحدث الرئيس أوباما عن الموضوع في اليومين الأخيرين مهدداً ومتوعداً.
ولم يحدد الرئيس الأمريكي موعداً للرد على ما نشرته الهيئات الإستخبارية الأمريكية من أن روسيا تدخلت في الإنتخابات الأمريكية، بل اكتفى بالتعهد بإتخاذ إجراءات ضد ما اعتبره قرصنة روسية للتأثير في الإنتخابات وأكد أن الرد سيكون في الزمان والمكان الذين يختارهما.
وأدى تأكيد المسؤولين الأمريكين الإتهامات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه أشرف على هجمات الكترونية إلى رفع حدة الغضب عند الرئيس الأمريكي المنتهية صلاحيته.
المسؤولون الامريكيون أكدوا أن هذه الهجمات الإلكترونية نفذتها أجهزة إستخبارات "بوتين" للتأثيرعلى دفة الإنتخابات وتعديلها لصالح دونالد ترامب مشيرين إلى أن الـ"CIA" تمتلك أدلة كثيرة على أن قراصنة روس مرتبطين بالكرملين يقفون وراء هذه الهجمات.
التقرير الأولي لوكالة الإستخبارات المركزية ترافق مع أوامر أوباما بإجراء عملية مراجعة كاملة لعملية القرصنة وتقديم تقرير نهائي له قبل أن يترك منصبه في الـ 20 من كانون الثاني.
وأوضح أوباما لإذاعة "NBR" قائلاً: "أعتقد بلا شك أنه عندما تحاول أى حكومة أجنبية التأثير على نزاهة إنتخاباتنا أننا فى حاجة إلى اتخاذ إجراءات." مضيفاً "ونحن سنرد فى الزمان والمكان الذين نختارهما".
رد ترامب وبوتين على الإتهامات
سخر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من هذه الإتهامات واصفاً إيها بالمثيرة للسخرية والتي تقف وراءها دوافع سياسية.
فيما دعا المتحدث بإسم الرئاسة الروسية العاصمة واشنطن إلى التوقف عن توجيه إتهامات ومزاعم حول ما سماه هجمات قرصنة روسية في أمريكا أثناء الإنتخابات الرئاسية الأخير وذلك بعد توعد أوباما بالرد على روسيا قبل انتهاء مدة رئاسته!
كما نذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد نفى الأمر تماماً عندما بدأ التداول فيه في تشرين الأول الماضي وقال آنذاك: "لا أعرف شيئاً عن الأمر، وروسيا لم تقم بأي شيء من هذا على صعيد الدولة".
كيف فسر المراقبون الأمر؟
فسر المراقبون والمتابعون الأمر على عدة نواحي، إذ اعتبر البعض أنه لو حصل هذا الخرق فعلاً فهذا دليل وهن وضعف كبير أصاب أمريكا في وقت تعاني فيه من ضعف على الصعيد الإقتصادي والنفوذ الخارجي وتراجعاً في السياسات الخارجية، ما يجعل أمر الإختراق الروسي خطيراً جداً على الهيبة الأمريكية التي ستهتز أكثر فأكثر خصوصاً مع السعي والعمل الروسي الدؤوب على إستعادة دورهم العالمي وإنهائهم للآحادية الأمريكية.
فيما جاء رأي آخر ليعتبر أن حديث أوباما في هذا الوقت بالذات وبهذه اللهجة المرتفعة ما هو إلا محاولة للتغطية على الهزيمة الكبرى التي مني بها الديمقراطيون في الإنتخابات الرئاسية في أمريكا، وزج فكرة مساهمة روسيا في ترجيح كفة ترامب مجرد رفع للمعنويات وكلام سياسي جماهيري في الوقت الضائع من ما تبقى لأوباما في الحكم، وهو من جهة أخرى تخريب لما يأمل له ترامب من علاقات طيبة مع بوتين مستقبلاً بعد توليه زمام الحكم بشكل كامل بتصوير روسيا على أنها لا تزال خطراً مباشراً على الأمريكين رغم تطمينات ترامب وبوتين المتعددة.