الوقت- أحيت المسيرة الأربعينة أمل الوحدة في نفوس المسلمين.فتواجد حشود غفيرة من الإخوة أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم رجال الدين، على الطرق المؤدية إلى مدينة كربلاء المقدسة لأداء زيارة الأربعينية المباركة.
في هذا الإطار، شارك الملايين من الزوار المسلمين سنة وشيعة جنباً إلى جنب في المسيرة الأربعينة قاصدين مدينة كربلاء المقدسة من أجل أداء زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).وذلك ليثبتوا للعالم بأسره ولا سيما لدعاة الطائفية البغيضة بأنهم يد واحدة وقلب واحد وأن حب أهل البيت (عليهم السلام) راسخ في نفوسهم.
وكما هو معروف عن كرم وضيافة أهل العراق، فقد إستقبل هذا الشعب المضياف إخوتهم من أهل السنة بحفاوة وإحترام وهم يسيرون في الطريق الرابط بين محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، والجميل بأن أصحاب المواكب عندما يشاهدون أهل السنة يبادرون إلى إستقبالهم وتقبيلهم ودعوتهم بحرارة إلى مواكبهم بصفتهم ضيوف مكرمين، فيقدمون لهم الطعام ويدلكون أرجلهم وأجسامهم وحتى يصبغون أحذيتهم.
فالسيد "عمر ياسين" هو أحد الإخوة من أهل السنة الذين شاركوا الشيعة في مسيرات الأربعينية المليونية، وهو من أهالي محافظة سيستان وبلوتشستان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد وصف لمراسلنا مشاعره وما شاهده قائلاً: "الأعداء يحاولون بث التفرقة بين الشيعة والسنة بشتى الوسائل، فتارة يزعمون أن الأربعينية الحسينية هي حج الشيعة وبذلك الأعداء يبادرون إلى إثارة الفتن الطائفية، ولكن هذه المسيرات المقدسة فندت كل مزاعمهم وأبطلت جميع مساعي الاعداء، وأؤكد لكم أن الحاضرين في هذه التظاهرة العظيمة ليسوا فقط من المسلمين الشيعة والسنة، بل هناك أتباع الكثير من الديانات الأخرى يحثون الخطى نحو كربلاء".
وأضاف: "إن صحابة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) و الخلفاءكانوا يحبون أهل البيت (عليهم السلام) ولم يمنعوا أحداً من المودة لهم، وعلى الأعداء أن يعلموا بأن أهل السنة يحبون الإمام الحسين (عليه السلام) فهو سبط النبي وحبيبه، كما أنهم يطلبون حوائجهم من أهل البيت (عليهم السلام)".
وأكد السيد عمر ياسين على أن مسيرات الأربعينية المليونية قد أرعبت الأعداء، وصرح قائلاً: لا شك في أن أعداء النبي (صلى الله عليه وسلم) والقرآن الكريم يعارضون مسيرات الأربعينية المليونية وذلك لأنهم يعرفون حق المعرفة بأنها أنموذج جلي لاقتدار المسلمين ووحدة الشيعة والسنة، وأؤكد لكم بأن الوهابيين يمثلون تياراً سياسياً فحسب ولا صلة لهم بمذهب أهل السنة والجماعة، لذلك هم ساخطون غاية السخط من تواجدنا كسنة في هذه المسيرات المقدسة، ولكن رضاهم أو سخطهم لا يعنينا مطلقاً وسنبقى محبين للإمام الحسين (عليه السلام) سبط نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم).