الوقت- كشف مصدر أمني في المخابرات الفرنسية أن الانفجار الذي وقع في دمشق في عام 2012, الذي أدى الى مقتل 4 من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، تم بالموافقة المسبقة وبأمر من الرئيس الأميركي، كما ان تركيا وقطر وفرنسا كانت على علم بالعملية.
بعد ثلاث
سنوات من الانفجار الضخم في مبنى "الأمن القومي"وعمليات المجموعات
المسلحة المسماة " بركان دمشق" التي استهدفت اسقاط العاصمة السورية،
تكشف المصادر الامنية الفرنسية أن العملية تمت بموافقة الرئيس الامريكي باراك
أوباما.
ووفقا
للتقرير، نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مرجع الاستخبارات الرسمي الفرنسيى الذي
تكتمت عن هويته، وكتبت " الانفجار كان اشارة من أجل بدء
هجوم على دمشق, بالتزامن مع موجة من الانفصال والانهيار في صفوف ضباط وجنود الجيش
السوري. ولكن هذا لم يحدث، فنسبة المنشقين كانت فقط ثلاثة بالمئة,مما شكل عامل فشل
للهجوم على دمشق. "
جريدة
السفير اللبنانية كتبت أيضا "عندما تصاعد الدخان من مبنى الأمن القومي الى
السماء , قيادة خلية ادارة الازمة التي تعاون الرئيس بشار الاسد في العمليات
الأمنية والعسكرية اختفت بشكل كامل دفعة واحدة, نائب رئيس غرفة الأزمة في الجيش
الجنرال حسن
تركماني، وزير الدفاع داوود راجحه، آصف شوكت زوج شقيقة الرئيس بشار
الأسد ورئيس
مكتب الأمن القومي السوري هشام بختيار, جميعهم قتلوا في الانفجار الارهابي وأصيب
وزير الداخلية محمد الشعار لكنه نجا ".
أميركا
مع الاقناع الاسرائيلي والتشجيع, لها اليد الطولى في الاعمال الارهابية ومن اجل
منافعها الغير مشروعة, تنفذ الجرائم بحق الشعوب, فاغتيال قادة فلسطينيين ولبنانيين
وسوريين والعلماء النوويين الإيرانيين ليست الا بعضا من الأعمال الإرهابية
الأمريكية والإسرائيلية.
فحادثة
الاغتيال التي تحدثت عنها الاستخبارات الفرنسية, تشكل احدى الادلة القاطعة
والجازمة حول مدى التورط الامريكي المباشر مع المجموعات المسلحة, مما يبدد كل
الاتهامات التي ألصقت بالنظام بأنه هو من جهد لعسكرة الثورة السورية ودفع الى حمل
السلاح واعطاء ما يسمى بالثورات طابع العمليات المسلحة ليسلبها لونها السلمي
المحق.
فأمريكا
وحلفاؤها هم من دفعوا الى المس بالخطوط الحمراء عبر استهداف رموز النظام السوري
بشخص الضباط الذين كانت توكل اليهم مسؤولية معاونة الرئيس السوري على ادارة الازمة
منذ بداية الاحداث السورية.
وهذا
مصداق أساسي جدا حول وجهة الثورة السورية منذ البداية, ومصداقا مهما على ان مسار
الحراك السوري ليس الا حراكا منظما من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي, وهو يهدف
الى احتلال سوريا احتلالا مسلحا عبر اسقاط النظام السوري بقوة السلاح واغتيال رموز
الدولة والنظام ورفض الاذعان الى الاحتكام الشعبي عبر الانتخابات التي طالب فيها
الرئيس السوري.
يأتي هذا
وسط سوابق كثيرة لعمليات اغتيال عديدة طالت رموزا عديدة في مفاصل سياسية حساسة,
فاغتيال الشهيد عماد مغنية وغيره من المجاهدين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين
ليست الا نتاج المحور الاسراامريكي ولو بأصابع متعددة, لكن اللاعب الاساسي في هذه
العمليات هو الامريكي والاسرائيلي نفسه وهذا وفق اعترافات عديدة صدرت عن مسؤولين
امريكيين وغربيين تؤكد تورط امريكا في لعب هذا الدور, على شاكلة الاعتراف الأخير
بضلوع أمريكا باغتيال الشهيد عماد مغنية بشكل مباشر.
هذا
الدور الامريكي الاستخباراتي, يخرج الى العلن يوما بعد يوم, تحكيه ألسنة
الاستخبارات الغربية نفسها. كلام يؤكد مرة اخرى مستوى التورط الامريكي في الازمة
السورية, ويدعم بشكل دامغ عشرات الأدلة التي تشير الى ان ما يحصل في سوريا ليس الا
عملا استخباراتيا منظما جر البلاد الى حروب واقتتال بعد فشل السيناريو المصري
والتونسي الذي اتخذ ستار الثورات السلمية, فكانت العمليات الأمنية والحرب الدامية
نتاج السياسة الاسراامريكية التي تهدف الى اسقاط النظام العربي السوري الممانع.
مؤشرات
تلو المؤشرات,. تحكي لنا بألسنة الأجهزة التي تتعاون مع الاستخبارات الامريكية, عن
دور امريكي ارهابي بامتياز يستهدف الدول الامنة ليخربها ويفتك فيها عابثا بأمنها
لحساب المصالح الاسراامريكية التي تنتهك سيادة وحقوق وكرامة واستقرار الشعوب تلبية
وطوعا لها.
فعمليات
الاغتيال التي تتم في المنطقة, وما حولها من معطيات وأدلة تجمع من التحقيقات ومن
التصريحات اللاحقة بعض مضي زمن على هذه العمليات, باتت تشكل حجة قاطعة على ان الكيان
الاسرائيلي الارهابي لا يمكنه القيام بعمليات الاغتيال الا بالتعاون والتنسيق
والدعم الامريكي, وتظهر بشكل راسخ ان الاصابع الامريكية تقف وراء العديد من عمليات
ارهابية فتنوية في العالم.
هي
امريكا وطفلها المدلل الكيان الاسرائيلي الذي يعتاش على الدم,باستخباراتها التي
تعيث فسادا حول العالم, تعبث بأمن الدول وتنتهك حقوق الشعوب طوعا لسياساتها التي
تصب فقط في سبيل تحقيق مصالحها واشباع اطماعها ولو على حساب الشعوب.
فبين سجل
الاغتيالات الكثيرة التي طالت علماء نوويين ايرانيين وقبلها من عمليات تصفية
للعقول والادمغة العراقية وما يحصل اليوم في قلب المعركة السورية من استهداف
واغتيال منظم لذوي الطاقات والقدرات الاستثنائية من الشعب السوري, فضلا عن سجل من
الاغتيال السياسي الواسع في لبنان عقب ازمة ما سمي بالقرار 1559, وما تلاه من شحن
مذهبي ومسلسل حضر لولادة انقسام عمودي اصاب الشعب اللبناني بين 8 و 14اذار وما
رافق تلك المرحلة من اغتيالات سياسية كان اضخمها زلزال اغتيال رئيس حكومة لبنان
رفيق الحريري, ويضاف الى ذلك سجل الاغتيال السياسي في العراق وسوريا .. كلها أحداث
باتت في ظل واقع يفضح الممارسات الخفية الاسراامريكية التي تمارس الاغتيال
والتصفية الجسدية, تطرح أسئلة جدية حول مدى التورط الامريكي في هذه الاغتيالات عبر
التعاون بينه وبين الموساد الاسرائيلي. فمن يبرئ أمريكا من جرائم تبدع في ارتكاب
امثالها حول العالم هي والحليف الاستراتيجي لها الكيان الاسرائيلي؟؟
فالكلام
الاستخباراتي الفرنسي ليس الا بعضا من سجلات الاغتيال الذي تنفذه الاستخبارات
الامريكية حول العالم, بدعم من حليفها الكيان الاسرائيلي, فالكلام حول العمليات
التي تهدف الى محاربة الارهاب ليست الا عمليات تجميل للصورة الامريكية التي بدأ
مشهد الدم والمكر يفضح سلوكها واجرامها ويؤكد أن الارهاب ابوه وامه هما المحور
الاسراامريكي وكل ما ينتج عن هذا المحور ليس الا ارهابا وقتلا وأن من يقف وراء
العمليات الانتحارية والاغتيال الذي تمارسه المجموعات المسلحة ليس الا الاصابع الاسراامريكية.
هو سجل
من الارهاب تتقنه وتمارسه الدولة التي تدعي انها تترأس اليوم حلفا لمحاربة
الارهاب, وفق سياسية اعلامية عنوانها إكذب إكذب حتى يصدقك الناس تهدف الى تستير
واخفاء الصورة الحقيقية التي تعبر عن الاجرام الامريكي حول العالم في ظل عمليات
امنية واغتيال يطال كل من يواجه المشروع الاسراامريكي ويجهد لاسقاطه !!!