الوقت- بعد ساعات قليلة على العملية الإرهابية في شمال سيناء، والتي أودت بحياة 12وإصابة 6 من القوّات المسلّحة المصرية، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للفريق يونس المصرى، قائد القوات الجوية، والقادة العسكريين المختصين بتنفيذ "ضربة جوية" حاسمة، تقضى على العناصر الإرهابية في شمال شرق البلاد.
وبينما كانت 8 محافظات مصرية قد اتشحت، أمس السبت، بالسواد حزنًا على شهداء الهجوم الإرهابى على أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء، وهي: (دمياط، الشرقية، الإسماعيلية، الدقهلية، بنى سويف، الفيوم، المنيا، سوهاج)، لتوديع جثامين الشهداء, كانت القوات المسّلحة المصرية قد أنجزت جزءاً مهمّاً من عملية "دم الشهيد".
غارات جوية تقتل عشرات التكفيريين في سيناء
على صعيد متّصل، أعلن الجيش المصري قتل عدد من "التكفيريين" الذين كانوا وراء الهجوم على مكمن زقدان العسكري في سيناء والعناصر التي عاونتهم، في ضربة جوية مكثفة فجر أمس، ركزت على "مناطق إيواء وإعادة تمركز" تلك المجموعات، بعد رصدها عبر معلومات استخباراتية وبإرشاد من سكان المنطقة.
وقدر مصدر مطلع عدد القتلى بين العناصر التكفيرية جراء الغارات التي أعلن الجيش استمرارها، بـ "العشرات" فيما تبنى فرع تنظيم "داعش" في شمال سيناء الهجوم.
وأقلعت مقاتلات جوية فجر أمس، لاستطلاع النقاط المستهدفة نفذت بعدها غارات مركزة استمرت 3 ساعات، دمرت "مناطق تمركز وإيواء لعناصر إرهابية"، ومخازن أسلحة وذخيرة، و7 عربات دفع رباعي.
وأوضحت مصادر مطلعة أن الهجوم على المكمن يشير إلى "تحرك الإرهابيين غرب العريش بعدما شدد الجيش إجراءات التأمين في اتجاه الشرق"، لافتة إلى أن المكمن يبعد مسافة كبيرة عن حدود مصر الشرقية. وزادت انه "في الفترة الماضية كانت الهجمات غالباً تتجه من العريش في اتجاه الشرق إلى الشيخ زويد أو رفح، أو العكس تتجه غرباً من رفح والشيخ زويد إلى العريش، لكن هذه المرة اتجه المسلحون من العريش في اتجاه الغرب وليس شرقاً".
ويؤكد الخبراء العسكريون أن القوات المسلحة ستتخذ "إجراءات معقدة" لمزيد من الحماية لعناصرها ضد "فلول الإرهاب"، موضحين أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات حاسمة، تزداد في قوتها على المرحلة الأولى من عملية "حق الشهيد"، التي حصدت أعداداً كبيرة من العناصر الإرهابية، والتكفيرية. وفي ظل المعركة التى يخوضها الجيش في سيناء، لم تنس مصر معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ليفتح معبر رفح بشكل استثنائي أمام المرضى، والعالقين في الاتجاهين.
السيسي : ما يقلقني هو الداخل لست قلقاً من أعداء الخارج
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفي أول تعليق على العملية أكد أنه ليس قلقا من (أعداء) الخارج ولكن من محاولات الاستهداف من الداخل المصري.
وقال السيسي في حديث مع صحف بلاده الرسمية، أن الوضع في شبه جزيرة سيناء يتحسن، مضيفا أن الحرب على الإرهاب طويلة، والإرهابيين يطورون من أنفسهم، لكن "قواتنا المسلحة تطور من عملياتها".
وشدد على أن أحد عوامل عودة الاستقرار إلى الداخل هو "وعي المصريين" بقيمة الأمن والاستقرار في بلدهم، وليس فقط نتيجة جهد مؤسسات الدولة، معربا عن اعتقاده بأن المصريين يرفضون الدخول في دوامة الضياع مثلما كان يخطط البعض لذلك.
البرلمان المصري ينتفض ويطالب بإعلان "الطوارئ"
على الصعيد السياسي، انتفض البرلمان المصري ضد الحادث الإرهابي الذي استهدف إحدى نقاط التأمين بشمال سيناء، وطالب النواب بإعلان حالة الطوارئ في محافظات مصر، وتنظيم زيارة لسيناء لدعم الجيش، فضلاً عن ضرورة تزويد الأكمنة الحدودية بأحدث الأسلحة لمواجهة مثل هذه العمليات.
وطالب النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بإعلان حالة الطوارئ بالمحافظات، لمواجهة الأزمات والمشاكل الأمنية والاقتصادية التى تواجه البلد، موضحاً أن حالة الطوارئ هى الحل الأمثل للوضع الحالى ولا يجب الالتفات للضغوط وتنفيذ هذه الخطوة.
من جانبه، قال النائب محمد أنور السادات، إنه آن الأوان للثأر لدماء شهداء الوطن وتطبيق مفهوم العدالة الناجزة على كل من ارتكب أعمال العنف أو التحريض وأن يكون هناك تحرك داخلى لإعادة النظر فى استراتيجية مواجهة الإرهاب فى سيناء وأهمية تعاون أبناء سيناء مع الأجهزة الأمنية للقضاء على الإرهاب نهائياً.
في السياق، طالب النائب مصطفى بكرى، بضرورة وقوف البرلمان والشعب صفاً واحداً فى ظهر الجيش لإنهاء حربه على الإرهاب فى سيناء. وأضاف: "مصر لن تتهاون فى أمنها واستقرارها مهما كان الثمن، مصر العظيمة التى تقدم التضحيات من خيرة أبنائها من الضباط والجنود لن تتهاون أبداً، وسترد الصاع صاعين، وسيكون هناك تحرك قوى من قبل البرلمان لمواجهة الإرهاب بقوانين رادعة له".