الوقت- عُقدت المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون مساء الإثنين، في جامعة "هوفسترا" بنيويورك وأدارها مقدم البرامج الشهير ليستر هولت، وهي أول مواجهة مباشرة بين المرشحين في سلسلة مناظرات تجرى قبل الانتخابات، 3 منها بين مرشحي منصب الرئيس وواحدة لمرشحي منصب نائب الرئيس.
المناظرة التي تابعها أكثر من 90 مليون أميركي، وهو عدد يتفوق على الرقم القياسي لمشاهدي المناظرات السابقة البالغ 80 مليونا، أثناء المواجهة بين جيمي كارتر ورونالد ريغان عام 1980، ركّزت على 3 محاور أساسية، وهي "توجه الولايات المتحدة" و"تحقيق الازدهار" و"تأمين الولايات المتحدة"، حيث تبادل المرشحان توجيه الانتقادت والتراشق اللفظي، في المناظرة الأولى بين الخصمين.
وبعد أن تصافح الجانبان، واصلا ما بدآه في سباق اتسم بالأجواء السلبية في معظمه، تبادلا فيه الاتهامات بعدم الكفاءة والإضرار بمصلحة البلاد.
أمريكا مسؤولة عن نشأة تنظيم "داعش"
وحمّل ترامب سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما وهيلاري وزيرة الخارجية السابقة، المسؤولية عن نشأة تنظيم "داعش" بعد "الفراغ الذي تكون بسحب جنودنا من العراق وهو الذي أوجد داعش".
وقال إن التنظيم الإرهابي ينعم حاليا بموارد نفطية لا سيما في ليبيا، مضيفا: "ها أنتم تتعاملون مع الشرق الأوسط، وانظروا: الشرق الأوسط في فوضى".
وردت كلينتون قائلة إن ترامب "دعم اجتياح العراق الحملة العسكرية في ليبيا وأراد أن تتم الإطاحة بمعمر القذافي".
وأضافت: "لا بد من تكثيف ضرباتنا الجوية ضد داعش، ويجب أن نقدم الدعم لشركائنا العرب والأكراد لهزيمة داعش في الرقة. نأمل أن يتم دحر داعش في العراق وسوريا".
الإتفاق النووي
وبشأن سؤال من مدير المناظرة عن الاتفاق، قالت كلينتون إنها عندما تولت وزارة الخارجية كانت إيران على وشك الحصول على قنبلة نووية، بينما استطاعت الدبلوماسية أن تمنعها من ذلك.
وأوضحت أن واشنطن تحالفت مع الصين وروسيا من أجل الضغط على إيران لدفعها للتفاوض على مدار عام ونصف. وقالت: "استطاع الرئيس باراك أوباما التوصل لاتفاق دون طلقة رصاص واحدة".
في المقابل، اعتبر ترامب الاتفاق النووي سيئا، وقال إنه سيؤدي إلى تسلح إيران نوويا خلال عشر سنوات، وسيجعل منها قوة كبيرة في الشرق الأوسط، وأضاف: إن سياسة أوباما والوزيرة السابقة كلينتون، ستجعل من إيران قوة عظمى قريبا بعدما كانت تخنقها العقوبات.
واتهم ترامب كلينتون بالفشل الدبلوماسي، وقال إنه كان على إدارة أوباما أن تبرم اتفاقا مناسبا يأخذ في عين الاعتبار أيضا نفوذ إيران في اليمن وعلاقاتها مع كوريا الشمالية ودول أخرى.
وقال إنه بدلا من ذلك، فقد دفعت الإدارة الامريكية 400 مليون دولار بعد الاتفاق، مشيرا إلى دفعة من مبلغ مستحق لطهران عن صفقة سلاح لم تتم خلال حكم الشاه.
البريد الإلكتروني "أكبر من غلطة"
كما تطرق ترامب لأزمة البريد الإلكتروني الخاص الذي استخدمته هيلاري أثناء فترة عملها وزيرة للخارجية، مما استدعاها للرد قائلة: "ارتكبت خطأ باستخدام البريد الإلكتروني الخاص. لن أقدم التبريرات"، فقال ترامب: "كانت أكبر من غلطة وارتكبت عن عمد. هذا مخز".
وبشأن اتفاقية التجارة الحرة (نافتا)، قال ترامب لهيلاري: "زوجك (الرئيس الأسبق بيل كلينتون) وقع أسوأ اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة"، بينما ردت كلينتون عليه قائلة: "أنت تعيش في عالمك الخاص".
ووجهت كلينتون حديثها إلى ترامب قائلة إنه "اقترض 14 مليون دولار من والده"، فيما رد الأخير عليها قائلا: "أبي أعطاني مبلغا بسيطا ثم طورت هذا المبلغ إلى ملايين الدولارات وهذا مبدأ تحتاجه الدولة".
وقالت كلينتون إن ترامب "ضد فرض الضرائب على الأثرياء لحماية عائلته"، متعهدة بفرض المزيد من الضرائب على الأثرياء.
وواصلت هيلاري هجومها على ترامب قائلة إن "هناك مهندسين وفنيين رفضت أن تدفع مرتباتهم بعد أن أنهوا العمل الذي كلفتهم به. أنا سعيدة أن والدي لم يمارس أي عمل معك"، لكنه قال إن من لم يدفع لهم رواتبهم "استغلوا قانون الدولة".
التمييز العرقي في أمريكا
واعترفت كلينتون بوجود تمييز على أساس العرق في أمريكا، مشيرة إلى ضرورة التأكد من أن رجال الشرطة يستخدمون القوة فقط عندما يكون ذلك ضروريا.
في حين هاجمها ترامب قائلا إنها "لا تريد استخدام بعض الكلمات مثل القانون والنظام"، محملا إدارة أوباما مسؤولية انتشار حوادث إطلاق النار في البلاد.
وقالت كلينتون إن ترامب "بدأ نشاطه السياسي باستناده إلى كذبة عرقية هي أن أوباما لم يولد في أمريكا"، فيما قال المرشح الجمهوري: "لا أحد يكترث بهذا الأمر، لكن أنا من دفع أوباما لتقديم شهادة ميلاده وأعتقد أنني فعلت شيئا جيدا".