الوقت- كلما أرادت كوريا الشمالية أن تذيع أخبار التجارب النووية والصاروخية، أو أن تحذّر الغرب من مواصلة استفزازاته اتجاهها، ماعليها إلا أن تدعو "ري تشون هي" لتذيع لها.
"ري تشون هي" تعد من أكثر مذيعي أخبار كوريا الشمالية، فهي معروفة على التلفزيون الوطني ببكائها وصراخها وغضبها في بعص الأحيان، مرتدية زيّها المميز "تشيما جيوغوري" وهو اللباس الوطني.
ومنذ عدة أيام عادت لتظهر من جديد على التلفزيون الوطني لتذيع خبر إجراء بيونغ يانغ التجربة النووية الخامسة، وهو خبر ليس عادياً، الأمر الذي تطلب مذيعة أخبار مميزة، مثل "ري تشون هي". ولم يتمكن أحد من معرفة سنّها بشكل دقيق، إلا أن التخمينات تقول بأن عمرها أكبر من سبعين.
من المحتمل أنها المذيعة الأشهر في العالم، ولكن ماهي المعلومات التي نعرفها عنها؟
لونها المفضل هو الوردي، ورداؤها الملفت لشخصيتها هو "تشيما جيوغوري" اللباس الوطني في كوريا الشمالية، حيث أنها ظهرت على الشاشة مرتدية إياه، عندما ذاعت خبر تجربة بيونغ يانغ للقنبلة الهيدروجينية، والتي تعد أشد قوّة من النووية.
ولكن اللون الوردي غير مناسب لجميع الأخبار، ولهذا ترتدي المذيعة المرموقة اللباس الوطني ذو اللون الأسود والدموع تملأ عينيها عند وفاة أي زعيم في كوريا الشمالية.
وتمتلك "ري تشون هي" حظوة لدى أصحاب القرار في بيونغ يانغ، لاسيما الزعيم "كيم جونغ أون" الذي يفضل أن تذيع له بيان حزبه للعالم أجمع.
ولا يمكننا أن ننسى المذيعة المرموقة لكوريا الشمالية وهي في حالة صدمة أثناء قراءتها خبر وفاة الرؤساء السابقين من أمثال "كيم ايل سونغ" في عام 1994، و"جونغ إيل" في 2011، إذ لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء.
عن أسلوبها لإذاعة الأنباء الهامة
أسلوب "ري تشون هي" الدراماتيكي ميّزها عن جميع المذيعات، حيث أنها قادرة على الصراخ والبكاء خلال نطقها للخبر بشكل دقيق ودون انقطاع.
وعندما تذيع "تشون هي" رسائل زعماء كوريا الشمالية فإنها تمنح صوتها لحنا ديكتاتوريا وانفعالا مندفعا، ليبدو متناسقا مع نص الرسالة، الأمر الذي له تأثير بشكل كبير على المواطنين في هذا البلد المعزول. ولابد من الذكر بأن لها جمهور كبير في بيونغ يانغ.
مذيعة كوريا الشمالية الأولى تعيش في بيونغ يانغ. وعندما تعرض صورها على الشاشات الكبيرة في العاصمة، ترى المشاهدين منهمكين إما في البكاء وإما في التصفيق.
ومن المحتمل ان تكون دموع المشاهدين مصطنعة، إلا أن عدم إظهار التبعية لحكومة الحزب الحاكم في هذا البلد، لها تبعات قد تصل الى حد الموت.
وأبدت "تشون هي" استعدادها في فيلم وثائقي عرض مؤخراً، على البدء بتربية جيل جديد من المذيعات على يدها ومن وراء الكاميرا بشكل مباشر.
ويقال بأن المذيعة المحببة لزعماء كوريا الشمالية تفضل تناول الطعام في مطاعم بيونغ يانغ الجيدة، وتتمتع أيضا بوسائل التسلية في هذه العاصمة.
وظهرت ري تشون في شكل أكثر اعتدالاً، عندما استضافتها قناة "سي سي تي في" الصينية في عام 2012، على خلاف ما اعتاده الناس أثناء قراءتها الأخبار المتعلقة بإنجازات كوريا الشمالية، خصوصاً المعادية لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت المذيعة خلال مقابلتها مع القناة الصينية: يجب علينا الحديث في شكل لطيف وصوت منخفض يحبه المشاهدون، عندما نتكلم عن جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية.
وتُعد مذيعة الأخبار في تلفزيون كوريا الشمالية المركزي سابقاً، ري تشون هي، من أبرز المذيعات في البلاد، إذ ارتبط ظهورها على شاشات التلفزيون بأهم الأخبار المحلية والدولية.
وتميزت ري تشون بحضورها ووجهها وصوتها، إضافة إلى ثقة الحكومة بأدائها ما خولها الحصول على وظيفة الناطقة باسم حزب "العمال" الكوري.
وعملت ري تشون مذيعة طيلة حكم سلالة كيم الممتدة إلى ثلاثة أجيال، وكان صوتها حاضراً أثناء قراءتها أهم الأخبار لمدة تجازوت الـ40 عاماً.
وبدأت ري تشون مسيرتها المهنية كمذيعة أخبار في تلفزيون كوريا الشمالية المركزي أوائل عام 1971، وبقيت تعمل في مكتب الأخبار لغاية عام 2012.
سيدة البروباغندا في كوريا الشمالية مهمة بالنسبة لتلك الدولة المعزولة تقريبا عن كل ما يحدث في بقاع العالم، الى درجة أن أجهزة الدولة الكورية الشمالية، اختارت "ري. تشون. هي"، دوناً عن سواها، لقراءة خبر تعلن فيه وفاة "كيم إيل سونغ"، عام 1994، وهو الزعيم التاريخي لكوريا الشمالية والذي يُعتبر الزعيم المؤسس لها.