الوقت- أعلنت منظمة أطباء بلا حدود إجلاءها لموظفيها من 6 مستشفيات في شمالي اليمن، إثر قيام طيران العدوان السعودي باستهداف المستشفى الريفي بعبس في محافظة حجة التابعة للمنظمة مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً، بينهم عشرة أطفال دون الخامسة عشر.
لم يكن القصف السعودي للمستشفى هو الأول من نوعه بل تعرّضت المنظمة الأممية التي تعمل في 11 مستشفى ومركزاً صحياً في اليمن، وتقدم الدعم لـ18 مستشفى ومركزاً صحياً آخر في ثمان محافظات هي: عدن، والضالع، وتعز، وصعدة، وعمران، وحجة، وإب، وصنعاء، تعرّضت للقصف الجوي والمدفعي من قبل العدوان السعودي عدّة مرّات في ظل صمت أممي مطبق، قد يقطعه القرار الشجاع والجرئ للمنظمة، الأمر الذي يشكّل ادانة صريحة لعاصفة الحزم السعودية وكل الدول المنضوية تحت راية "التحالف العربي" الذي تتزعمه.
ورغم أن المنظمة أعلنت في بيانها أنها على مدى الأشهر الثمانية الأخيرة، التقت أطباء بلا حدود بمسؤولين رفيعي المستوى من التحالف الذي تقوده السعودية، وذلك في مناسبتين في مدينة الرياض بهدف تأمين عمليات المساعدة الطبية والإنسانية للسكان اليمنيين، والحصول على تطمينات بتوقف القصف على المستشفيات. إلا أن الغارات الجوية استمرت. وعلى الرغم من قيام أطباء بلا حدود وعلى نحو منتظم بمشاركة إحداثيات الموقع الجغرافي للمستشفيات التي تعمل فيها، مع جميع أطراف الصراع. فيما يلي بعض الحقائق التي صدرت عن منظمة أطباء بلا حدود حول إستهداف المستشفيات والمرافق الصحيّة التابعة لها في اليمن.
مستشفى الصغير في مديرية حيدان في صعدة
في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود بأن ضربات جوية نفذتها قوات التحالف الذي تقوده السعودية دمرت مستشفى تدعمه المنظمة الطبية الإنسانية الدولية.
وتعرض المستشفى الصغير الواقع في مديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة لعدة ضربات جوية بدأت الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس، وقد نجح طاقم المستشفى ومريضان في الفرار قبل أن تتوالى الضربات على مدار ساعتين. وكان أحد أفراد الطاقم قد أصيب بجروح طفيفة أثناء فراره، فيما دمر المستشفى وأضحى ما لا يقل عن 200,000 نسمة دون سبيل لخدمات الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
وإزاء هذا، قال حسن بوسنين، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن: "ما هذا الهجوم إلا مثالٌ آخر على التجاهل التام للمدنيين في اليمن الذي أصبحت فيه القنابل من روتين الحياة اليومية".
سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الجمهوري في صعدة
في حوالي الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الخميس الواقع 21 كانون الثاني/ يناير، تعرضت سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الجمهوري المدعوم من قبلها في محافظة صعدة لقصف جوي ما أدى إلى وفاة موظف في وزارة الصحة اليمنية.
وأشارت المنظمة إلى أن هذا الحادث وقع في قرية ضيان التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً عن مدينة صعدة، وتقع على مسافة قريبة من مستشفى شهارة المدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود الذي تعرض بدوره لقذيفة في العاشر من الشهر الحالي.
وفي تفاصيل الحادث تعرضت سيارة الإسعاف للغارة لدى وصولها إلى الموقع الذي كان قد قُصف في وقت سابق وحين تجمّع الناس لمساعدة الضحايا تعرّض الموقع نفسه لقصف ثانٍ، ثم شُنَّت غارة جوية ثالثة ضربت سيارة الإسعاف وسائقها.
مستشفى شهارة الواقع في مديرية رازح شمال اليمن
وفي 9 يناير/كانون الثاني 2016، أصابت قذيفة مصدرها الأراضي السعودية إحدى المستشفيات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في شمال اليمن مما أدى على الأقل إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين وانهيار مبانٍ عدة في المرفق الطبي، مع العلم أن ثلاثة من المصابين هم من طاقم المنظمة واثنان منهم في حالة حرجة.
وقد أفادت المنظمة بأن قذيفة ضربت في الساعة التاسعة والعشرين دقيقة صباحاً مستشفى شهارة الواقع في مديرية رازح، حيث تعمل منظمة أطباء بلا حدود منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015. وفي هذا السياق قالت مديرة البرامج راكيل آيورا: "يتم بشكل دوري إبلاغ جمع الأطراف المتحاربة بما فيها التحالف الذي تقوده السعودية بالإحداثيات الجغرافية للمواقع الطبية التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود كما أننا نجري حواراً مستمراً مع هذه الأطراف للتأكد من أنهم يدركون وطأة العواقب الإنسانية للنزاع والحاجة إلى احترام العمل الطبي".
تسعة جرحى في غارة جوية للتحالف على عيادة لأطباء بلا حدود في تعز
وفي محافظة تعز، شنّ طيران التحالف السعودي غارة جوية صباح يوم الأربعاء 2 كانون الأول/ديسمبر على عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب اليمن مما أدى إلى جرح تسعة أشخاص من بينهم موظفان في المنظمة.
من جانبها أفادت قائدة الفريق الطبي في تعز نورا الشيبي: " كنا في مركز الطفل والامومة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود والذي يبعد مسافة كيلومتر واحد عن عيادة الحوبان حين سمعنا أصوات الانفجارات التي أحدثت حاله من الهلع. لذا كان علينا أن نخلي الطواقم الطبية بأسرع وقت ممكن".
من جهته، أفاد رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن جيروم ألين: "بأن المنظمة تشارك احداثيات مواقع العيادات التابعة لها والتي تدعمها بشكل دائم مع التحالف السعودي والتي كان آخرها يوم الأحد 29 تشرين الثاني/ نوفمبر حين أعلمنا التحالف بهذه الزيارة الخاصة إلى منطقة الحوبان. فمن المستحيل ألاّ يكون التحالف على علم بوجود نشاطات للمنظمة في هذه المنطقة."
واستنكر ألين هذا الهجوم مضيفاً: "إن قصف المدنيين والمستشفيات هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ويجب احترام المدنيين الباحثين عن الرعاية الطبية واحترام المنشآت الطبية".