الوقت- أولت الصحافة الغربية أحداثاً عديدة أهمية بالغة. فيما يتبيَّن من خلال مراجعة المواضيع الصحفية، أن وضع الشرق الأوسط وأوروبا ما يزال يحتل صدارة المشهد الإخباري. من أحداث سوريا الى تطورات الوضع في ليبيا، فأزمة الإرهاب الذي يُهدِّد أوروبا، وكذلك الإنتخابات الرئاسية الأمريكية. فما هي أهم مواضيع الصحافة العالمية؟
الميل أون صنداي: جهادي يتجول حراً في لندن
أهم ما برز في الصحافة الغربية اليوم، هو ما نشرته صحيفة "ميل أون صنداي" تحت عنوان "إنه يخدعنا" للكاتب "عمر وحيد" والكاتب "نيك كريفين"، عن شاب سافر الى سوريا بعد إطلاق سراحه من السجن، للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي. وأشارت الصحيفة، الى أن "مارك كهساي"، والذي اعتنق الإسلام مؤخراً والبالغ من العمر 25 عاماً، عاد من سوريا حالياً، وهو يتجول حراً في لندن. ويُبرز الكاتبين حجم التناقض في الخطاب الأوروبي. حيث أنه وبينما تتعرض العواصم الأوروبية لهجمات إرهابية، فإن لندن أيضاً مُعرَّضة لذلك. في حين تسأل عن كيفية السماح لهذا الارهابي بحسب تعبيرها، في التجول بحرية في لندن. وبحسب التقرير فقد قاتل كاهساي في سوريا لمدة شهرين، وشارك في معارك "تل أبيض" في الوقت الذي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي.
الإندبندنت: ليبيا أصبحت أولوية في محاربة الإرهاب، والغرب ينافق في سوريا
قالت صحيفة الإندبندنت أمس، أن ليبيا وليست سوريا، أصبحت اليوم الخط الأمامي، للقتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، وذلك نتيجة ازدياد عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا، واعتبار الدول الغربية ذلك يُشكَّل خطراً على الدول الأوروبية. مما يعني ضرورة ضرب الإرهاب هناك، باتت أمراً مُلحاً. وهو ما جعل إيطاليا بحسب الصحيفة، تبدي استعدادها للموافقة على أي طلب أميركي لاستخدام مجالها الجوي وقواعدها الجوية لتنفيذ عمليات قصف ضد تنظيم داعش في ليبيا. وهو ما يؤكد بحسب الصحيفة، أستمرار الإلتزام الغربي تجاه الحکومة الليبية الجديدة، على الأصعد العسكرية والسياسية والإقتصادية. ولم تخفِ الصحيفة قيام الدول الغربية وتحديداً ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا بالإضافة الى أمريكا، بالتشاور حول وضع خطة أوسع لما يُسمى "إستقرار ليبيا" تشمل زيادة إنتاج النفط لإنقاذ الإقتصاد، ووقف أزمة اللجوء والهجرة إلى أوروبا.
وفي مقالٍ آخر نشرته الصحيفة يوم الجمعة، رأى الكاتب "روبرت فيسك" أن حلب ليست كما يظن البعض سربرنيتشا الجديدة، والغرب لن يخوض حرباً من أجل سوريا. مؤكداً أنه حان الوقت لوقف الكذب على شعوب الشرق الأوسط، حيث لا يوجد "أخيار" بين أمراء الحرب السورية حتى الآن، بحسب تعبيره. وأشار الكاتب إلى أن تهديدات الغرب بضرب الدكتاتور كما يدعون، تحت أسبابٍ إنسانية، تُشبه إدعاءاتهم في حرب كوسوفو عام 1998، ضد نظام "سلوبودن ميلوزوفيتش" في صربيا. لكن فرق اليوم مع الماضي بحسب الكاتب، هو أن القوى الغربية عام 1998، كانت تتلهف للدخول بحرب مع صربيا. أما اليوم، فإن نفس هذه القوى، ستفعل أي شيء لتجنب الدخول في حرب مع النظام السوري.
نيويورك تايمز وحملة ترامب الإنتخابية
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، على لسان "بول مانفورت" كبير مستشاري دونالد ترامب المرشح الجمهوري في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، الى أن ما تردد عن أن حملة ترامب الإنتخابية تشهد انشقاقات عميقة بعد سلسلة من الزلات التي ارتكبها ترامب، هو أمر غير صحيح وعبارة عن تلفيقات قامت بها منافسة ترامب الديمقراطية هيلاري كلينتون. مؤكداً أن وضع الحملة ممتاز، وهي تتقدم نحو الأمام. وهو ما يخالف ادعاءات العديد من وسائل الإعلام الأمريكية لا سيما "BBC"، والتي أكدت أن حملة ترامب الإنتخابية تسودها الفوضى، لا سيما بعد مهاجمة ترامب لأهالي العسكري الأمريكي الذي قُتل في العراق. بعد ان كرر المرشح هجومه على والدي عسكري امريكي قتل في العراق.
الإيكونوميست البريطانية: الشباب العربي متعطش للتغيير
أشار تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن الإحتجاجات الحالية في العالم العربي، تُنبئ بموجة من الثورات التغييرية المقبلة، كما تُشير الى أن حكام الأنظمة العربية، وبسبب خوفهم من عنصر الشباب في بلادهم، وفشلهم السياسات الإقتصادية، يخلقون الشروط التي ستساهم في حدوث انفجار آخر. حيث أن ارتفاع نسبة عنصر الشباب، وتعطشهم للتغيير، نتيجة أوضاع البطالة وتراجع التنمية الإقتصادية، يُشكل الأساس في توقع إنفجارٍ جديد ضد هذه الأنظمة.
وأكد التقرير أن الحروب وعدم الإستقرار في الدول العربية، خصوصاً في مرحلة ما سُمي بـ "الربيع العربي"، أضعفت مؤقتاً التطلع الشعبي لما يُسمى الديمقراطية. بل أصبحت أولوية الشباب العربي هي الإستقرار. وهو ما تبيَّن من خلال استطلاع للرأي، أجراه معهد بيو بأن 53% من الشباب العرب يضعون الإستقرار على رأس أولوياتهم. مما يعني أن تعايشهم مع البطالة وفساد الأنظمة الحاكمة والاستبعاد من المشاركة لن يدوم كثيراً.
لوس آنجلس تايمز: تدخلات أمريكا كلها فاشلة وأفغانستان نموذج
انتقد الكاتب "أندرو باسيفيتش" من خلال مقالٍ له في صحيفة "لوس أنجلس تايمز" يوم الجمعة، تجاهل المرشحين للرئاسة الأميركية الحديث عن الحرب الأميركية في أفغانستان، والتي وصفها بأنها أطول حروب أميركا وأكثرها فشلاً في العصر الحديث. معبِّراً عن استيائه لتجاهل الحديث عنها، خصوصاً لأن هذه الحرب سيرثها الرئيس الأمريكي المُقبل، وستبلغ عامها السادس عشر قبل يوم الإنتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل. مطالباً بأنه كان يتوقع من أي مرشح للرئاسة، أن يخبر الأمريكيين شيئا، حول كيفية الإنتصار فيها أو على الأقل احتواء الصراع هناك، أو إنهاء استمرار أميركا بالتدخل.
وأعرب الكاتب عن عدم توقعه قيام أيٍّ من دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، بتقديم أي تحليلٍ نقدي مُقنع، يمكن أن يُفسِّر الفشل الأمريكي في التدخلات العسكرية. ممتعضاً من حجم التكاليف التي وضعتها واشنطن على ذلك، والتي وصلت في أفغانستان، الى ما يزيد عن التريليون دولار. فيما لم تُفلح واشنطن في تحقيق أي هدفٍ من أهداف تدخلها، خصوصاً لجهة مساعدة الحكومة الأفغانية في الإعتماد على نفسها. بل إن اعتماد أفغانستان على الخارج باتت أكبر، فيما أصبحت حركة طالبان أقوى.
واعتبر الكاتب أن الوضع في أفغانستان حالياً هو نموذج آخر للفشل الأمريكي كما جرى في العراق، حيث تعيش هذه البلاد حرباً وفوضى لا يستطيع أحد التنبؤ بنهاية لها، بحسب تعبيره.