الوقت- انساق مجلس الامن الدولي مرة اخرى خلف استراتيجية خاطئة وغير مشروعة والتي استنفذت من قبل في سيناريوهات التدخل الدولي في كل من افغانستان والعراق وليبيا وسوريا وذلك على مرأى ومسمع الرأي العام العالمي .
فقد اصدر مجلس الامن الدولي بالاجماع قرارا يطالب حركة انصار الله بترك السيطرة على المؤسسات الحكومية اليمنية، وكان مجلس التعاون قدعقد اجتماعا طارئا في الرياض يوم السبت من اجل دراسة الاوضاع في اليمن وطلب من مجلس الامن الدولي اصدار قرار ضد حركة انصار الله تحت طائلة الفصل السابع وهو قرار يجيز التدخل العسكري.
وعلى الرغم من الاجماع الذي حظي به القرار الا انه لم يأت تحت طائلة الفصل السابع، ويطالب القرار جماعة انصار الله بسحب قواتها دون قيد او شرط وبشكل فوري من المؤسسات الحكومية .
ورغم عدم استجابة مجلس الامن الدولي لطلب مجلس التعاون بجعل القرار تحت البند السابع يمكن اعتبار هذا القرار الاممي بداية لتدخل دول مجلس التعاون في اليمن لأن مجلس الأمن الدولي يعمد عادة الى بدء تدخلاته بشكل خجول ومن ثم يوسعها وحين اشتعال النيران يتدخل بشكل واسع ، وتعتبر افغانستان والعراق وليبيا وسوريا نماذج مماثلة لما ذكرناه وخاصة ليبيا وسوريا التي لم يمر تاريخ طويل على تدخل مجلس الامن فيهما.
ولايزال الرأي العام العالمي يرى بقايا استراتيجية تدخل المجلس الامن الدولي في ليبيا وسوريا كاستراتيجية خاطئة وغير مشروعة تسفر عن تدمير البنى التحتية ومصادر الطاقة والطاقات البشرية وتتسبب بالمآسي الاجتماعية الناتجة عن القتل والغزو والعنف وهو ما يشكل بيئة خصبة لانتاج الارهاب الذي يعتبر نتاجا رئيسيا لهذه السياسة الممتدة من المناطق القبلية في باكستان حتى سواحل تونس ونيجيريا واوروبا.
ان الشعب اليمني قد بدأ منذ عام 2011 حتى الآن ثورة لمواجهة الاستبداد والاستعمار معا من جهة ومن جهة أخرى لتطهير اليمن من الارهاب وقد تحمل اعباءا ثقيلة في سبيل تحقيق هذا الهدف، وقد استطاع الثوار اليمنيون خلال الشهور القليلة الماضية وعلى الرغم من الضغوط الخارجية ان يواجهوا معاقل وبؤر الفساد في السلطة كما استطاعوا اعادة احياء البرلمان ومؤسسة رئاسة الجمهورية من اجل خلق مستقبل افضل للبلاد بعيدا عن التدخلات الخارجية .
ان ما قام به الثوار لقي اقبالا شعبيا في اليمن لكنه اثار حفيظة الجهات الاقليمية حتى وصل الامر بأن يطلب مجلس التعاون من مجلس الأمن الدولي التدخل في اليمن تحت الفصل السابع، ان هذا الطلب من قبل مجلس التعاون يعتبر تدخلا سافرا من قبل دول هذا المجلس في الشؤون اليمنية ومصير وارادة الشعب اليمني لأن الثورة اليمنية قد بدأت بدعم من قبل الشعب اليمني وان الشعب اليمني سيدعم بناء اليمن من جديد وخاصة قضية مكافحة الارهاب التي تعتبر من المطالبات الرئيسية للشعب اليمني حيث يعتبر هذا الارهاب سببا رئيسيا لتخلف اليمن خلال العقود الماضية .
ومن هنا نتساءل هل ان استصدار مثل هذه القرارات التي لاتؤدي الا الى توسيع رقعة الارهاب في اليمن وباقي مناطق العالم هو هدف المجموعة الدولية؟ ان مجلس الامن الدولي لم يقم حتى الان الا باصدار قرار يجيز ايجاد تحالف دولي استعراضي لمحاربة داعش في العراق وسوريا ولم يتخذ اي خطوات جذرية وفاعلة لاجتثاث هذا المرض ، وقد كشفت الصور والافلام التي نشرت عن قيام هذا التحالف بالقاء الاسلحة والعتاد جوا على معاقل تنظيم داعش النوايا الحقيقية لهذا التحالف فلماذا لايسمح مجلس الامن الدولي لأبناء العراق وسوريا واليمن بمحاربة هذه الغدة المتعفنة في وقت يعرف ابناء هذه الدول جيدا جغرافية بلدانهم وهم متحمسون لاعادة اعمار بلدانهم وتنميتها؟