الوقت- في زيارة له قبل ايام الى الرياض من أجل اضفاء الشرعية الدولية على الملك السعودي الجديد اطلق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عدة مواقف سلبية ازاء ما يشهده اليمن من تطورات مستهدفا الحوثيين واجراءاتهم وهذا يطرح تساؤلات حول أهداف هذا التنسيق بين المنظمة الدولية والسعودية والجهات الاقليمية والغربية.
فقد دعا بان كي مون في الرياض الى اعادة شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي معتبرا ان الوضع في اليمن يتدهور بشكل خطير وقال ان الوضع يتراجع بشكل خطير جدا مع سيطرة الحوثيين على السلطة وتسببهم بفراغ في السلطة، متجاهلا بذلك اعلان الحوثيين عن انفتاحهم للعمل مع القوى السياسية الأخرى في البلاد بعد سيطرتهم على السلطة.
ومن جانب آخر حذر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر من تدهور الوضع الأمني والسياسي في اليمن محملا القوى السياسية مسؤولية ما تشهده البلاد من احتقان سياسي كبير قائلا ان اليمن على وشك الدخول في حرب أهلية.
وأضاف بن عمر قائلا "جميعهم ارتكبوا أخطاء، وأحيانا لجأت مجموعات إلى العنف لتحقيق أهداف سياسية، ومجموعات ناورت سياسيا لعرقلة العملية السياسية، ووصلت الأمور إلى ما عليه"، وبهذا يكون بن عمر قد حمل الحوثيين قسما من مسؤولية تدهور الاوضاع .
وبهذه المواقف يكون الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وباقي مسؤولي المنظمة الدولية قد تجاهلوا بأن حل الأزمة اليمنية موجود في داخل اليمن وبين الاطراف اليمنية وليس في الرياض وواشنطن ونيويورك وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار ان مواقف مماثلة من بان كي مون ومن مسؤولي المنظمة الدولية لم تصدر طوال 4 سنوات من الثورة الشعبية العارمة في اليمن حينما تم وأد هذه الثورة بمؤامرة سميت بمبادرة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي.
ويتعمد بان كي مون وبن عمر وباقي مسؤولي الأمم المتحدة الاشارة الى ما بذله الحوثيون من جهود جبارة لكي تكون الانتفاضة الشعبية اليمنية الحالية سلمية ودون اراقة دماء، كما ان بان كي مون وغيره من مسؤولي المنظمة الدولية لم يأتوا الى المنطقة حينما كان تنظيم القاعدة في اليمن يتوسع ويرتكب ابشع المجازر ولم نر للأسف موقفا دوليا قويا من تحركات تنظيم القاعدة في اليمن لكن يبدو ان هذا الموقف القوي هو موجود اليوم في وجه الحوثيين.
ان الامم المتحدة وامينها العام لم يتحركوا حينما كانت الطائرات السعودية تقصف المناطق والقرى اليمنية التي يقطنها الحوثيون في محافظة صعدة وعندما كانت المدافع والقنابل السعودية تفتك باطفال الحوثيين لكن بان كي مون وباقي مسؤولي الامم المتحدة يعتبرون انفسهم الآن مسؤولين عن اعادة ما يسمونه الشرعية في اليمن الى السلطة مجددا.
ويعرف اي عربي ان هذه المواقف من بان كي مون والأمم المتحدة ليست مدعاة للاستغراب حيث كان بان كي مون والامم المتحدة يساوون دوما بين الضحية والجلاد في القضايا التي يكون فيها العرب ضحايا، وها هي القضية الفلسطينية تشهد مئات المواقف الأممية الداعمة والمتواطئة مع الكيان الاسرائيلي والمتآمرة على الفلسطينيين الذين تحرق اطفالهم بالفسفور الابيض وأفتك انواع الاسلحة الامريكية والغربية المهداة للاحتلال.
وكان يتوجب على بان كي مون اثناء زيارته الى السعودية ان يفتح ملف البحرين ويعمل على اجبار السعوديين والاماراتيين على سحب قواتهم التي ذهبت الى البحرين من اجل قمع ثورة شعبية سلمية عارمة وسفك الدماء والتعذيب.
وقد تجاهل الامين العام للامم المتحدة ايضا اثناء زيارته الى الرياض الاوضاع المتردية لأهالي المنطقة الشرقية في السعودية والذين تقمع انتفاضتهم بقوات عسكرية وبالرصاص الحي كما تعمد بان كي مون عدم التطرق الى قضية قائد حراك الشعب السعودي الشيخ نمر النمر وهو المعارض الذي تم الحكم عليه بالاعدام والذي تعتبر قضيته قضية عالمية تخص كل انسان.
واخيرا نقول بأن حل القضية اليمنية يكمن في التعامل مباشرة مع الاطراف اليمنية الفاعلة وليس في الزيارات الى السعودية التي لم تكن في يوم من الأيام تريد خيرا لليمن واليمنيين بل انها كانت تعتبر اليمن حديقة خلفية لها، ان دعم الأمم المتحدة للمواقف السعودية من اليمن يعتبر تجاهلا لحقوق الشعب اليمني ويعارض ميثاق الامم المتحدة في حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.