الوقت- إرتفعت أسهم الحديث عن التداعيات الإقتصادية لهجوم مونيخ بالأمس، والذي أسفر عن مصرع 11 شخاص وجرح العشرات إثر سلسلة هجمات إرهابية نفّذها 3 مسلحون، خاصّة أن الهجوم الإرهابي يأتي بعد أقل من أسبوع على هجوم مسلح قام به لاجئ أفغاني على محطة قطار قرب مدينة ميونيخ، واقل من 10 أيام على هجوم نيس في فرنسا.
وعلى الرغم من أن الوقت سابق لأوانه لمناقشة التداعيات الاقتصادية المحتملة للأحداث الإرهابية التي تعرضت لها مدينة ميونيخ، لكن ثمة ضرورة لبلورة إنذار مبكر، لمعرفة حدود تأثيرات تلك الهجمات على الإقتصادين الألماني والأوروبي، على حدّ سواء، باعتبار أن مدينة ميونيخ (جنوب المانيا) تعد إحدى أغنى مدن ألمانيا وأقواها اقتصاداً، الأمر الذي دفع البعض لتسميتها بالمركز الإقتصادي، ليس لألمانيا فحسب، بل لكل أوروبا حيث يتواجد بها مقر عدد من الشركات والمصانع الألمانية المهمة، أهمها شركة السيارات بيإمدبليو (BMW)، شركة التأمين أليانز، شركة سيمينز للكهربائيات والاتصالات وشركة مان لصناعة المركبات الثقيلة.
التداعيات السلبية على الاقتصاد
أولى تداعيات هجوم الأمس ظهرت سريعاً، حيث تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية، الجمعة، متأثرة بهبوط أسهم "بانكو ساباديل" الأسباني برغم صعود سهم "فودافون" عقب إصدارها بيانات جيدة.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1%، بينما استقر المؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى عند الإغلاق.
هذا وقد حذّر اقتصاديون من التداعيات السلبية على الاقتصاد الألماني حيث هناك مخاوف من أن يؤدي تكرار العمليات الإرهابية إلى إعلان حالة الطوارئ في ألمانيا على شاكلة فرنسا، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير الموسم السياحي.
تداعيات مفترضة
لن تقتصر تدعيات هجوم ميونيخ على أسهم البورصة، بل من المتوقّع أن يتضرّر القطاع السياحي في مدينة ميونيخ التي تشتهرعالمياً بأنها مدينة ثقافية عالمية الطابع، إذ أنها تمتلك مئات المتاحف والمعارض الفنية، والقصور الأثرية والكنائس، والكثير من الكنوز الثقافية والفنية التي تجعل منها من البقاع المميزة على مستوى العالم. وكما هبطت أسهم شركات السياحة والترفيه الأوروبية، بعد هجوم مدينة نيس الفرنسية حيث انخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.15 % إلى 1335.71 نقطة، بينما تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوسع نطاقا 0.2 % متضررا من هبوط أسهم قطاع السياحة والترفيه بنحو 1.2 %، سنكون أمام مشهد مماثل في أوروبا عموماً وميونيخ على وجه الخصوص، بعد هجوم محطة القطار والمركز التجاري ما يؤكد فشل الإستراتيجية الأمنية. فقد قال مدير المعهد الألماني لدراسات التطرف "دانيال كولر": إن وصول لاجئين قاصرين غير مراقبين وتطرفهم خلال فترة قصيرة من شأنه أن "يجعلنا نبدأ من الصفر" فيما يخص الاستراتيجية الأمنية بالبلاد.
كلام كولر يعزز من تضرّر الإقتصاد الألماني بإعتبار أن أي إستراتيجية أمنية جديد لتعويض فشل أجهزة الإستخبارات الألمانيّة، تستدعي زيادة الإنفاق الأمني والدفاعي في ألمانيا التي تنفق حوالي 4.1% من ناتجها المحلي على ميزانية الدفاع حيث وصل إجمالي الدين العام الألماني إلى 6.17 تريليون يورو في العام 2015.
كذلك، لن يكون قطاع النقل العام بعيداً عن تداعيات الهجوم الإرهابي، فبعد توقّف حركات النقل العامل بالأمس، برزت خشية جديدة في المجتمع الألماني تتعلّق بأستخدامهم لوسائل النقل العام حيث يتحدّث مراقبون عن تراجع مستخدمي قطاع النقل العام خشية الوقوع في براثن الجماعات الإرهابية.
من المستبعد أن تتضرّر الشركات الصناعية الكبرى في ميونيخ من حادثي المدينة، إلا أن تكرار هذه الحوادث أو وقوع هجوم إرهابي كبير على شاكلة نيس سيضرب الإقتصادي الألماني في الصميم، الأمر الذي قد يدفع بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للدخول إلى جانب فرنسا في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي ما يعني إستنزاف إقتصادي لتغطية نفقات الحرب.