الوقت- الموقف العراقي الرسمي واضح بخصوص حضور المستشاريين العسكريين الايرانيين وفي مقدمتهم الجنرال "قاسم سليماني" بهدف تقديم المساعدة لمواجهة الجماعات الارهابية، فحضورهم جاء وفق طلب عراقي رسمي في هذا الخصوص، ومع ذلك، فالحملة الاعلامية للقوى المساندة لجماعات الاجرام تحرص دوماً على ابراز هذا الحضور على انه تدخلاً في الشأن العراقي، وأن هذا التدخل يأتي لإحياء روح الانقسام والشرخ بين ابناء الشعب العراقي، وتعزيز الفتنة المذهبية، فيما الوقائع والمواقف العراقية تشير الى خلاف ذلك، وتدحض هذه الادعاءات، وهو ما سنشير الى جملة منه وبالخصوص المتعلق بالمواقف العراقية الصادرة عن شخصيات سنية علمائية وسنية وبرلمانية.
الموقف العلمائي و رؤوساء العشائر
حول دعم ايران للعراق وشعبه بوجه التكفير الداعشي، وبالخصوص الموقف السني، يمكن ملاحظة ان المواقف مع اختلاف تعابيرها تجمع على انه لولا دعم إيران لما أمكن الانتصار على الإرهاب التكفيري في العراق، فرئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، اعتبر ان بلاده تفتخر ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الفصائل المقاومة العراقية لتقاتل التكفيريين، وفي الرد على ادعاءات السعودية بخصوص ايران قال خالد الملا؛ هيئة كبار العلماء السعودية سبب من أسباب التطرف في العراق.
اما قال الشيخ حميد الهايس رئيس مجلس إنقاذ الأنبار: فليحمدوا الله ويشكروه، فلولا الحشد الشعبي لكانت المنطقة في مهب الريح. واضاف الشیخ هایس: اللواء قاسم سليماني جاء بناءاً على طلب الحكومة العراقية، وإذا هم معترضون على "اللواء سليماني"، فليقدّموا الدعم ونكن لهم ممنونين. لكن هم مجرد دعاية وإعلام لا أكثر ولا أقل.
اما الشيخ فيصل العسافي رئيس مجلس عشائر الأنبار، فيقول نحن بصريح العبارة نقول أن من هيأ لدخول داعش للعراق هم قطر و السعودية و تركيا و دول أخرى إضافة لما يسمى اليوم بالتحالف الدولي الامريكي، فأدخلوا داعش إلى العراق فعاث خراباً و قتل ما قتل من أبناء المناطق الغربية خصوصاً ذات الأكثرية السنية، للأسف بتنا نتكلم بسنة و شيعة، و لكن هؤلاء لا يفرقون و الهدف من تسهيلهم للإرهاب هو لتفتيت وحدة العراق، و هو ضمن المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي بات بعض الإعراب جزءاً من هذا اللوبي الإسرائيلي، إذ لا يريدون الامن و الإستقرار لبلداننا خدمة لإسرائيل و خوفاً عليها، فيشغلون العالم العربي بذاته و يعيثون خراباً لمصلحة إسرائيل عدو المسلمين و العالم العربي الأكبر، فنرى السعودية تدّعي حرصها.
ويتابع القول، بأن هذا المحور المعادي للعراق، لن يعجبه مشاركة اي طرف إيراني او غيره في دحر الإرهاب و تطهير المناطق منه، المسألة ليست طائفية، فانظر لأبناء الديانات الأخرى ماذا حلّ بهم من مسيحيين و إيزيديين و غيرهم كيف هُجّروا و سُبوا، المخطط أبعد من ذلك و هو استهداف للعراق ككل و الدول العربية المقاومة ككل خدمة للمشروع الأمريكي و الصهيوني، لذا نحن لا نكترث بما يروّجون له و سيكون الإنتصار على يد قواتنا العسكرية و على يد الحشد الشعبي المقدس و كل القوى المساندة و الداعمة لنا إن شاء الله.
الموقف على المستوى الرسمي
على المستوى الرسمي، يقول رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني انّه لا يشارك بعض أطراف المجتمع الدولي استياءها من مشاركة ايران في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي. ففي تصريحات صحفية له، يصف البارزاني الدور الإيراني بالايجابي، مقارنة بأدوار ومواقف إقليمية ودولية حيال ما يتعرض له العراق من تهديدات ومخاطر ارهابية. ويشير الى انّ" قوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي تقاتلان في خندق واحد، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت دعماً واسناداً جيداً للعراقيين في حربهم ضد تنظيم "داعش.
فيما كان رئيس اقليم كردستان قد أكّد بشكل واضح في أحاديث لوسائل إعلام تركية قبل عدة أشهر بأنّه لولا الدعم الايراني السريع لكانت مدينة اربيل قد سقطت بأيدي عصابات داعش كما حصل لمدينة نينوى، وأشاد في حينه بسرعة استجابة طهران لطلب المساعدة من قبل حكومة الاقليم.
اما رئيس العراق الحالي فؤاد معصوم فيعتبر إن الدور الإيراني مهم لفرض الأمن ومكافحة الإرهاب في العراق، ناهيك عن الدور الاقتصادي والسياسي الذي تقوم به إيران داخل العراق. ويؤكد فؤاد معصوم على ضرورة تعزيز العلاقات مع إيران في الميادين السياسية والاقتصادية والتنموية وفي مجال مكافحة الإرهاب.
لماذا التحرك الايراني لتقديم المساعدة للشعب العراقي؟
التكفيري لا يؤمن الا بالقتل، هذا الفكر هو نفسه الفكر الاسرائيلي ومن ورائه الاستعمار الغربي وبالخصوص الامريكي، فهو فكر انشأ ليتجاوز الحدود، ولهذا توضع عمليات التصدي لهذه الجماعات في سياق صراح محورين، المحور المقاوم والذي فيه ايران جزء لا يتجزأ منه، والمحاور الغربي الاستعماري الذي يريد تدمير منطقتنا بالكامل، وايران في دعمها لدول المنطقة ومساعدتهم لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، فعلى سبيل المثال، قررت إيران ان تتنازل للعراق لعامين كاملين عن فاتورة الكهرباء وهي تزود العراق بالكهرباء بالوقت الذي فيه دول عربية واسلامية اخرى تقرض العراق ولا تتنازل عن هذه الديون واخذت ديونها كاملة، وايران مستمرة في دعم الشعب العراقي في مكافحة الإرهاب. وتعمل على جعل علاقات الصداقة بين البلدين والروابط المشتركة بين الشعبين الجارين، وطيدة و راسخة الجذور، والانتصارات التي حققها الشعب العراقي بوجه المحتل الامريكي ومن بعده وليدته داعش التكفيرية، انما ايران جزؤ لا يتجزأ من صناعة هذه الانتصارات.