الوقت- عقد مجلس الأمن الدولي إجتماعاً أدان فيه بشدة، المواجهات المسلحة التي دارت ي بين حرس الرئيس "سالفا كير مَيارديت" ونائبه "ريك مشار"، في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة "جوبا"، ملمّحًا بفرض المزيد من العقوبات.
ودعا المجلس في بيان الأحد الحكومة الانتقالية إلى الإسراع في التحقيق لمعرفة سبب المواجهات ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدًا على ضرورة "إحكام السيطرة والقيادة على الأفراد العسكريين" وذلك بعد إعلان ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات إلى 272 بينهم 33 مدنيا.
ورحَّب أعضاء مجلس الأمن في بيانهم، الذي وصل الأناضول نسخة منه، بـ"البيان المشترك الذي أدلى به الرئيس سالفا كير مَيارديت ونائبه ريك مشار"، السبت وأعلنا فيه التزامهما بالهدوء.
ولمح البيان، إلى إمكانية "النظر في اتخاذ تدابير إضافية" وفقا لقرار العقوبات رقم 2280 الذي تم اعتماده في 9 أبريل/ نيسان الماضي، والذي يشمل تجميد أرصدة مالية وحظر سفر بعض الأفراد والمسؤولين في جنوب السودان.
وكان شهود عيان أفادوا، بوقوع إطلاق نار كثيف في محيط القصر الرئاسي بجوبا، حيث كان مَيارديت ومشار يستعدان لعقد مؤتمر صحفي، قبل أن يدعو الرئيس ونائبه من القصر الرئاسي في وقت لاحق إلى “الهدوء”، مؤكدين أنهما يجهلان تماماً ما يحدث.
ولفت الشهود أن إطلاق نار في محيط القصر استمر نحو 30 دقيقة، فيما أرجعت بعض وسائل الإعلام سبب إطلاق النار إلى وجود محاولة لـ"انقلاب عسكري" في البلاد، عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة للاستقلال عن السودان (الذي صادف السبت).
وعقب ادانة مجلس الأمن الدولي الأعمال القتالية التي وقعت في جوبا، طالبت واشنطن بالوقف الفوري للمعارك الدائرة في جنوب السودان وامرت الموظفين غير الاساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرتها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي إن الوزارة، وبسبب المعارك في جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات نائبه رياك مشار، امرت بسحب الموظفين غير الاساسيين من السفارة الاميركية في جوبا، مطالبا كير ومشار بوقف القتال.
من جانبه، أشار فلاديمير سافرونكوف، نائب مندوب روسيا الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة، إلى ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في جنوب السودان ووضع حد للاشتباكات هناك.
وفي تصريح صحفي أدلى به عقب الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في جنوب السودان قال سافرونكوف: "لا بد من إحراز خطوات جدية على مسار تحقيق الاستقرار السياسي في جنوب السودان"، داعيا دول المنطقة إلى تقديم الدعم اللازم للسلطات هناك في هذا الاتجاه.
يأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه حصيلة المواجهات في جوبا إلى مئتين واثنين وسبعين قتيلا وسط انباء عن فرار آلاف المدنيين من مدينة جوبا.
يذكر أنخ وتحت رعاية "الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا" (إيغاد)، وقعت الحكومة في جنوب السودان اتفاق سلام مع المعارضة المسلحة في أغسطس/ آب الماضي، وبموجبه تم تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة جميع الأطراف المتحاربة تستمر لفترة ثلاثة أعوام، تُنظم بعدها انتخابات عامة في البلد.
وتأسست دولة جنوب السودان، بعد استقلالها عن السودان في استفتاء شعبي لسكان الجنوب، أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير/ شباط 2011، وتم الإعلان عن الاستقلال في 9 يوليو/ تموز 2011.